لقاء ترامب وأردوغان.. فرصة ضائعة
الجمعة، 19 مايو 2017 01:04 م
وصف جوشوا ولكر، نائب رئيس آبكو العالمية، وزميل لدى صندوق مارشال الألماني التابع للولايات المتحدة، الاجتماع بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان بأنه كان مملاً، لأنه لم يأت بأخبار جديدة، أو أنه ربما كان عبارة عن فرصة ضائعة.
في غياب استراتيجية واضحة حيال تركيا، التي تعتبر نفسها جسراً ما بين أوروبا والشرق الأوسط، وكقوة عظمى، ستبقى العلاقة الأمريكية ـ التركية على حالها وأقل من المستوى المطلوب وفيما لم تتضح بعد تفاصيل ما دار بين الرئيسين، كتب في مجلة ذا ناشونال إنترست أن مسؤولين أمريكيين تنفسوا الصعداء حتى قبل مغادرة طائرة أردوغان الأراضي الأمريكية. إذ ما كان يخشى أن يصل إلى حد مواجهة حاسمة بين الجانبين، لم يحدث. بل وعوضاً عنه، شكا مسؤولون أتراك من كون تسريبات بشأن فضيحة روسية عتمت على لقائهم الهام.
خطأ توقعات
ويشير ولكر إلى توقعات متشائمة عرضتها مجموعة من المحللين في واشنطن حيال وقوع "مسار تصادمي" بين تركيا والولايات المتحدة، بسبب تسليح إدارة ترامب لأكراد في سوريا، مجموعة مقاتلين تعتبرهم أنقرة بمثابة إرهابيين. وفي نفس الوقت، بدت آمال محللين من تركيا حيال "إعادة العلاقات مع واشنطن لما كانت عليه"، شديدة التفاؤل أيضاً.
وعوضاً عنه، أظهر كلا الزعيمين وداً تجاه الآخر، منتهزين الفرصة لبناء علاقات شخصية، يقدرها كلا الزعيمين. ويبدو أن توقيت زيارة أردوغان اكتسب أهمية خاصة. فقد التقى أردوغان، في بداية الشهر الجاري، الرئيس الروسي بوتين من أجل بحث علاقات ثنائية بين بلديهما، ومن ثم غادر إلى بكين للالتقاء بالرئيس الصيني، وللبحث في مبادرة "حزام واحد، طريق واحد". وأخيراً طار إلى واشنطن للاجتماع بترامب، منهياً جولة عالمية، وهي الأولى له بعد فوزه الضعيف في استفتاء أثار جدلاً واسعاً في تركيا.
تودد
وبرأي ولكر، لم يستطع ترامب، رغم تودده لأردوغان حيث كان أول زعيم غربي يهاتفه لتهنئته بعد الاستفتاء، حصد ثمار سياسية بشأن قضايا هامة، كتسليح الأكراد في سوريا، أو ترحيل فتح الله غولن لدوره المزعوم في الانقلاب الفاشل في تركيا، وسواها من القضايا البارزة. وفيما تأثرت توجهات تركيا نحو الغرب كحليف في الناتو، ولتطبيق الديمقراطية وفق شروط الانضمام للاتحاد الأوروبي، جراء أحداث محلية، تمنى أردوغان استعراض علاقة ودية مع ترامب قد تغطي على التطورات، ولتقديم نفسه كأحد أقرب المقربين لأمريكا.
عاصفة إعلامية
ولكن، وكما يوضح ولكر، عوضاً عن السعي لمعالجة تلك القضايا الجادة، ضاع معظم الوقت أمام الكاميرات تحت تأثير العاصفة الإعلامية الأمريكية حيال مشاكل ترامب مع روسيا. وهذا بدوره يثبت مجدداً أنه من الصعب تجسيير الفجوة بين أنقرة وواشنطن مهما ارتقت العلاقات الشخصية بين الزعيمين. فإن لتركيا دورها الهام بالنسبة لأمريكا في حربها ضد داعش، ولسياسة" أمريكا أولاً" في الشرق الأوسط، ولكن ليس كما يتخيل أردوغان.
استراتيجية واضحة
ويعتقد الكاتب أنه في غياب استراتيجية واضحة حيال تركيا، التي تعتبر نفسها جسراً ما بين أوروبا والشرق الأوسط، وكقوة عظمى تستطيع التأثير في الأحداث الدولية من شرق المتوسط إلى السور العظيم، ستبقى العلاقة الأمريكية ـ التركية على حالها وأقل من المستوى المطلوب.
ويشير ولكر إلى أنه بالرغم من وجود علاقات تجارية قوية، وصلات حكومية وعسكرية بين البلدين، تبقى العلاقة الأمريكية ـ التركية فاقدة للحافز الاستراتيجي للتغلب على حالة تعطيل دامت خلال الحرب الباردة.
ويبدو، بحسب الكاتب، أن ترامب لن يرسم إطار" شراكة نموذجية" بين البلدين. كما يرجح أن تتأثر العلاقات المستقبلية بين أمريكا وتركيا بأحداث تجري في الداخل التركي وفي الجوار الإقليمي، وليس في واشنطن.
تقارب
ولكن ما يدعو لمزيد من القلق، برأي ولكر، هو تقرب تركيا من روسيا وإيران بشأن الحل في سوريا، أو حيال التفكير بوضع أنظمة دفاع صاروخية صينية ضمن إطار عمل الناتو، ما يعني فقدان الغرب لنفوذه نتيجة عدم تعاونه ما أنقرة.