سُنة إيران.. كيف يعيشون ولمن يصوتون في الانتخابات الرئاسية؟

الثلاثاء، 16 مايو 2017 01:59 م
سُنة إيران.. كيف يعيشون ولمن يصوتون في الانتخابات الرئاسية؟
انتخابات سنة إيران
كتب: محمود علي

في الوقت الذي تشتعل فيه المنافسة بين مرشحي الانتخابات الرئاسية الإيرانية والتي من المقرر أن تجري في 19 مايو، يشغل بال الكثيرون أوضاع أهل السنة في إيران وأحوالهم السياسية والاجتماعية في الفترة الأخيرة، وما الشخصية التي يرونها الأفضل من المرشحون في هذا الاستحقاق الرئاسي.

الوضع الاجتماعي والسياسي

يعيش أهل السنة في بعض اطراف الدولة الإيرانية، حيث ينتشرون في مناطق حدودية خصوصًا في عرقيات الأكراد «شافعية» والبلوش والتركمان، أما العرق العربي في إيران فيسكن في المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية، حيث يتركز هؤلاء في منطقة خوزستان (الأحواز)، خراسان ، طوالش وعنبران «غرب بحر قزوين»، بوشهر.

وفي الحقوق السياسية يري مراقبون أن هناك تضييق من قبل السلطات لأهل السنة على اعتبار أنهم أقلية، حيث تتهم منظمات حقوقية إيران بتقييد حقوق الأقليات العرقية والمذهبية في البلاد، وتنفيذ أحكام إعدام دون محاكمات عادلة.

720167214958713خريطة-ايران
 

وبحسب المعطيات غير الرسمية، يبلغ عدد السنة في إيران نحو 15 مليونا -من بين مجموع سكانها البالغ  قرابة ثمانين مليونا- ويحق لستة ملايين وخمسمائة ألف منهم الانتخاب.

ورغم أن السلطات الإيرانية تؤكد إنها لا تفرق في الحقوق السياسية والاجتماعية بين المواطنين الإيرانيين على أساس عرقي أو مذهبي، فان الدستور الإيراني يشترط في المادة 115 ، أن يكون المرشح في الانتخابات الرئاسية من الشخصيات الدينية والسياسية، و«مؤمنا بالمبادئ الأساسية لجمهورية إيران الإسلامية والمذهب الرسمي للبلاد (المذهب الجعفري الاثنا عشري(الشيعي) وفق المادة 12)».

وفي خضم المنافسة القوية بين المرشح الإصلاحي الرئيس حسن روحاني، والمرشح المتشدد إبراهيم رئيسي، أكد مولانا عبد الحميد الذي يعد من أبرز زعماء أهل السنة في إيران إمام اقليم بلوشستان على ضرورة المساواة بين السنة والشيعة في الحقوق السياسية، داعيًا الحكومة الإيرانية لرفع المادة القانونية التي تمنع أهل السنة من الترشح أو الوصول لمنصب رئيس الجمهورية، مضيفًا أن النظام مطالب بعدم التفرقة بين الشيعة والسنة في الحقوق والواجبات، مطالبا بتعديل المادة التي تقصي شريحة واسعة من الإيرانيين من الانخراط والمنافسة السياسية.

 

ولفت هاشمي إلى أن عدد أهل السنة في طهران وحدها يبلغ حوالي مليون نسمة، لكن مع ذلك لا يسمح لهم بفتح مسجد خاص للسنة بالمدينة، في إشارة إلى أن السلطات الإيرانية تفرض إجراءات أمنية مشددة ضد المسلمون السنة ، رغم وجود إحصائيات تؤكد أن هناك مؤسسات دينية سنية فى إيران منتشرة في محافظات الشمال وبلوشستان وسيستان على وجه الخصوص.

تفضيل اختيار روحاني

ويتوجه الناخبون الإيرانيون إلى صناديق الاقتراع في 19 مايو القادم  لاختيار رئيس جديد للبلاد في انتخابات يسعى فيها الرئيس الحالي حسن روحاني إلى الفوز بفترة ثانية.

وعلى الرغم من أن هناك تباين في وجهات نظر سنة إيران حول المرشح المفضل لهم في الرئاسة الإيرانية، إلا أن الكثير منهم يفضل انتخاب الرئيس حسن روحاني لفترة ثانية في إطار دعم السنة للإصلاحيون الأقرب للانفتاح على العرب والمؤيدين لمصالحة مع الخليج والدول العربية.

66372-تجمع-اهل-السنة-لدعم-روحاني-في-طهران

وكان مولوي نذير أحمد سلامي وهو عالم سنة إيراني أعلن دعمه  لمرشح الانتخابات الرئاسية الإيرانية عن التيار الأصولي المتشدد إبراهيم رئيسي، مشيرًا إلى أن الرئيس الحالي حسن روحاني فشل بتحقيق كثير من وعوده السابقة، وقال سلامي العضو في مجلس خبراء القيادة، إن «إبراهيم رئيسي بات على دراية ومعرفة بمشاكل وآلام الناس”، مضيفاً أن “كل الحكومات يجب أن تضع نصب أعينها، القيام بواجباتها تجاه الشعب».

وذكر سلامي أن «الرئيس حسن روحاني خدم البلاد لمدة 4 سنوات، لكن الكثير من وعوده الانتخابية التي أطلقها  سابقًا، خاصة فيما يتعلق بإيجاد فرص عمل لم تتحقق».

لكن الأغلبية السنية بحسب ترجيحات المحللون ستقف بجوار روحاني في الانتخابات الإيرانية معللون بذلك أن هناك علماء سنة قد يهادنوا النظام الحاكم في إيران بانتخاب رئيسي المقرب من المرشد الإيراني على خامنئي، لكن في الأغلب ستكون أصوات أهل السنة في العموم المشاركون لصالح روحاني، وقال  المسؤول البارز بجماعة الدعوة والإصلاح الإيرانية سيد أحمد هاشمي إن ما ينتظره السنة من الرئيس الحالي والمرشح الرئاسي حسن روحاني هو منحهم  حقوق المواطنة المتساوية «كباقي الإيرانيين»، مشيرًا إلى أنه لا يسمح لهم بامتلاك مسجد بالعاصمة طهران.

وفي مؤتمر بالعاصمة طهران حول الانتخابات الرئاسية أعلن أهل السنة دعمهم للرئيس روحاني، وقال هاشمي «اجتمعنا من أجل دعم روحاني، وننتظر منه منح حقوق المواطنة المتساوية للسنة في البلاد كباقي الإيرانيين باعتبار أننا أبناء هذه الأرض».

وأكد ضرورة أن «يتشارك باقي منتسبي المذاهب الحقوق ذاتها مع الأخوة الشيعة، لكي لا نشعر أننا مواطنون من الدرجة الثانية» مع اعترافه رغم ذلك بأن «رئاسة البلاد لا تمتلك الصلاحيات اللازمة لحل ما يعانيه السنة».

Capture تجمع لاهل السنة في إيران
 
وأضاف «رئيس الجمهورية هو واحد من مراكز القوى في السلطة، أي أنه لا يمتلك زمام المبادرة كاملا، فرئيس الجمهورية لا يستطيع إجراء بعض القضايا بشكل منفرد. نعم روحاني أنجز بعض الأمور لأهل السنة، وفي بعض القضايا لم ينجزها أو أنه لم يستطع إنجازها».

من جانبه وعد النائب الأول للرئيس حسن روحاني أهل السنة في إيران بالدفاع عن حقوقهم،  وقال إسحاق جهانجيري في كلمة، خلال مشاركته  في أكبر تجمع لأهل السنة في العاصمة طهران: «إيران لا تعتبر دولة دون قومياتها المتعددة، التقيت الأسبوع الماضي الشيخ عبد الحميد إسماعيل زهى، إمام أهل السنة في إيران، وبعض علماء السنة في البلاد، ووعدتهم بإسم الحكومة بالدفاع عن حقوقهم».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق