مسجد «النبي دانيال» بالإسكندرية رمز الوحدة الوطنية
الأحد، 28 مايو 2017 08:48 م
لم تشتهر دولة في العالم الإسلامي بما اشتهرت به مصر، من حب عظيم لبناء المساجد، والعناية بها؛ حتى أطلق المؤرخون على القاهرة لقب «مدينة الـ 1000 مئذنة».
تحتضن المحروسة عددا كبيرا من الجوامع، والمساجد التاريخية، التي بدأت بجامع عمرو بن العاص، الذي بناه الصحابي الجليل، عقب فتح مصر، واستمر هذا التقليد؛ كرمز للعصور الإسلامية التي تعاقبت على مصر، فرأينا مسجد أحمد ابن طولون، والجامع الأزهر الذي بناه الخليفة الفاطمي المعز لدين الله.
ولم يتوقف دور المساجد، والجوامع في مصر عند أداء العبادة، وإنما امتد هذا الدور، ليحمل رسالة التنوير، والتعليم، كما عملت المساجد على توطيد عرى الوحدة الوطنية، على مدار تاريخ الدولة المصرية، فانطلقت منها المظاهرات التي اشتبكت فيها يدي عنصري الأمة دفاعا عن استقلال الوطن.
ويعد مسجد النبي دانيال، بمدينة الإسكندرية، أبرز رموز الوحدة الوطنية، والذي بُني في عام ١٧٩٠م، على يدي العارف بالله الشيخ محمد الموصلي، أحد شيوخ المذهب الشافعي، والذي اختار شارع النبي دانيال ليكون مقرا لمسجده، الذي يعتبر من أقدم المساجد في مصر.
وتولى الموصلي، الذي اشتهر فيما بعد باسم «محمد دانيال الموصلي»، بتدريس أصول الدين لأهالي الإسكندرية، داخل مسجده، حتى توفي ودفن به عام 810هـ.
وتعود تسمية الشارع بالنبي دانيال، إلى روايات غير مؤكدة، عن أنه كان مقرا لإقامة أحد أنبياء بني إسرائيل، الذين عاشوا في مصر.
وذكر علي باشا مبارك، في كتابه الخطط التوفيقية، أن مسجدا مشهورا باسم مسجد النبي دانيال، كان صغيرا، فجدده محمد علي باشا سنة ١٨٢٢م، وله ليلة كل سنة في شهر رمضان، وهو تابع للوقف، وبهذا المسجد مدفن مخصوص بالعائلة الخديوية، مدفون فيه محمد سعيد باشا، ونجله طوسون باشا وغيرهما.