«الحيطان ليها ودان» المكتب البيضاوي مخترق.. وترامب يتساءل؟

الثلاثاء، 16 مايو 2017 04:47 م
«الحيطان ليها ودان» المكتب البيضاوي مخترق.. وترامب يتساءل؟
ترامب
كتب: محمود علي

ألقت أزمة تسريبات معلومات «البيت الابيض» بظلالها على الأجواء السياسية الأمريكية في الآونة الأخيرة، حيث تبادل الرئيس الأمريكي ووسائل الإعلام سيلًا من الاتهامات والانتقادات بشأن هذه القضية، ولمح دونالد ترامب إلى وجود من يسرب معلومات مهمة داخل إدارته، بعد مزاعم بهذا الشأن نقلتها وسائل إعلام أمريكية، في حين نقلت واشنطن بوست اتهامات مسئولين الأمريكيين للرئيس بأنه اخترق القواعد الأمريكية وشارك الروس معلومات سرية خاصة بمحاربة داعش الإرهابي، لتطرح كافة هذه التطورات أسئلة مهمة عن من يسرب معلومات البيت الأبيض للإعلام الأمريكي.

وكتب ترامب على تويتر، الثلاثاء: «بصفتي رئيسا، رغبت في أن أتقاسم مع روسيا، وهو حقي المطلق، وقائع تتعلق بالإرهاب والسلامة الجوية، ولأسباب إنسانية أرغب أيضا في أن تسرع روسيا بشكل كبير حملتها ضد تنظيم داعش والإرهاب».

وكانت تصريحات ترامب ردًا على ما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن مسئولين أمريكين ، قولهم إن ترامب شارك تفاصيل حول "تهديد إرهابي تابع لتنظيم داعش يتعلق باستخدام أجهزة الكمبيوتر المحمولة على متن الطائرات"، مع وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف والسفير الروسي لدى الولايات المتحدة سيرجى كيسلياك.

ويبدو أن أزمة التسريبات الأخيرة التي تتسارع وتيرتها في البيت الأبيض، مرتبطة بإقالة الرئيس الامريكي الأسبوع الماضي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، الذي كان يشرف على التحقيق الخاص بتدخل روسي مزعوم في انتخابات الرئاسة العام الماضي، لمساعدة مرشح الحزب الجمهوري على الفوز.، حيث قال ترامب في تغريدته على توتير أن «كنت أطلب من (جيمس) كومي  وآخرين منذ بداية فترة إدارتي أن يعثروا على المسربين داخل منظومة الاستخبارات»، في إشارة إلى الاتهامات الصادرة أمس.

وما أثار مخاوف الأمريكيين ووسائل الاعلام الامريكية أن السفير الروسي في واشنطن كان لاعبا رئيسيا في الجدل المتصاعد حول احتمال التنسيق بين حملة ترامب وتدخل روسيا في الانتخابات، لكن تشير كافة التطورات أن الأزمة الأخيرة لم تكن لتحدث إلا بعد اتخاذ البيت الأبيض إجراء بحق الصحفيين الأمريكيين، حيث  لم يسمح الأخير للصحافة بتغطية اللقاء على أن يزودهم بالتفاصيل والصور الفوتوغرافية لاحقاً، وهو ما زاد من التوتر القائم بين الإدارة الأمريكية الجديدة ووسائل الإعلام.

وبعد انعقاد اللقاء، نشرت وزارة الخارجية الروسية صورة فوتوغرافية عن اللقاء، لم تنشرها الولايات المتحدة الأمريكية، مما أثار جدلا واسعا في وسائل الإعلام الأمريكية، التي اتهمت ترامب بأنه لا يسمح بحرية الصحافة، احتج الصحفيون بصحيفة واشنطن بوست، إذا قالوا أنهم مضطرون للتزود بالمعلومات من وسائل الإعلام الروسية في حال تغطية أي حدث مرتبط بترامب.

وما أثار غضب الصحف الأمريكية أنه بتتبع مصدر الصورة تم الكشف عن أن مصدرها صحفي روسي يعمل في وكالة الأنباء الرسمية بموسكو، تمكن من خداع البيت الأبيض، حيث تم إخبار المسئولين الأمريكيين أنه يعمل مصورا خاصا لوزير الخارجية الروسي، ولم يتم الإشارة إلى أنه يعمل في وكالة الأنباء الروسية أيضا، حسب ما ذكرت شبكة سكاي نيوز نقلا عن صحيفة التيلجراف البريطانية.

وتعليقا على الأمر، صرح أحد المسئولين في الإدارة الأميركية لصحيفة واشنطن بوست، أن الوفد الروسي لم يخبر الإدارة بوضع الصحفي ولم يشيروا على أنه سيرسلها إلى وسائل الإعلام الروسية ، وحسبما ذكر نائب مدير وكالة المخابرات الأمريكية السابق، ديفيد كوهن، فأن السماح لمصور فوتوغرافي روسي، لحضور اللقاء هو أمر ليس في محله، حيث انطلقت المخاوف الأمريكية نحو احتمالية استغلال المصور لزرع شريحة الكترونية في المكتب البيضاوي بهدف التنصت.

ومن قراءة الأحداث والتطورات يبدو أن أزمة الثقة بين الرئاسة الأمريكية ووسائل الإعلام مازالت مستمرة، لتحاول الأخيرة ببعض التقارير المسربة أن تثنى الرئيس الأمريكي عن إجراءاته الصارمة ضد الصحفيين بمنعهم من التغطية في البيت الأبيض.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق