قصة معارض السيارات الأمريكية
السبت، 27 مايو 2017 09:00 ص
تمثل معارض السيارات أهمية كبيرة بالنسبة لشركات السيارات العالمية حيث تساعدها تلك المعار على تقديم أحدث ما لديها مما يعزز صورتها ويمنحها القدرة على المنافسة، ولمعارض السيارات فى الولايات المتحدة تاريخ طويل يمتد إلى ما يزيد على قرن من الزمن. وتبيم بعض الوثائق والبرامج المطبوعة للشركات التى عرضت منتجاتها فى تلك المعارض منذ عقود طويلة ما كانت تلك الشركات تعلقه على تلك المعارض من آمال، حققها البعض وتوارت شركات أخرى إلى طى النسيان.
بدأت معارض السيارات الأمريكية بشكل رسكى مع معرض نيويورك للسيارات والذى أنطلقت فعالياته فى عام 1900، وفى نفس العام تم تنظيم معرض بوسطن للسيارات، وقد خرج كلا المعرضين من معارض سنوية للدراجات الهوائية. ففى الدورة الرابعة لمعرض نيويورك للدراجات عام 1899، أستخدمت للمرة الأولى كلمة "أوتوموبيل" ضمن عنوان المعرض الذى أقيم فى حديقة ميدان ماديسون الشهير بنيويورك فى أواخر يناير 1900. وخلال المعرض ظهرت 7 سيارات كهربية وسيارتين بمحرك بنزين ومركبة بثلاث عجلات.
وفى أعقاب ذلك زادت أهمية معارض السيارات، فتم تنظيم معرضى شيكاغو وفيلادلفيا فى عام 1901. وربما كان معرض فيلادلفيا مميزاً فى أنه أقتصر على عرض السيارات فقط ومنع مشاركة مصنعى الدراجات الهوائية. وفى نفس العام بدأت أنشطة معارض السيارات فى ديترويت التى تعد اليوم معقل صناعة السيارات فى الولايات المتحدة، من خلال معرض ديترويت للسيارات والرياضة. وفى عام 1907، تولت جميعة تجار السيارات فى ديترويت مهمة تنظيم المعرض الذى صار مقتصراً على السيارات فقط حيث نظمته فى إحدى الحدائق العامة بمشاركة 17 من مصنعى السيارات عرضوا إجمالى 33 سيارة.
وفى عام 1903 نظم معرضى بافلو وكليفلاند للسيارات، وأعقبهما معرضى واشنطون العاصمة ونيويورك فى 1904 ثم معرض لوس أنجلوس فى عام 1905 وكان أول معرض سيارات فى العالم يقام فى خيمة، كما كان أول معرض سيارات فى منطقة الساحل الغربى للولايات المتحدة. وزاد أنتشار معارض السيارات فى أمريكا الشمالية خلال الأعوام التالية حتى بلغ عددها فى عام 1910 حوالى 40 معرضاً تنظمها مدن أمريكية وكندية بشكل سنوى.
كانت مجموعات رجال الأعمال والتجار والموزعين المحليين هى من يتولى تنظيم معارض السيارات فى الولايات المتحدة خلال السنوات الأولى، وفى بعض الأحيان كانت شركات صناعة السيارات هى من يتولى تنظيم تلك المعارض. ولكن مع أندلاع الحرب العالمية الأولى، وجد مصنعو السيارات أن المستفيد الأول من تلك المعارض هم التجار والموزعين ولهذا توقفت الشركات حينذاك عن رعاية تلك المعارض. وكانت فى الغالب يتم تنظيمها أواخر الخريف أو مع بداية الشتاء، ولم يقتصر ما يطرح فى تلك المعارض على السيارات الجديدة، بل شمل أيضاً الكماليات.
فى العشرينيات والثلاينيات، أضيفت المزيد من معارض السيارات للجدول السنوى لها وصارت المعارض أكبر حجماً وشملت عروضاً ترفيهية وأساليب أكثر تعقيداً لتسويق السيارات.