مش كمالة عدد.. «حبيبة» أول «صنايعية» فضة ونحاس بالشرق الأوسط (صور)

الأربعاء، 24 مايو 2017 08:40 م
مش كمالة عدد.. «حبيبة» أول «صنايعية» فضة ونحاس بالشرق الأوسط (صور)
«حبيبة» بنت الإسكندرية أول صنايعية فضة ونحاس فى الشرق الأوسط
الإسكندرية - محمد صابر

 المجتمع الذي ميز المرأة بالضعف، وحدد لها مهناً معينة،  لم يستطع أن يؤثر على «حبيبة» بنت الإسكندرية، ويثنيها عن تحقيق حلمها،  كان لها في وصمها بالضعف واللين رأى آخر، فقررت التغلب على مصاعب الحياة، واختراق سوق العمل اليدوي، وبالأخص المهن الشاقة، والتي اختص به الرجال دون النساء وعدم الالتزام بوظيفة التخرج أو انتظار العريس.

حبيبة ابنة الثلاثين، اقتحمت سوق عمل الرجال واستطاعت أن تكسر حاجز البطالة، رغم العقبات الكثيرة، التي واجهتها بعد أن تخرجت من الجامعة، لكي تلتحق بوظيفة محاسبة، فى أحد الشركات، ولكن حلم "حبيبة حسني" لم يكن الوظيفة الروتينية بل كانت تبحث عن تحقيق الذات.

ومن داخل أحد الأسواق الشهيرة بالإسكندرية، «زنقة الستات» رصدت «صوت الأمة» قصىة أول فتاة تقوم بصناعة المشغولات، والأشكال النحاسية فى الشرق الأوسط، هذه المهنة التي تحتاج إلى قوة جسدية وعقلية، لإنتاج الأشكال النحاسية، باستخدام اللحام والأدوات الحديدية، واللهب في الصناعة متحدية طبيعة المهنة مع رفض الجميع تواجدها.

تخرجت من كلية التجارة، قسم المحاسبة منذ أكثر من 9 سنوات، وعملت فترة في المحاسبة، ثم تعلمت صناعة المشغولات النحاسية على يد والدها، ولم تتوقع أنه سوف تعمل في صناعة النحاس، باستخدام اللحام بالنار وتصنع من النحاس أشكال خاصة، مع العلم أن العمل يحتاج إلى قوة الرجل العضلية، هكذا بدأت حبيبة حسني، حديثها عن مشوار الكفاح وإثبات الذات داخل «زنقة الستات».

قالت حبيبة : «في بداية عملي كنت أقوم بتنظيف أرضيات المحل، وعمل المشروبات للصنايعية، وكنت بجيب ليهم السجاي، شفت أيام صعبة ولكن مع مرور الوقت وتداخل الأب الذي لم يرزقه ( الله تعالى ) سوى بحبيبة واختها ولم يكون عنده الولد فقام بتعليم حبيبة الصنعة، مع الوقت بدأت في تعلم جميع المهارات التي تتطلبها الصناعة من اللحام والمنشار ولضم النحاس وغيرها إلى أن تخصصت في نقش الأركيت على المعادن وهو ما وجدته الأنسب لها فنقشت على النحاس والفضة والذهب».

أضافت حبيبة قائلة: « فى البداية لم يكن الأمر سهلا وبالأخص التعامل مع الصنايعية، وأصحاب المحلات وفكرة إني بنت وخريجة جامعة، وإني ممكن بنت الجامعة والكتب تتغير وتقدر تقطع وتمسك لمبة اللحام، وتشتغل زي الراجل لدرجة أن بعضهم كان يطلب من الزبائن عدم التعامل معايا والتشكيك فى قدرتي على العمل، بعض المعلمين وأصحاب الورش فى السوق خصموا بابا علشان علمني الصنعة، ولكن الحمدلله بابا وماما كانوا دائما بجواري وبيشجعوني، علشان أقدر اتميز وأثبت إن العمل للجميع مش للرجال فقط».

تابعت قائلة :« وأنا في الشغل بنسى نفسي خالص، وأركز في اللحام والتفوق على المنافسين لي في السوق، شغل النحاس يعتمد على تصميم أفكار جديدة، أيضاً ممكن تصمم هدايا نحاسية، وإكسسوار وكلمات غنائية وشعرية واى شكل ممكن ارسمه ومعظم شغلي يعتمد على طلبات الزبائن، بدأت احترف رسم البورتريه على النحاس، وبالرغم من صعوبة تنفيذ هذه الرسومات على النحاس،  ولكني كنت أحضر صورة بورتريه لشخص، ثم أحضر قطعة نحاس خام، وابدأ في تقطيع تفاصيله بالنحاس والموضوع لم أجده في أي مكان من قبل فأنا أعتبر أول فتاة ترسم بورتريه بالنحاس».

وأكدت حبيبة على عدم الاستسلام أو الالتزام بفكرة واحدة، بل قررت أن تكون الأفضل، وبالرغم من أن الشغل في النحاس يتطلب مجهود ذهني وعضلي وأن يكون لديك روح فنان لإرضاء ذوق العميل، مشيرة إلى أنها تتطلع إلى إنشاء مصنع كبير لإنتاج كل أنواع الإكسسوارات، وعدم استيرادها من الخارج وهى الان تعطى دورات تدريبية فى الشغل اليدوى لصناعة الإكسسوارات من الفضة والنحاس.

received_1671991206148697

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق