قلبي حزين علي الزرع الباكى

الثلاثاء، 30 مايو 2017 11:30 ص
قلبي حزين علي الزرع الباكى
كتبت آمال فكار

كان يجب البدء بإزالة تعديات الحيتان الكبيرة وأبوالعنين على رأسهم

هناك قصص وروايات فى التعديات تصلح أفلاماً لعام 2017

مقالى هذه المرة حزين وعاتب ومندهش على ماتفعله أجهزة الدولة وذو القلوب(الرحيمة) فى رعاية الشعب، نحن لسنا مختلفين فى إعادة هيبة الدولة المتمثلة فى بسط سلطاتها على كل التجاوزات المخالفة للقانون، لكن يجب اﻷخذ فى الاعتبار بالتفرقة بين اﻷوضاع غير المخالفة

أما من يستغلون نفوذهم والكسب السريع الفاحش فهم لابد أن يطولهم القانون، مثل ما نسمعه عن رجل اﻷعمال أبو العينين من استغلال أراضى الدولة على طريق مصر- إسماعيلية، ومن لا يعلم «يفتح» النت ووسائل التواصل الاجتماعى وغير هذا، هناك الكثيرون الدولة فى نسيانهم، ضف إلى هذا الإخوان واستلائهم للأراضى فى حكم مصر، ودليل هذا مانعانيه فى سيناء وما تتعرض له، فقد تم تسكين الإرهابيين بها، وما خفى وغير معلوم أو المسكوت عنه ولا أدرى ما السبب، وهذا ما يدفعنى للتساءل هناك أراضٍ فى الصحراء والآن منتجة، وتساهم فى أزمة الغذاء الذى يعانى منه الشعب، خاصة أن الدولة تناشد وتدفع الشباب إلى استصلاح اﻷراضى وزراعتها، خاصة أن الرئيس ينادى بأن نعمل وننتج فى النواحى المختلفة وخاصة الزراعية.. الرئيس قال ما هو واضح ولا جدل فيه ولا نقاش (نحن لا نظلم أحدا إذا زرع أرضه، والذى يسقع اﻷرض أو يتاجر فيها تأخذ منه فورا)، أما من يزرعها نسهل اﻷمر عليه ونقننها له، ويدفع ما عليها مثل ما حدث فى أرض الإعلاميين فى ٦ أكتوبر وغيرها فى المحافظات اﻷخرى خاصة قنا، ﻷن تقنين اﻷراضى المزروعة يفتح أبوب عمل ورزق لفئة كبيرة من الشعب فى ظل البطالة وانحصار اﻷراضى الزراعية من التعديات سواء بالبناء أو احتلالها للمشروعات الخاصة أو للبيع والكسب فيها.
 
كان لابد من البدء بالحيتان الكبيرة والساعيين للكسب السريع، وما سوف أقوله بعد هذه المقدمة ليس غريبا ﻷن الرئيس السيسى وقته وفكره كيف ينهض بالدولة، ويحقق العدالة الاجتماعية ولقمة العيش للغلبان، فهو يحذر من تارك اﻷرض صحراء، فيجب أن تعود للدولة فورا، يعنى الرئيس لم يقل دمر اﻷراضى المزروعة وما بها من آبار وخزانات مياه تكلفت آلاف لإعدادها لرى اﻷرض العطشانة والمحرومة من نقطة مياه واحدة من يروى هذه اﻷراضى يكرم ولا يهدم، ورأيت الكثيرين منهم لحظة الاستيلاء وتدمير اﻷراضى يقفون متفرجين على طريق اﻷسفلت بين النواح والبكاء، فأرض الإعلاميين التى رأيت ما حدث لها تم الحصول عليها عام 1999، وقام الوزير يوسف والى بتأسيس جمعية الإعلاميين الشباب، وكان المبلغ المدفوع للوزارة فى الفدان 1000 جنيه، وكان هذا سعر اﻷراضى الصحراوية الجرداء فى هذا الوقت، وأخذت موافقات من الجيش والآثار والثروة المعدنية، وكان هناك وعد بإدخال المياه الصالحة للزراعة بعد معالجة الصرف الصحى لرى هذه اﻷرض وتقدر مساحتها بـ 5800 فدان، وهى بمنطقة الواحات فى محافظة 6 أكتوبر، وﻷنى كل أسبوع أكون برفقة ابنة عمتى الدكتورة منى لزيارة هذه اﻷرض، التى تملكت بها 10 فدادين عام 1999، وكانت كلها حماس ورغبة وحب لهذه اﻷرض برغم أنها تقيم بأقى منطقة بالمعادى، وليست محتاجة لتسقيع اﻷرض، فقد كانت تحمل فى سيارتها العمال والفنيين لإعداد اﻷرض وصرفت نصف مليون جنيه فى زراعة هذه اﻷرض من حفر آبار وإعداد خزانات مياه غير إتاوات البدو الذين يدعون حماية اﻷرض، وأعدت استراحة جميلة كنا نضحك ونمضى وقتا فيها، ثم تعود هى إلى المعادى وأنا إلى الشيخ زايد، وفجأة تكهرب الجو، واستغاثت بى يوم اقتحام اﻷرض، رأيتها تقف على اﻷسفلت أمام اﻷرض وسط الصراخ واللطم على الخدود مع مالكى اﻷراضى الذين وصل عددهم إلى 700 عضو، وأغلبهم إعلاميون وهى تهدم وتدمر بكل حقد، حتى الزرع شاهدته يذبل ويقتل، ﻷن مياه الحياة دمرت، لعن الله الحقد وعدم التفكير، الجمعية التى كانت تشرف على اﻷرض، كانت تُحصل من كل عضو سنويا 400 جنيه، وتُسلم كل مالك كارنيها، والغريب هذه اﻷرض لديها عقود ومستندات وقضية منذ 5 سنوات وحكايات والعقل يبكى والعقل يفكر واﻷذن تسمع، ولكن هذا ليس فقط ما سمعته، فهناك فى قنا قرية تسمى تندره بأبو تشت يسرقون 500 فلاح يمتلك كل فرد 5 أفدنة فى صحراء قرية تندره وهم مزارعون بشركة الاستصلاح الزراعى وتدعى شركة العارف، تأسست عام 1998، تحت إشراف الدكتور هشام رشوان واللواء عادل لبيب، محافظ قنا سابقا، وأنفق المزارعون كل ما يملكون لإنشاء الآبار وشراء معدات زراعية وصلت لمليون جنيه، ودفنت مع التدمير والإزالة، ويصرخون لماذا يحدث هذا، وهناك قصة اﻷخ صلاح من قنا الذى اتصل بى، يقول المسئولون لا يفهمون كلام الرئيس السيسى، ففى قرية العَمرة بأبو تشت اقتحمتها بلدوزرات وهدمت 150 منزلا بالقرية ﻷسر غلبانة تحت خط الفقر، ودمرت اﻷساس وتركت صحراء، وكل غلبان كان معه 60 مترا فى الجبل ليس بها إنارة ولا مياه، ويقول صلاح عبد الله، محافظ قنا، وقيادات المحافظة وعدونا بتقنين أوضاع هؤلاء البسطاء، ولكن الطمع والحسد وقسوة البلدوزرات قتلت كل هذا، واختم ما أعرضه بكل حزن.. هناك قصص وروايات كثيرة تصلح أفلاما لعام 2017.. وتحيا مصر.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق