«كل من له نبي يصلي عليه».. «فاطمة» المسلمة التي حج إليها بابا الفاتيكان

الأحد، 14 مايو 2017 10:53 م
«كل من له نبي يصلي عليه».. «فاطمة» المسلمة التي حج إليها بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان
كتبت- أميرة عبد السلام

«فاطمة» اسم خلده المسلمون فى العالم في الأوراق الثبوتية لعدد ليس بالقليل من الفتيات، وعلى العديد من المزارات أيضا و لكن فى البرتغال الوضع يختلف فاسم فاطمة، هو اسم واحد من أهم المزارات المسيحية.

«فاطمة» كنيسة برتغالية تقع فى قرية صغيرة، بالقرب من لشبونة، تحمل اسم ملكة عربية، وقعت في الأسر في إحدى حروب الأندلس، فخلدت أسطورة نسردها في السطور المقبلة. 

تعود القصة لعام 1492 عند سقوط مدينة غرناطة، بعد عدة معارك شنها الجيش المسيحي ضد المسلمين في الأندلس، فكانت تدور معركة دامية عند قصر الملح بقيادة الملك ألفونسو الأول، وانتصر جيشه وغنم من جيش المسلمين، وكان من ضمن السبايا أميرة أندلسية من أميرات القصر تدعى «فاطمة»، فكانت من نصيب حاكم مدينة «أوريم» وتزوجها وجعلها على دينه، واشتهرت الأميرة بالمستوى العالي من الثقافة والعلم والآداب، ودرايتها الشديدة بالشعر واللغات، فكانوا يصفونها بالمكتبة المتنقلة.

كانت جميلة الوجه، خلوقة وطيبة القلب مع الجميع، وأصبحت محبوبة بين كل طبقات المجتمع، لدرجة أن سمى الناس القصر الذي كانت تعيش فيه والمنطقة المجاورة باسمها «قصر وساحة فاطمة»، ومع مرور الوقت، أصبحت هناك قرية صغيرة قرب «أوريم» تدعى فاطمة، على بعد 123 كيلومترا من شمال لشبونة لم يكن أحد يعرف هذه القرية الصغيرة، التي كانت تتكون من 25 بيتا فقط، إلا أنها الآن أصبحت من القرى المشهورة بسبب الأميرة فاطمة، التي عاشت فيها بقية عمرها.

90-230719-a-church-portugal-virgin-mary-fatema_700x400

جرت العادة عند بناء دير أو كنيسة أن يطلق عليها اسم القرية، أو المدينة التي شُيد فيها، وقد سبق بناء مزار فاطمة حدث كبير معروف تاريخيا.

وحسب الروايات التاريخية المرتبطة بذلك المكان، والمتصلة بالإرث المسيحي الديني، يعد يوم 13 يوليو عام 1917 ـ قبل انتهاء الحرب العالمية الأولى ـ يوما تاريخيا في قرية فاطمة والبرتغال بأكملها، حيث خرج 3 صغار من رعاة الأغنام لهذه القرية، هم لوسيا وابن عمها فرنسيسكو وأخته خاسينتا، بعد أن أنهوا صلوتهم وتسبيحهم، وصعدوا تلة، لإحضار بعض الأحجار الصغيرة للعب بها، فظهر لهم ضوء قوي في السماء، اعتقدوا أنه برق، وأن الجو سيصبح سيئا، ما يستدعي جمع الغنم والعودة إلى القرية سريعا، وعند نزولهم ظهر لهم الضوء مرة أخرى، فشاهدوا امرأة يحيط بها هالة نور ساطع، بيدها مسبحة بيضاء، وقالت لهم إنها السيدة العذراء، ويجب عليكم دعوة الناس للصلاة والتقرب من الرب أكثر، بعد أن ابتعدوا عنه وانشغلوا بماديات الدنيا، وأنها ستعاود التجلي مرة أخرى في الثالث عشر من كل شهر.

 

90-230721-a-church-portugal-virgin-mary-fatema-4

صارت التجليات، تثير اهتمام المسيحيين الكاثوليك بصورة رئيسية، وبعض الإيطاليين والإسبان، ليتفقوا في عام 1928 على بناء كنيسة ضخمة في موقع التجلي، بمساعدة الشاهدة الباقية الوحيدة من الأطفال الثلاثة، بعد وفاة فرانسيسكو وأخته خاسينتا بوباء الإنفلونزا، الذي اجتاح أوروبا عام 1919، بينما كبرت ابنة عمهما لوسيا، ودخلت الدير ودرست الكهنوت، وأصبح اسمها الأخت لوسيا.

أقيمت الكنيسة الكبيرة على التلة، التي حدث عليها التجلي في القرية، وأصبحت مركزا للقرى، وأطلقوا عليها اسم كنيسة القديسة فاطمة، تيمناً بالمكان، والقصة معاً، وفي بعض الروياات كنيسة سانت فاتيمتا.

يزور «فاطمة» كل عام عدد كبير من المسيحيين، خاصة الكاثوليك فى ذكرى ظهور ضوء السيدة العذراء، المكان الذى يعد من أشهر مواقع التقديس،  ولكن هذا العالم الاحتفال كان مختلف فى الذكرى المائة بفاطمة 2017،  حيث زارها باب الفاتيكان وسط إجراءات أمنية مشددة، ورافقته طائرتان برتغاليتان مقاتلتان من طراز إف- 16 طائرة البابا، هبطت في قاعدة مونتريال الجوية البرتغالية، التي تقع وسط غابات الصنوبر، وعلى بعد مسافة قصيرة من بلدة فاطمة الريفية.

واصطف حرس الشرف على المهبط إلى جوار الطائرة و كان فى انتظار البابا فرنسيس آلاف الزوار، ملوحين بالأعلام وقادمين من بلدان بعيدة كفنزويلا والأرجنتين وكوريا، وسط هطول الأمطار أثناء انتظارهم البابا وقضى العديد منهم ليلتهم في الخلاء.  

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة