أباطرة أراضى المدن الجديدة.. نهبوا 879 مليار جنيه

دائما ما يؤكد الرئيس السيسى على ضرورة استرداد أراضى الدولة، وتأتى هيئة المجتمعات العمرانية على رأس الهيئات الاقتصادية التى تم الاستيلاء على أراضيها، ونتج عن هذا الاستيلاء أو التحايل فى التخصيص للحصول على الأراضى بأسعار بخسة، إهدار نحو 879 مليار جنيه.

 

حظيت مدينة 6 أكتوبر بالنصيب الأكبر من هذه التجاوزات، حيث بلغ قيمة ما تم إهداره فى هذه المدينة 408 مليارات جنيه، وتأتى منطقة الحزام الأخضر على رأس الأراضى التى تم الاستيلاء عليها فى مدينة 6 أكتوبر، حيث تم إهدار ما يقرب من 18 مليار جنيه، وأكبر المعتدين على أرض الحزام الأخضر (شركة 6 أكتوبر الزراعية)، حيث استولت على أراضٍ قيمتها ٦و١٠ مليار جنيه. 

 

مخالفات شركة مينا جاردن سيتى بتقاعس هيئة التعمير والإسكان تسبب فى إهدار نصف مليار جنيه، وشركة بالم هليز والتى رصدت التقارير حجم المزايا التى حصلت عليها أثناء وجود الوزير أحمد المغربى وزيرا للإسكان، وهى ذات الشركة التى يساهم فيها المغربى بنسبة 60 %، حيث تمت مجاملة الشركة، الأمر الذى أدى إلى إهدار نحو 3,8 مليار جنيه. 

 

كما كشفت التقارير الرقابية عن استيلاء توفيق عكاشة على مساحة خمسة آلاف فدان دون وجه حق من خلال جمعية شباب الإعلاميين بمدينة ٦ أكتوبر، مما ترتب عليه إهدار 29 مليار جنيه.

 

وكشفت التقارير عن استيلاء أبناء حبيب العادلى «شريف وجيهان ورانيا» على أراضٍ بمدينة السادس من أكتوبر وهذا التخصيص أهدر نحو 3 ملايين جنيه، كما تم تخصيص القطع من 4 و5 مكرر بالمجاورة 13 إلى وزير الداخلية بمساحة ألفى متر، وهو ما ألحق ضررا بالمال العام نحو 7 ملايين جنيه، كما كشف التقرير عن استيلاء حبيب العادلى على مدرسة كانت مخصصة لخدمة الأهالى بالحى التاسع، وأنه تم تغيير المخطط الخاص بهذه الأرض من أجل إنشاء قصر للعادلى، الأمر الذى أدى إلى إهدار 43,8 مليون جنيه.

 

وكشفت بلاغات تم تقديمها إلى النائب العام عن أشهر المعتدين على أراضى الدولة وهو أحمد عز عضو مجلس الشعب السابق عن الحزب الوطنى وأمين التنظيم، الذى حصل على واحد عشرين مليون متر مربع، شمال غرب خليج السويس تقدر قيمتها السوقية بمئات المليارات من الجنيهات، مقابل مائة جنيه فى للفدان الواحد.

 

مجدى راسخ، والد زوجة علاء مبارك، خُصص له مساحة 2200 فدان (9.2 ملايين متر مربع) فى أفضل أماكن مدينة الشيخ زايد بسعر ثلاثين جنيها للمتر (بفارق سعر يبلغ 462 جنيها عن السعر الحقيقى)، لكن راسخ دفع مقدما بسيطا ولم يسدد المبلغ المتبقى، واستولى دون وجه حق على مساحات أخرى لا يمكن حصرها منتشرة فى عدة أماكن استراتيجية بمصر.

 

هشام طلعت، أحد أركان لجنة السياسات بالحزب الوطنى، حصل بغير وجه حق على نحو ثمانية آلاف فدان تعادل (33 مليون متر مربع)، بمنطقة شرق القاهرة لإنشاء منطقة سكنية باسم «مدينتى» لم يتم دفع أى مقابل لها سوى الحصول على نسبة من الوحدات السكنية بعد فترة زمنية طويلة.

 

حسين سالم، وبطريق وضع اليد، حصل على جزيرة نيلية بالأقصر تسمى جزيرة التمساح بمبلغ تسعة ملايين جنيه، وأنشأ عليها شركة التمساح للمشروعات السياحية، وتضم الجزيرة عشرات الأفدنة وسعرها الحقيقى لا يقدر بمال، كما حصل وبنفس الأسلوب على أراضٍ شاسعة ومميزة فى شرم الشيخ ورأس سدر، كما خُصص لـ«سالم» قصر ضخم أسطوانى الشكل مقام على مساحة ستة آلاف متر مربع بالتجمع الخامس. 

 

الشركة الكويتية استولت على 26 ألف فدان من أجود الأراضى عام 2001 بسعر مائتى جنيه للفدان، ولم تقم الشركة باستزراع تلك المساحة وتقدر الأموال المهدرة بمئات المليارات على خزانة الدولة المصرية.

 

سليمان عامر، قامت الحكومة بتخصيص 750 فدانا لشركة السليمانية المملوكة له على طريق مصر - الإسكندرية الصحراوى، بسعر خمسين جنيها للفدان، حيث حوّل تلك الأراضى إلى منتجعات سياحية وأراضٍ للجولف ويبيع المتر بـ 30 ألف جنيه، ويصل سعر القصر فى السليمانية إلى 18 مليون جنيه.

ناصر الخرافى، حصل على 52 ألف فدان من الحكومة بمنطقة جرزا بمركز العياط بالجيزة بسعر مائتى جنيه للفدان، والفدان كان يباع للفلاحين بالمنطقة المذكورة بسعر 15 ألف جنيه.

 

إبراهيم كامل، أحد أقطاب الحزب الوطنى، خصصت له الدولة أرضا فى الساحل الشمالى اشتراها بسعر بخس، وأنشأ عليها قرية غزالة السياحية، وقفز ثمن متر الأرض فيها إلى عدة آلاف من الجنيهات، ومنحته الدولة 64 كيلو متر مربع لإنشاء مطار العلمين رغم معرفة الحكومة جيدا أن مساحة المطار لا تزيد على 10 % من المساحة المذكورة، لكن المخططين لـ«كامل» يعلمون أن المساحة المتبقية سيتم بيعها كقرى سياحية بأسعار فلكية، لم يدفع كامل فى تلك المساحة الكبيرة إلا مليونى جنيه وخصصت له الدولة أيضا أرضا فى منطقة سهل حشيش.

 

حاتم الجبلى، وزير الصحة الأسبق، حصل على 17 ألف متر على ناصية يوسف عباس من ناحية الأوتوستراد بالقاهرة، دفع مائة جنيه لـ13 ألف متر مربع فقط من المساحة وأخذ أربعة آلاف متر مجانا ليبلغ بذلك الثمن 75 جنيها للمتر الواحد بمنطقة لا يقل سعر المتر فيها عن سبعين ألف جنيه. 

 

شهاب مظهر، صهر محمود الجمال والد زوجة جمال مبارك، استولى على 7250 فدانا بالكيلو 42 و45 و57 بالطريق الصحراوى.

 

وأخيرا خصصت الحكومة عشرة أفدنة بالقاهرة الجديدة لأميرة سعودية، لبناء مجموعة من القصور للأميرات، وقد دفعت 400 جنيه للفدان الواحد، وقدرت القيمة السوقية للمتر الواحد بمبلغ 4500 جنيه.

 

اقرأ أيضا:

أحلام طيور الظلام.. أباطرة مبارك يطلبون التصالح والعودة (تقرير)