نوستالجيا رمضان الحلقة 4: ابتسامة الشعراوي

عاب البعض على الإمام محمد متولي الشعراوي تحدثه باللغة الدارجة مع عموم الناس، ولم ينتبهوا إلى أنها مكمن قوته، رحمه الله، فالشيخ الذي كان يجذب الملايين ليستمعوا إلى أحاديثه لم يكن ليصل لهذا القطاع العريض من الناس لولا استخدامه مصطلحاتهم وألفاظهم العامية الشعبية المستخدمة في حياتهم اليومية.

استحوذ الشيخ الشعراوي على حب المصريين منذ ظهوره على التلفاز متحدثًا في الدين عبر هذه الوسيلة الجديدة الموجودة في كل بيت، وارتبط بوجدان الناس ظهوره كل يوم جمعة، وقبل الإفطار في شهر رمضان مباشرة لتفسير القرآن الكريم، أو من خلال أدعيته التي كانت تُعرَض انتظارًا للإفطار، فكان وجوده عادة لنا جميعًا تمنينا ألا تنقطع لولا إرادة الله وسير الحياة على منوال واحد يتطلب الرحيل، فرحل الرجل الذي تعلقنا به واستمرت ذكراه باقية في أذهاننا.

بموسيقى برنامجه الشهير نستعيد خطاب الشعراوي للناس في أحاديثه، هذه الموسيقى التي مازالت تنطلق من هواتف الناس حتى الأن، نتذكر جلسته على كرسيه أمام المستمعين، حركاته ونظراته، كل جملة لها تعبير، وكل عبارة لها نبرة معينة، ابتسامته تعلو وجهه دائمًا، الشعراوي كان يعرف أساسيات الخطاب لا إراديًا، كان يعرف كيف يتحدث للناس، لذلك أحبوه وتعلقوا به.

رحل الشعراوي، ومازالت أحاديثه ولقاءاته تُعرَض يومًا بعد يوم، ومازلنا نتلقاها دون ملل، نلتقط منها العبارات التي تعبر عنّا، ننشرها على حساباتنا بمواقع التواصل الإجتماعي فتمس من نحب، ويشاركها من تؤثر عليه، هكذا عاش الشعراوي، وهكذا ظل باقيًا بعد رحيل جسده..وإلى لقاءٍ أخر إن شاء الله.