«مدفع الإفطار اضرب».. حدوتة مصرية بطلها الصدفة
الأحد، 28 مايو 2017 08:43 مشيماء حمدى
يشتهر شهر رمضان الكريم بروحانيات وطقوس، بدونها تشعر أن هناك شيئا ناقصا، ومنها مدفع رمضان، الذي يعد علامة مسجلة للشهر الكريم فى مصر، صوته الأعلى ترددا بإرجاء مصر ما بين شرقها وغربها، لكنه لا يسبب الفزع مثل غيره من المدافع، بل على العكس من ذلك ينتظره جموع المصريين بالفرحة لأنهم سيتذوقون الطعام ويروتون من المياه بعد يوم طويل من الصيام شق فيه العطش حلوقهم.
وبالرغم من الصوت العالى للمدفع الذي يصل لأذن كل صائم، إلا أن هذا الصوت إشارة البدء لدخول السعادة على قلب الصائم، فمجرد ضرب مدفع رمضان يعرف الجميع أن ظمأهم سيذهب مع باروده، ويزداد صوته حلاوة عندما نسمع صوت المنادى عبر موجات الأثير «مدفع الإفطار أضرب» يعقبه آذان المغرب بصوت الشيخ محمد رفعت أو مصطفى إسماعيل.
الصدفة كانت بطل وجود مدفع رمضان، التي تعددت الحكايات عنه، فنشأت فكرة تنبيه المسلمين لوقت الإفطار والسحور بإطلاق مدفع رمضان، وكانت مصر أول دولة إسلامية تستخدمه، وبالتحديد مدينة القاهرة، ولم يتضارب إطلاق المدفع مع صوت الآذان.
وامتد استخدام المدفع أيضا للإعلان عن الإمساك قبل الفجر لتنبهه المسلمين عن التوقف عن تناول الطعام والشراب فظهر مدفع الإمساك.
ترجع قصة مدفع رمضان وفقا للرواية الأشهر فى التاريخ، إلى عام 859هـ/ 1439في عهد السلطان المملوكي «خوشقدم»، الذي حصل على هدية من أحد الألمان وكانت الهدية مدفع.
السلطان «خوشقدم»، أراد أن يجرب المدفع فطلب من مماليكه أن يقومون بذلك، وجاءت وقت التجربة بالتزامن مع وقت غروب الشمس بالصدفة، فاعتقد الصائمين بربوع القاهرة أن هذه طريقة جديدة للإعلان عن الإفطار.
فرحة المصريين بمدفع رمضان جعلتهم يخرجون مسرعين بعد تناولهم للإفطار ليشكروا السلطان «خوشقدم» على مدفع رمضان، وهو ما لم يكن فى حسبان السلطان، فاندهش من الأمر وأعجبته الفكرة فأمر بإطلاق المدفع عند غروب الشمس في كل يوم من أيام رمضان.
وانتقلت فكرة مدفع رمضان من مصر إلى العديد من المدن العربية والإسلامية، مثل القدس ودمشق وبغداد، ثم دول الخليج، وكذلك اليمن والسودان وحتى دول غرب أفريقيا مثل تشاد والنيجر ومالي، ودول شرق أسيا مثل اندونيسيا.