هل نسيتم تهديدنا؟.. «داعش»: رمضان شهر الغزو والجهاد (القصة الكاملة لتفجيرات مانشستر)
الثلاثاء، 23 مايو 2017 09:59 م
أعلن تنظيم داعش الإرهابي، اليوم الثلاثاء، مسؤوليته عن تفجيرات مدينة مانشيستر أرينا، التي قُتل خلالها 22 شخصًا وإصابة نحو 60 آخرين.
التنظيم الإرهابي، أعلن عن العملية في 3 بيانات مختلفة، وقال أحدهما إن أحد جنوده تمكن من وضع عبوات ناسفة وسط تجمعات في مدينة مانشستر البريطانية، حيث تم تفجير العبوات في مبنى أرينا للحفلات، ما أسفر عن سقوط نحو 30 قتيلًا وإصابة 70 آخرين، ذلك ردًا على عدائهم، وقع ذلك البيان بـ«الدولة الإسلامية – بريطانيا».
الثاني نشرته وكالة أعماق، المنبر الإعلامي للتنظيم، قالت فيه إن مفرزة أمنية تابعة للدولة نفذت هجوم مانشستر، غير بيان أخر، من ذات الوكالة قال إن مقاتل هو من نفذ الهجوم.
داعش
3 بيانات متخبطة، غير أن التنظيم الإرهابي احتفى بالتفجيرات، ودشن عناصره هاشتاج على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حمل تدوينات تتعهد باستمرار الهجوم، وأن المفارز الأمنية بإمكانها الوصول إلى أي بؤر مهما كانت محصنة.
أحد الحسابات حمل اسم «المظفر عمر» قال: «اليوم ينقلب عيشهم كدرًا وأرواحهم تموت كدرًا، فأمام كل مسلم يقتل مائة منكم والحرب بأولها».
وسائل الإعلام البريطانية، قالت إن منفذ الحادث يبلغ من العمر 23 عامًا ويدعى سليمان عبيدي، ليبي الأصل بريطاني الجنسية.
بحسب تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي فإن العبيدي من مشجعي مانشستر يونايتد، وأعفى لحيته قبل فترة من تنفيذ الهجوم، كان يسكن بمنطقة فولوفيلد، وجيرانه ذكروا أن سلوكه بدأ يتغير بشكل غريب قبل الحادث الإرهابي بأسابيع قليلة.
بعض التدوينات أوضحت أن العبيدي كان في نفس المدرسة التي تخرج منها 3 فتيات التحقن بداعش في 2015، قالت عنهن صحيفة التليجراف البريطانية، إن «المراهقات الثلاث، اللآتي تربطهن علاقة صداقة، ويدرسن في أكاديمية (بيثنال جرين) بشرق لندن، سافرن على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية إلى أسطنبول».
ونقلت «تليجراف» أيضا عن مصادر استخبارية تركية، قولها إن «الطالبات الثلاث سافرن بسيارة، إلى الحدود التركية- السورية، حيث عبرن إلى بلدة (تل عبياد) التي يسيطر عليها تنظيم (داعش)».
كانت هناك تهديدات قبل الحادث، فقد بث حساب مجهول على موقع تويتر، أمس الإثنين، تغريدة عن هجوم مانشستر في بريطانيا قبل 4 ساعات من الهجوم الذي أوقع 22 قتيلًا و60 جريحًا.
تدوينة ما قبل الحادث
وجاءت التغريدة مرفقة بعلم تنظيم داعش الإرهابي، وجاء فيها: «هل نسيتم تهديدنا؟ هذا هو الإرهاب العادل»، بحسب نص التغريدة.
غير أن أخر إصدارات التنظيم ظهر فيها شخص بريطاني من أصول صومالية يدعى «أبو بكر البريطاني»، وجه تهديداته إلى المملكة ودعا من أسماهم جنود الدولة باستهداف المقرات الأمنية والإدارية.
أبو بكر البريطاني
المفارز الأمنية
إعلان التنظيم عن أن المفارز الأمنية هي المنفذ للحادث، يعني أن الهجوم الإرهابي تم الإعداد له مذ فترة كبيرة، تم تحديد المكان والتوقيت وعنصر التنفيذ بدقة.
فالهزائم التي تكبدها التنظيم في سوريا والعراق على مدار الأشهر الماضية ليست بالهينة، فقد كانت سببًا في تقلص رقعة سيطرته إلى ما دون 6% من مساحة الموصل العراقية، سبق له الإعلان على الاعتماد على مفارزه الأمنية في مجابهة خصومه.
أرشيفية
في مقال نشره التنظيم في مجلته «النبأ»، بعنوان «واقعدوا لهم كّل مرصد»، أكد على مضيّه في استراتيجية العمليات الانتحارية والانغماسية والاغتيالات، قال: «تتوالى التفجيرات والعمليات الاستشهادية والانغماسية، مسببة لهم المزيد من الرعب والخوف في المناطق التي يحسبونها آمنة من ضربات جنود الخلافة».
التنظيم أضاف: «أن المرتدين بكل أنواعهم، ومِن ورائهم أسيادهم الصليبيون، يخطئون كثيرا عندما يظنون أن إخراج الدولة من منطقة ما بقصف جوي عنيف، أو حادثة غدر وخيانة، سيجعلها تيأس من العودة إليها، أو ترضى ببقاء الكفار فيها آمنين مطمئنين».
وهدد التنظيم باستمرار عمل «المفارز الأمنية»، تباع: «حرب المفارز ضد المرتدين ما زالت في بدايتها، ولا يمرّ يوم إلا ويزداد المجاهدون فيه خبرة على خبرتهم بطرق خداع أعدائهم، وإفشال خططهم الأمنية، وتجاوز الحدود والعقبات التي ينصبونها في طريق المجاهدين؛ لتقيهم من ضرباتهم».
العديد من مراكز دراسات الإسلام السياسي، تقول إن القضاء على التنظيم في الموصل والرقة، لن ينهي موجة العنف داخل العراق وسوريا، بل سيزيد من تحرر الإرهابيين وإعادة تنظيمهم في خلايا نائمة وجماعات منظمة، فالتنظيم في موقع دفاع وهجوم في آن واحد، فهو يهاجم متى ما أراد ذلك، وهو ما كشفته العمليات الأخيرة التي تبناها.
داعش في رمضان
تدوينات متكررة تفيد تكرار التهديدات خاصة في الأيام القليلة المقبلة من شهر رمضان الكريم. أكد ذلك تداول مقولات لأبي حمزة المهاجر، وزير الحرب السابق في تنظيم أبو بكر البغدادي، الذي قتل في إبريل 2010، تقول: «فاحرص على الشهادة في هذا الشهر الكريم، وإياك أن تحسب أن الشهادة لقطة لا قيمة لها بل هي كنز».
في العام الماضي، نشر التنظيم تسجيلًا صوتيًا، دعا فيه على لسان المتحدث باسمه أبو محمد العدناني، كل المسلحين إلى تنفيذ عمليات إرهابية خلال شهر رمضان ذلك ضد مصالح الولايات المتحدة وأوروبا باستهداف النقاط العسكرية والمدنية، قائلًا: «رمضان شهر الغزو والجهاد».
ما يعني أن التنظيم سيكثف من عملياته مع الشهر الكريم.
كما خاطب التنظيم الخلايا النائمة على صفحات العدد الأخير من مجلته الأسبوعية النبأ والصادر الخميس الماضي، تحت شعار «لبوا النداء».