كلمة السر
الأحد، 28 مايو 2017 10:10 صكتب خالد عبدالغفار
الأرض كلها لله.. ولله الدين كله
أما نحن، فلكل منا فى الأرض وطن يتشاركه، ولكل منا فى الإله اعتقاد يخصه.
أما مصر فهى ليست مجرد وطن كباقى أوطان البشر، مصر هى الأمة التى أشرقت منها شمس العدالة والحكمة والحضارة والعلم والفن ساطعة بنورها على البشرية التى كانت تعيش فى ظلام الهمجية والتوحش وتسلط القوى.
عبقرية جغرافيتها كانت لها أكبر الأثر فى تكوين شخصية شعبها العريق، الذى توحد حول النيل وحمته صحاريها من التأثيرات الأجنبية ومن العدوان، فامتزج فى وحدة واحدة فريدة لا يستطيع أحد فلها، فتفرغ لتكوين الضمير الإنسانى الأول فى إطار من الحكمة ومكارم الأخلاق معتقدا فى إله عادل قادر رحيم.
وجرب الأعداء قديما وحديثا كل الحيل والألاعيب لفصم عرى هذه الأمة فما استطاعوا، فلما حاروا بثوا الشقاق والفتن بين أبنائها خلف أقنعة دينية زائفة، الدين منها براء، مستغلين حالة التراجع الفكرى والعلمى والأخلاقى لأول أمة خطت بقلم فعلمت البشرية، ووضعت أسس كل الفنون والعلوم بدءًا بخيوط الجراحة، والتى ما زالت للآن هى المعتمدة فى الجراحة إلى علوم الطب والرياضيات وقوانين الفضاء وحركة الأجرام، التى قال عنها كبلر يوهانس-واضع قوانين الفضاء- حين وافته المنية: «ليغفر لى الله سرقتى هذه القوانين من التماثيل الذهبية بمصر الفرعونية»!
ويقف الهرم وجدران المعابد والبرديات المصرية شهودا على مبلغ العلم الذى توصل إليه أسلافنا فى الرياضيات والطب والقانون والأخلاق، وتبقى شهادة أفلاطون رنانة فى الآذان على مدى الدهر: «كل علم لدينا أخذناه من مصر».
فلنستيقظ من غفلتنا يا أمة علمت الأمم، ولنأخذ بأسباب التحضر، مستلهمين من ماضينا التليد ما صلح به أمر أسلافنا العظام، ولننبذ الجدل ودعاوى الفرقة علنا نلحق بركب الحضارة قبل أن نسقط فى قاع الجهل والاحتراب فلا تقوم لنا بعد قيامة.