توتي .. الانتماء يصنع العظماء

توتي الذي ودع الملاعب بعد مسيرة طويلة من العطاء رفض كل الإغراءات من أجل أن يرتدي قميص آخر بخلاف قميص روما.

قصة عشق توتي لروما دليل دامغ على أن كرة القدم ليست من أجل المال أو الألقاب فقط وإنما هناك أمور أخرى تجعل اللاعب يضحي بكل شيء من أجل مواصلة مشواره بقميص فريقه المفضل.

توتي والذي ولد في 27 سبتمبر 1976 بدأ يداعب كرة القدم منذ أن كان عمره 7 سنوات وتنقل بين العديد من الأندية الصغيرة في مدينة روما حتى تلقى عرض لينتقل لصفوف نادي لاتسيو الغريم التقليدي لروما وهو الأمر الذي رفضه والد ووالدة توتي وتمسكوا بانتقال نجلهم إلى صفوف روما وهو ما حدث في 1989 وكان يبلغ من العمر 13 ومنذ ذلك اليوم لم يخرج توتي من قلعة الذئاب.

توتي لعب في مرحلة الشباب في روما حتى وصل إلى 16 عام حيث ظهر مع الفريق الأول في 1992 وتلك كانت البداية الحقيقة لنجم كبير في كرة القدم.

توتي ظهر للمرة الأولى مع الفريق الأول في مباراة روما وبريشيا في 28 مارس 1993 في الدوري والمدرب فويادين بوشكوف هو من منحه الفرصة الأولى خاصة بعد أن حصل توتي على جائزة أفضل لاعب في مرحلة الشباب.

عقب تلك المباراة أستمر ظهور توتي وبدأ يظهر كلاعب لديه مواهب كبيرة وأرتبط بالجماهير بشكل كبير.

كان هدف توتي الأول بقميص روما في مباراة أمام فوجيا كالشيو والتي أقيمت يوم 24 سبتمبر 1994 وهو اللقاء الذي انتهى بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق.

توتي حمل شارة قيادة روما في عام 1997 وكان أصغر لاعب في تاريخ الدوري الإيطالي يكون قائد لفريقه حيث بلغ حينها 21 عام.

توتي خاض بقميص روما 619 مباراة وسجل 250 هدف وله العديد من الإنجازات مع النادي حيث توج بلقب الدوري مرة واحدة في موسم 2000-2001 وتوج بلقبين لكأس إيطاليا ولقبين للسوبر الإيطالي بالإضافة إلى أنه الهداف التاريخي للنادي.

( أهداف توتي مع روما على مر تاريخه )

على المستوى الدولي اكن الظهور لتوتي في بطولة أوروبا 2000 فعلى الرغم من موهبته الكبيرة وكونه قائد فريق روما منذ 1997 ولكنه لم يظهر مع المنتخب الإيطالي في مونديال 1998 وبدأ الأمر في بطولة أوروبا 2000.

في بطولة أوروبا 2000 نجح توتي وزملائه بالمنتخب في تقديم مستوى مميز ومخالف لكل التوقعات وتأهل الفريق إلى المباراة النهائية وكان قريب من تحقيق اللقب وعلى بعد دقائق من التتويج حتى نجح المنتخب الفرنسي في إدراك التعادل وتحقيق الفوز في الوقت الإضافي.

( أهداف المباراة النهائية إيطاليا – فرنسا 2000 )

يعتبر الإنجاز الأكبر في تاريخ توتي هو التتويج بمونديال 2006 ولكن النجم الكبير للمنتخب الإيطالي كان قريب من الغياب عن البطولة بسبب الإصابة التي ألمت به قبل 3 أشهر من المونديال ولكنه تعافى منها ونجح في الانضمام لقائمة المنتخب الإيطالي وقيادته نحو اللقب.

توتي حصل على جائزة أفضل صانع ألعاب في المونديال بعد صناعته لأربع أهداف لزملائه بالفريق وسجل هدف وحيد.

( هدف توتي في المونديال 2006 )

توتي عقب الإنجاز الكبير والتتويج بكأس العالم قرر الاعتزال على المستوى الدولي وفي 2007 كان تمسك توتي بقراره رغم أنه كان في الـ31 من عمره وهو الأمر الذي قوبل برفض كبير من المجتمع الرياضي الإيطالي وسط محاولات مكثفة لمشاركته في بطولة أوروبا 2008 و2012 ولكن الأسطورة توتي رفض كل المحاولات من أجل التركيز مع روما فقط.