الوحدة الوطنية.. أهلا بك في مائدة إفطار عم بنايوتي المسيحي (فيديو وصور)
الجمعة، 26 مايو 2017 12:59 ص
رجل في السبعينات تظهر علي ملامحه تقدم العمر، ولكن سماحة الوجه تغطي الألم الذي يعاني منه، مصاب بأمراض عدة، ولكنه رجل مضياف في منزلة الذي يملئه التماثيل الخاصة بالمسحية وأهمها «العذراء» أم النور.. فهو لا يستطيع التحرك جيدا ولكنه في فعل الخير يمتد صحته من الله، في كل عام من شهر رمضان المبارك يتبرع بقطعة أرض خاصة به لبناء مائدة رحمن.
عم «جميل بنايوتي».. لا تستغرب من الاسم ففعل الخير لا يفرق بين مسلم ومسيحي، في النهاية هو خير يفعل من أجل الله، وأخذ الثواب ولمساعدة الفقراء والمحتاجين.
«جميل» رجل يعيش في شبرا كان يعمل في منصب مرموق، ويسعي طوال عمره لفعل الخير لوجه الله، فهو يقوم كل عام في شهر رمضان المبارك بالتبرع بقطعة من أرضه لصناعة هذه المائدة عليها، وذلك بمساعدة العديد من رجال المنطقة «شبرا»، المسلمين والمسحيين.
عم جميل كان يعمل مدير عام للحسابات بجامعة عين شمس، شهر رمضان له الكثير من ذكريات معه، وتجعله يشعر بأنه شهر الانتصار والعزة والكرامة، لأنها كان أحد ضباط الجيش الثالث الذين حاربوا فى حرب اكتوبر 1973، ومن المعروف أن الحرب كانت في شهر رمضان المبارك.
فهذا الرجل القبطى قرر منذ 35 عام ببناء مائدة رحمن في شهر رمضان وأطلق عليها «مائدة الوحدة الوطنية»، وتعد من أكبر الموائد التي تقام في شبرا، ويشارك فيها أهل المنطقة من الكبار إلى الصغار، ويقوم باعداد الطعام طباخ مسئول عن المائدة، وتتكون وجبة الإفطار من مشروب رمضاني، واللحم والنشويات وخضار والسلطة والمخلل، وتختم بالحلويات.
وقال «عم جميل»، أن هناك فكرة جديدة نقوم بها وهي «عمود الأكل» وجاءت تلك الفكرة بسبب أن هناك بعض الأشخاص لديهم عزة نفس شديدة تمنعهم من القدوم إلى «مائدة الرحمن»، فيقمون بإرسال أحد أفراد الأسرة ويتم وضع الطعام في العمود ويأخذون وفي اليوم التالي ياتون بنفس العمود ولكن «نظيف».
وفي نهاية حديثنا مع «عم جميل»، أكد أن طوال عمره سيقوم بمائدة الرحمن في كل عام وحتى بعد وفاته لتصبح «صدقة جارية» على روحه.