جيب.. بدأت عسكرية وصارت اليوم مرادفًا لسيارات الدفع الرباعي

الثلاثاء، 30 مايو 2017 12:00 م
جيب.. بدأت عسكرية وصارت اليوم مرادفًا لسيارات الدفع الرباعي
سيارة جيب
شريف على

في أواخر الثلاينيات من القرن الماضي ظهرت فكرة جيب عندما أراد الجيش الأمريكي الحصول على سيارة عسكرية   صغيرة تتميز بالسرعة و خفة الوزن و القدرة على العمل على مختلف أنواع الأراضي أي بإختصار سيارة تعمل كخيول سلاح الفرسان. و بطبيعة الحال تطلب ذلك ضرورة تجهيز تلك السيارات بنظام للدفع الرباعي الذي أثبت فعاليته بالمركبات العسكرية المستخدمة خلال الحرب العالمية الأولى. و قاد بحث الجيش عن الحجم الصغير إلى الحديث مع شركة بانتام الأمريكية في ولاية بنسلفانيا و كانت حينها تنتج نسخة أمريكية من موديل أوستن سفن الصغير. و بالفعل بدأ الجيش التجارب على تلك السيارة التي  لم يتجاوز طول قاعدة عجلاتها 1،9 متر و لم يتعد وزنها 544 كيلوجراما و كانت مزودة بمحرك سعة 800 سي سي بقوة 22 حصانا. و توصل الجيش إلى نتيجة مفادها أنه على الرغم من تطابق السيارة مع معايير الوزن و الحجم غير أنها تفتقر إلى القوة و الأداء المطلوب. 

بعدها قامت لجنة تابعة للجيش بوضع مواصفات السيارة المطلوبة عام 1940 و تلخصت في أن تكون السيارة الجديدة خفيفة بوزن لا يتعد 590 كيلوجراما ثم تراجعت عن ذلك و زادت الوزن إلى 980 كيلوجراما و ألا يتجاوز طول قاعدة العجلات 2،03 متر و أن يكون بمقدورها حمل 272 كيلوجراما و الأهم أن تعمل بنظام الدفع الرباعي.

أرسلت العطاءات إلى حوالي 135 شركة أمريكية تشمل كافة شركات صناعة السيارات تدعوهم لتطوير نموذج تجريبي خلال 49 يوما فقط. بطبيعة الحال ، نظرت معظم الشركات إلى المهلة الزمنية القصيرة و صرفت النظر عن الفكرة برمتها. بعض الشركات و منها شركة تشيكر قامت بتطوير نموذج تجريبي و لنها لم تتقدم رسميا و أعلنت شركة أمريكان بانتام عزمها الوفاء بتلك المهلة الزمنية و كان لذلك ما يبرره حيث كانت على حافة الإفلاس. أما شركتي ويليس-أوفرلاند و فورد فقد بدأتا تطوير نماذج تجريبية و لكن أعلنتا عدم إمكانية الإلتزام بالمهلة الزمنية.

تمكنت بانتام من الإنتهاء من النموذج التجريبي الذي أطلقت عليه إسم "سيارة بانتام للإستطلاع"  بمساعدة بعض الشركات الأخرى و تم تسليم النموذج قبل نصف ساعة من إنقضاء المهلة المحددة. و على الفور بدأ الجيش الأمريكي إختباراته على السيارة لمدة شهر ثم كلف الشركة بإنتاج 1500 نسخة رغم ظهور بعض المشكلات في النسخة التجريبية.

كانت الحرب العالمية الثانية تشتعل في اوروبا  و تحسب الجيش الأمريكي لإحتمالات مشاركته في الحرب فوجد أن مصنع بانتام لا يستطيع الوفاء بإحتياجات الجيش من السيارة الصغيرة المطلوبة و لم يكن أمام الجيش مفرا من البحث عن شركة كبيرة يمكنها إنتاج مئات الآلاف من السيارة العسكرية الصغيرة. خلال تلك الفترة قامت الشركة بإنتاج السيارات التي تعاقدت عليها ثم أنتجت 3000 سيارة أخرى ذهبت معظمها إلى الجيش السوفييتي. و خلال فترة الحرب تولت بانتام تصنيع الكثير من مقطورات السيارات الجيب.

قامت ويليس-أوفرلاند بتسليم نموذجها التجريبي في 11 نوفمير من عام 1940 و أطلقت عليه إسم "كواد" أي "رباعي الدفع" و قدمت فورد نسختها أيضا و تم إختبار السيارتين و أختير نموذج ويليس-أوفرلاند كمركبة الجيش الأمريكي الخفيفة لقوة محركها التي بلغت 61 حصانا بزيادة 15 حصانا عن قوة محرك سيارة فورد. و تلقت الشركة عرضا ضخما لإنتاج سيارات جيب لحساب الجيش و حتى إنتهاء الحرب أنتج من الموديل 600 ألف نسخة منها 360 ألفا قامت ويليس-أوفرلاند بتصنيعها و قامت قورد بإنتاج الكمية المتبقية بموجب ترخيص.

حققت السيارة شهرة أسطورية خلال الحرب حيث إستخدمت للنقل و كسيارات قيادة ميدانية و لحمل قطع المدفعية و كعربات إسعاف و غيرها من الإستخدامات التي جعلت من الإسم أسطورة قد لا تتكرر خاصة و أنه في الفترة التي أعقبت الحرب ظهرت فوائدها المتعددة في الإستخدامات المدنية بالحقول و الصحاري و مواقع البناء لتتجدد الأسطورة التي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا.

بالطبع يتسائل الكثيرون عن سبب التسمية  و التفسير الأقرب للواقع أنه نطق حرفي "GP" و هما إختصار لجملة "General Purpose" أي سيارة الأغراض العامة و التي أطلقت على جيب من قبل الجيش الأمريكي.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق