بعد فتوى بهدم قبره.. حماس تبني سفارة قطرية على مهبط ياسر عرفات
الإثنين، 29 مايو 2017 09:27 م
كشفت مصادر فلسطينية، عن قرب بدء المرحلة الأولى من بناء السفارة القطرية في قطاع غزة، ذلك في مهبط الطيران الخاص بالرئيس الراحل ياسر عرفات أبو عمار، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الكثير من الفلسطينيين.
الزعيم الراحل ياسر عرفات في (١١ نوفمبر ٢٠٠٤)- كان له مهبط خاص للطائرات داخل قطاع غزة، في ظل حظر الطيران المفروض آن ذاك على القطاع، كان بإمكانه التنقل في أي شيء، ولذلك تعتبر منظمة التحرير الفلسطينية «فتح»، أن ذلك سطو على آثار أبو عمار.
المصادر الفلسطينية، حددت لـ«صوت الأمة»، موقع السفارة الجديدة ومبنى السفير القطري، قالت إنها في الجنوب من ميناء غزة، على شارع الرشيد الساحلي، تبلغ مساحة أرض المشروع حوالي 5 قراريط، وتشمل مبنى السفارة ومبنى خاص بسكن السفير، بالإضافة إلى الأعمال الخارجية وغرف الخدمات.
وأوضحت المصادر، أن الاتفاق على الشكل النهائي للمشروع جاء خلال عقد اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، اجتماعًا تمهيديًا في يناير الماضي، مع مقاولي الشركات المشاركة في العطاء الخاص بـ «المرحلة الأولى-الهيكل الخرساني»، وكان برئاسة المهندس عبد الحليم العيسوي، رئيس قسم مشاريع الطرق في اللجنة القطرية
إرث عرفات
الدكتور أيمن الرقب، القيادي بحركة فتح الفلسطينية يقول لـ«صوت الأمة»، إن قطر وبمشاركة وتسهيلات من حماس تعتدي على التاريخ الفلسطيني، وتريد تدمير «إرث» الشهيد أبو عمار، وهو ما يعد اعتداءًا على الإرث الفلسطيني.
اختيار قطر لبناء سفارتها ومقر إقامة مندوبها السامي لقطاع غزة في مهبط طائرة الشهيد أبو عمار بعد إزالتها هو تعدي سافر على مشاعر شعبنا، يكمل أستاذ العلوم السياسية: إن ذلك محاولة بائسة من قطر وشريكتها حماس بشطب جزء من تاريخ شعبنا وبناء تاريخ لهم لأنهم بلا تاريخ.
يضيف الرقب، أن حماس تتمسك بأموال قطر، والتي تصر على استمرار دورها القذر في الساحة الفلسطينية والمنطقة، فقطر التي شجعت الولايات المتحدة الأمريكية على الضغط على أبو مازن لإشراك حماس في الانتخابات عام ٢٠٠٦، بمباركة الاحتلال الإسرائيلي لتفتيت المشروع الوطني، وهي نفس الدويلة الدخيلة التي دعمت انقلاب حماس الدموي عام ٢٠٠٧.
وعن التصعيد السياسي لوقف تلك الخطوة، أوضح الرقب أن الأمر لن يتجاوز الاحتجاج من قبل القيادة الفلسطينية.
الدكتور أيمن الرقب
محاولة لصنع مجد
في سياق متصل، انتقد النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني محمد دحلان، اليوم الإثنين، غياب الموقف الفلسطيني الرسمي، موضحًا أن بناء بيت للسفير القطري فوق مهبط طائرة الشهيد ياسر عرفات، انتهاك واضح وصريح لكل قواعد الدبلوماسية.
وتابع على صفحته الرسمية بالفيسبوك: «لم أتخيل أن هناك بين الفلسطينيين أحدٌ يقامر باستغلال المرافق الخاصة بالزعيم الرمز ياسر عرفات، ولكن حماس تثبت كل يوم أنها قادرة على تجاوز كل الخطوط الحمراء مقابل الحفاظ على ما تبقى لها من سيادة في قطاع غزة تمارسها على شعب أنهكه الفقر والمعاناة، ولكنه رغم كل معاناته لم ينس رمزه وقائده، فبقي مخلصا يقتفى آثاره».
وأضاف: «يبدو أن حماس وقطر يحاولان التغلب على ياسر عرفات بعد استشهاده بمحاولة طمس آثاره ولكنهم لن يفلحوا، ياسر عرفات موجود في كل بيت فلسطيني، وقلب كل فلسطيني، وكل شارع فلسطيني، ياسر عرفات هو جواز مرورنا نحو تحرير فلسطين».
الصفحة الرسمية لمحمد دحلان
هدم قبر عرفات
وكان مفتي حركة حماس، الشيخ يونس الأسطل، دعا إلى هدم ضريح الشهيد ياسر عرفات الموجود في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، ومن ثم الاعتصام فوقه، وفق وصفه.
وقال الأسطل ، تعليقًا على الاعتصامات الموجودة أمام ضريح الشهيد الرئيس أبو عمار، «إنه لا يجوز للمسلم أن يدعو الأموات أو يستغيث بهم عند الشدائد، كل هذا من الشرك الأكبر، وهذا عمل كفار قريش وغيرهم، هذه أعمال الكفار عند قبور الأموات وعند أصنامهم وأشجارهم التي يعبدونها من دون الله».
وتابع: «أدعو جميع الأحرار والشرفاء وحملة راية التوحيد، إلى هدم هذا الضريح ومن ثم الاعتصام فوقه حتى تحرير الأسرى وإقامة الدولة الإسلامية في كل بقاع فلسطين من بحرها إلى نهرها».
وأوضح الأسطل أن بناء مثل هذا الضريح لياسر عرفات أصلًا فيه «مخالفة قطعية للأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولكن الجهل بلاء عظيم، والغلو في المحبة والتعظيم وباء جسيم، والتقليد للأجانب داء مهلك؛ فنعوذ بالله من الجهل، ومن الغلو، ومن التقليد للأجانب»، متسائلًا: من هو ياسر عرفات حتى يبنى له مثل هذا الضريح؟
وأكد أن حركة حماس ستحرر مدن الضفة الغربية وفي مقدمتها رام الله وبيت لحم، قبل تحريرها مدينة القدس، على حد تعبيره، وستحول مقر «المقاطعة» إلى «مسجد تقام فيه الصلوات ويدرس فيه القرآن الكريم بدل الخزعبلات التي تجري هناك حاليًا».
يونس الأسطل