تدريب 3 آلاف سيدة وفتاة على الحرف التراثية بشمال سيناء
الأربعاء، 17 مايو 2017 11:15 م
أقامت منظمات المجتمع المدني بمحافظة شمال سيناء، والتي تولي اهتماما كبيرا بالحفاظ على التراث الشعبي السيناوي، بمختلف مفرداته بتدريب أكثر من 3000 سيدة وفتاة من مختلف مناطق المحافظة على تصنيع وتطوير المنتج السيناوى منها الزى البدوى وأشغال الإبرة وغيرها من منتجات البيئة السيناوية.
وقالت نبوية محمد الشريف عضو جمعية الشابات المسلمات التي تعد من أقدم الجمعيات الأهلية التي تمارس العمل الاجتماعي وتحافظ على التراث الشعبى السيناوي، إنه بالتعاون مع عدة جهات تم تصنيع وتطوير المنتج السيناوى الذى بدأ فى الانقراض بسبب التطورات الحديثة والاهتمام به والحفاظ عليه من الانقراض بتطويره ونشره بين الأجيال وتحقيق أعلى جودة له لمواكبة التطورات الحالية.
وأشارت إلى أنه يتم تصدير المنتج إلى العديد من الدول العربية والأجنبية بخلاف ترويجه فى المحافظات المصرية من خلال المعارض، وأن المنتج السيناوى سبق حصوله على المركز الأول فى معرض الأشغال اليدوية للمرأة العربية الذى أقيم فى المغرب. ونحاول تطويره وتجديده للحفاظ عليه والعمل على نشره فى مختلف المناطق والدول العربية.
وأوضحت أنه يتم استخدام خامات البيئة السيناوية ، وبيع المنتج بأسعار التكلفة مضافا إليها رسوم إدارية بسيطة ، وأنه أصبح مطلوبا فى مختلف المحافظات والعديد من الدول نظرا لجودته وتميزه.
بدوره، أكد خبير التراث الشعبى السيناوى كمال عبدالله الحلو أن هناك الكثير من التراث الشعبى المشترك بين مصر وخاصة سيناء وبين العديد من الدول العربية، وأن محافظة شمال سيناء تتميز بتراث خاص يختلف عن بقية محافظات مصر بسب الظروف التاريخية والجغرافية، ووفدت على سيناء قبائل بدوية هاجرت من الجزيرة العربية قبل وبعد الفتح الإسلامي واستقرت بها، وجاءت بتقاليدها وأعرافها وتراثها الشعبى المتميز وسكنت الصحراء ، فضلا عن بعض الهجرات الأخرى التي وفدت على المحافظة وسكنت مدنها.
وقال إن العزلة التي فرضت على المنطقة لعبت دوراً مهما فى إبراز هذا التراث بشقيه المادى والثقافى وتوارثته الأجيال جيلا بعد جيل، كما أن ظروف الحياة الصحراوية والاجتماعية التي عاشتها هذه القبائل خلفت ألواناً شتى من العادات والتقاليد والأدوات المادية المستخدمة فى مختلف نواحى الحياة التى ابتكرها الفرد مستغلاً معطيات البيئة المحيطة به بما يتناسب مع احتياجاته وحياته ومعيشته.
وأضاف أن التراث السيناوي ينقسم إلى قسمين هما : التراث الثقافى المتمثل فى العادات والتقاليد التى استمدها أهل سيناء من البيئة والظروف المحيطة بهم ، والتراث المادى الذى ابتكره المجتمع السيناوى وفقا لاحتياجاته ورغباته من البيئة الطبيعية المحيطة به لما يتوفر بها من امكانيات ومنها البيت العرايشى وبيت الشعر البدوى والأزياء والحلى وأوانى الطعام وأدوات صناعة القهوة وأدوات الزراعة والخوص وغيرها من مفردات ومنتجات البيئة السيناوية.
وأشار إلى أن التراث يمثل ذاكرة الشعوب ، والمرآة التى تعكس حضارته وعاداته وتقاليده ، ويعتبر نافذة تطل على ماضيه بأصالته وقيمه ، وأنه رغم التطور التكنولوجى الذى يغزو هذا العصر إلا أن أبناء المحافظة لا زالوا يتمسكون بقيمهم وعاداتهم وتقاليدهم، واستطاعوا المواءمة بين القديم والجديد.