أول مأذونة شرعية في العالم الإسلامي: المرأة أقدر من الرجل على العمل كمأذون.. وتصديت للعديد من حالات الطلاق (حوار)
الأحد، 21 مايو 2017 11:50 م
زوجت 3 آلاف زيجة، وطلب منها إجراء حالات طلاق كثيرة، فمالت إلى التصالح فنجحت في إجراء مصالحات، وبعض حالات الطلاق التي لم تتعدى 15 حالة في السنة، في وقت ارتفعت فيه نسب الطلاق، لتؤكد أن المرأة لا يشعر بها إلا مثلها، وأن المأذون ليس مجرد موثق «مجرد آلة وأداة» بقدر ما هو معالج للمشاكل لثقة الأسرة به.
في 4 سبتمبر عام 2008 سيطر على الرأي العام دهشة كبيرة، بعد تصديق وزير العدل على قرار محكمة الأسرة بتعيين أمل سليمان عفيفي، مأذونة شرعية لمدينة القنايات بالشرقية، كأول سيدة في مصر والعالم الإسلامي تتولى مثل هذه المهمة، بعد منافسة شرسة مع 10 من الرجال كانوا قد تقدموا للحصول على الوظيفة، ومنذ ذلك التاريخ، وأمل تتولى مهمة المأذون الشرعي لمدينة القنايات، بشكل يؤكد أن المرأة المصرية قادرة على القيام بكل المهام لخدمة المجتمع.
ولكن كيف استطاعت أمل النجاح في المهمة، التي لم يتولاها سوى الرجال في العالم الإسلامي، منذ هبوط الرسالة على الرسول محمد "صلى الله علية وسلم"؟، وكيف تقبل المجتمع وجودها؟، وما العقبات التى صادفتها في عملها؟، كل هذه الأسئلة وغيرها طرحتها عليها "صوت الأمة" في حوار داخل منزلها بمدينة القنايات.
سألناها في البداية عن رؤيتها للمهنة، هل هي مجرد موثق؟ أم حلال مشاكل؟
المأذون معالج لمشاكل اجتماعية، هو الوحيد الذي تتيح له الظروف فرصة مواجهتها وخاصة حالة الغضب وقت الحلف بالطلاق وإصرار الطرفين على توقيعه سريعا، ولذلك فإن المأذون حينما يكون إمرأة فإن نسب الطلاق سوف تقل بنسه تتعدى النصف.
أول مأذونه فى مصر
كم زيجة حررتي عقودها وكم حالة طلاق حتى الآن؟
زوجت 3 آلاف حالة منذ توليت عملي، وتصديت لحالات طلاق كثيرة بوساطة الصلح، نجحت في معظمها كوني إمرأة يمكن لي مناقشة كثر من الأمور التي لا تناقشها الجلسات العرفية، ومحاكم الأسرة، واستعصى الأمر في ما يقارب 15 حالة طلاق في السنة، ما يؤكد نجاح دور المرأة في حل مشاكل المرأة.
حدثينا عن دراستك والظروف التي أحاطت باختيارك لشغل هذا المنصب؟.
اسمي أمل سليمان عفيفي، من مواليد محافظة الشرقية، وحاصلة علي ليسانس الحقوق من جامعة الزقازيق عام 1998، كما حصلت علي دبلومتين في القانون العام والجنائي، ثم درجة الماجستير، وقد تقدمت لشغل وظيفة "مأذون" في 25 فبراير 2008، وذلك بعد تشجيع ومؤازرة كبيرة من زوجي، بعد خلو المنصب بوفاة عمه المأذون السابق لحي ثان مدينة القنايات بمحافظة الشرقية، وبعد أن اقتنعت بالأمر لجئت إلى عدد من علماء الدين لإستفتائهم في شرعية عمل المرأة في تلك الوظيفة، ووجدت إجماع منهم على أنه لا يوجد في الشرع ما يمنع تولى المرأة هذا العمل، فتقدمت بأوراقي، و قد كان لى شرف المنافسة مع 10 رجال، إلى أن تم حسم الأمر باختياري، وصدق وزير العدل في 4 سبتمبر 2008 على قرار محكمة الأسرة الصادر في فبراير من ذات العام على تعييني كأول مأذونه شرعية في مصر والعالم الإسلامي، حيث بدأت العمل بالفعل بعقد أول زواج شرعي السبت 25 أكتوبر 2008.
.ألم يتعارض العمل مع حياتك كزوجة؟
على الإطلاق، فقد تزوجت فور تخرجي من الجامعة، ولدى 4 أبناء، وأجد كون معاونه وتشجيع من زوجي، حيث كان أول من شجعني على استكمال دراستي، لأحصل على دوبلومتين في القانون العام والجنائي من جامعة الزقازيق عام 2005، وكان أيضا أول من شجعني على التقدم لشغل الوظيفة على الرغم من ترددي كثير في البداية الأمر، ورغم ذلك فلا تعارض على الإطلاق بين عملي وبيتي، على الرغم من أن طبيعة العمل التي تفرض على استقبال الناس في كل الأوقات، خاصة في ظروف الطوارئ ودون تحديد موعد.
هل تقبل الأهالي خاصة في مجتمع ريفي مثل الشرقية عملك كامرأة فى تلك الوظيفة؟
لا أخفي إنني في بداية الأمر، وجهت حروب كثيرة، بدأت منذ اللحظة الأولى من تقدمي بأوراقي، حيث لم يتقبل كثير من الأهالي فكرة عمل امرأة فى وظيفة مأذونه شرعية، فلا أنسى عندما ذهبت لمحكمة الأسرة، للتقدم بأوراقي ظل رئيس القلم الشرعي بالمحكمة، يخبط بيده على المكتب بشده، ويتهمني بمخالفة شرع الله، وعندما طلبت منه عرض الأمر قرر القاضي الشرعي عقد اجتماع للجنة من القضاة، وقرروا قبول طلبي، وعلى الرغم من أنني كنت أتوقع ألا أنال الوظيفة بنسبة كبيرة جدا نظرا لعدم أسبقية حدوثها، إلا أن اللجنة كانت عند حسن الظن، وفى غاية الإنصاف، وقامت باختياري من بين كل المرشحين نظرا لاننى كنت أكثرهم حصولا على الدرجات العلمية، وبعد تعييني كان من يقبلون على لإتمام زواجهم عدد قليل للغاية، ولكن بمرور الوقت تقبل الجميع الأمر.
ولكن بعد 10 سنوات من عملك هل تعتقدين أن المرأة قادرة على القيام بمهمة المأذون الشرعي؟
أؤكد أن المرأة هي أنسب من يقوم بهذا المنصب، لأنها الأقدر على الامتصاص واستيعاب المواقف الطارئة، والغير طبيعية التي تحدث في كثير من الزيجات، فعلى سبيل المثال فوجئت أثناء وجودي لعقد قران إحدى الفتيات، بأنها تؤكد لي عدم رغبتها في إتمام الزواج، فقمت بإنفراد بها في غرفة واستمعت إليها، وعندما فشلت في إقناعها، وحتى لا أتسبب في أزمة، أكدت أن أوراق الزوج غير مكتملة، وأمهلتهم فرصة لاستكمال الأوراق أمام الناس، وإقناع العروس فيما بينهم، وبالفعل لم يشعر أحد بما حدث، ولم أتسبب في أى حرج للعريس، وتم الزواج بعد أيام بعد إقناع العروس وموافقتها، وهو أمر أعتقد انه يصعب على رجل القيام به، وهو ما يجعلنى أؤكد أن المرأة هى الأقدر على القيام بهذا العمل، والدليل محصلة عملى بعد 10 سنوات من التجربة مقارنة بزملائي من الرجال.
أول مأذونه فى مصر
وما حقيقة الشائعات التى اثيرت حول وقفك عن العمل خلال الشهور الأخيرة؟
هذه أيضا من الحروب التى يثيرها أصحاب المصالح ضدي، فقد أشاع البعض خلال فترة حملى الأخير وابتعادي عن العمل بسبب الآلام والتعب الذي تعانى منه كل أمراة خلال فترات الحمل، أنه تم إيقافى عن العمل بحجة اننى قمت بعقد قرات فتاة لم تبلغ السن القانونية، وهو ما لم يتم بالطبع، وعندما اثير الأمر بشكل كبير أضطررت لان أتحامل علة نفسى، وأن أخرج وأمارس عملى أمام الناس لتكذيب الشائعة.
وما هى أغرب حالات الزواج والطلاق التى صادفتك؟
هى بالطبع حالات الطلاق التي تحدث خلال السنوات الأخيرة بحكم ضغوط الحياة والظروف الاقتصادية، فقد فوجئت بزوجين ارتبطا منذ ما يقرب من 30 عاما، وأرادت الزوجة الطلاق للاستفادة من معاش والدها، ليعينها على تربية أولادها وتوفر لهم حياة كبيرة، وهو أمر بالطبع محزن .
وبماذا تحلمين الآن؟
الحلم أصبح لا يتعلق بشخصى، فقد من الله على بمكانة محترمة حققت من خلالها ما أريد، ولكن حلمى الآن فى أولادى الذى أتمنى أن ارهم فى أماكن محترمة ومرموقه.
وماهى حقيقة نقابة المأذونيين، وكيف يتم التعامل معك كسيدة وسط تجمع كله من الرجال؟
هى ليست نقابة، ولكنها جمعية أهلية، ويوجد بها نحو 7 الأف مأذون على مستوى الجمهورية، وهدفها توفير رعاية للمأذونيين، لان النقابة تحتاج إلى شروط وهذا الشروط ليست متوفرة، وللاسف أن الإعلام لم يدرك حقيقة الأمر، فلا يوجد نقابة ولا جهة تحاسبنا إلا محكمة الأسرة فقط، أما عن التعامل معى فهو طيب للغايه، وعلاقتلى بالجميع متوازنه وعلى أفضل حال، ولا يتم التفرقه بينى وبين
اى زميل، خاصة وانه يوجد أكثر من زميله سيدة تم تعينهم ويعملن الان فى ذات المهنة.