الحكاية وما فيها.. برمجية الفدية الخبيثة هاكرز يغزو العالم
السبت، 13 مايو 2017 07:00 م
ألقت الهجمات الإلكترونية التي فاجأت العالم أجمع في اليومين الماضين على أجواء الساحة الإعلامية والسياسية، فبينما دخلت المعركة الإلكترونية في السنوات الأخيرة على خط الحرب الباردة بين الدول الكبرى، وخاصة بين روسيا وأمريكا، استغلت هذه القوى الدولية الهاكرز والفيروسات لاختراق الأمن المعلوماتي للمؤسسات الحكومية الكبرى لهذه الدول لتحقيق مصالحها الخاصة في تلك الحرب.
وتطرح هذه الهجمات الإلكترونية، أسئلة مهمة حول الدول التي هاجمتها، وما وكالات الأمن المتعاونة لتخفيف حدة الهجوم، وما الدول المتورطة في الواقعة؟.
ما هي الدول التي وقعت في الهجوم؟
بدأت هذه الهجمة الإلكترونية الشرسة في روسيا وبريطانيا وإسبانيا، حيث نفذ هاكرز مجهولون مساء أمس هجمات واسعة على عدد كبير من المؤسسات والإدارات الرئيسية، من بينها هجمات على النظام الصحي الوطني في بريطانيا، وشركة الاتصالات الإسبانية تيليفونيكا، ومشغل الشبكات الخلوية الروسي.
ومساء الجمعة، قرابة الساعة 20:00 بتوقيت جرينتش، كتب جاكوب كروستيك، المسؤول في شركة أفاست لأمن المعلوماتية، على مدونة: «لقد رصدنا أكثر من 75 ألف هجوم في 99 بلدا»، وقبل توسع الهجمات، كان الرئيس التنفيذي لشركة سايبركوف للأمن الإلكتروني والخبير بأمن المعلومات، عبد الله العلي، قال إن هجمات إلكترونية تجتاح العالم اخترقت 55 ألف جهاز ومؤسسة في 74 دولة، منها بريطانيا، وروسيا، وأوروبا.
من جانب آخر، قالت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، إن الهجمات الإلكترونية على مستشفيات المملكة المتحدة هي جزء من هجمة دولية كبرى، وبحسب ما أوردته هيئة الإذاعة البريطانية البي البي سي؛ فقد أُعلن عن وقوع هجمات بالاضافة إلى الدول المذكورة في الولايات المتحدة والصين وإيطاليا وفيتنام وتايوان ودول أخرى، إلا أنه لم يتضح إذا كانت هذه الهجمات مرتبطاً بعضها ببعض.
وأصاب الهجوم الإلكتروني واسع النطاق، الذي ضرب عشرات الآلاف من أجهزة الكمبيوتر في عشرات البلدان، أمس الجمعة، تقنيات الرقابة عبر الفيديو لدى شركة سكك الحديد الألمانية «دويتشه بان»، حسبما أعلن متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية، اليوم السبت.
وبحسب وكالات روسية، أكدت شركة كاسبرسكي لاب، الروسية المتخصصة في مجال الأمن والحماية الإلكترونية، أن الهاكرز يستخدمون في هجماتهم فايروسا برمجيا لتشفير محتويات الأجهزة يسمى «WannaCry»، مشيرة إلى أن 74 بلدا تضررت به، موضحة الشركة أنها رصدت نحو 45 ألف هجمة ببرنامج التشفير «WannaCry»
وأكدت كاسبرسكي لاب، أن الاتحاد الروسي كان من أكثر البلدان تضررا من هذه الهجمات الإلكترونية، موضحة أن الهجوم الذي وقع بعد أمس ضد حواسيب مشغل الشبكات الخلوية الروسية «MegaFon» لم يؤثر على جودة الاتصالات.
إلى من تتجه أصابع الاتهام؟
ورغم أن الوكالات العالمية تؤكد أن أمريكا كانت من ضمن الدول التي وقعت في فخ الهجوم الإلكتروني، إلا أن كل الاتهامات تحوم حول تورط أجهزة الأمن الأمريكية في الهجوم، حيث علق موقع ويكليكس مؤخرًا على الهجمات الإلكترونية مؤكدًا أنه حذر سابقًا من انتشار غير منضبط للبرمجيات الخبيثة من قبل الاستخبارات الأمريكية.
كما أكد موقع «بولتيكيو»، أن برنامج أنتجته وكالة الأمن القومي الأمريكية، يسمح للبرمجيات الخبيثة بالانتشار عبر بروتوكولات تبادل الملفات المثبتة على أجهزة حواسيب كثير من المؤسسات حول العالم، مضيفًا أن الهاكرز في هذه الهجمات يستخدمون البرامج التي استخدمتها وكالة الأمن القومي الأمريكية على شكل واسع، وفقا لتغريدة العميل السابق للوكالة، إدوارد سنودون.
وكتب «سنودون» مغردا في موقع «تويتر»: «أوه ! قرار وكالة الأمن القومي الأمريكية صناعة وسائل هجوم ضد البرمجيات الأمريكية يهدد حاليا حياة المرضى في المستشفيات»، كما حث سنودن الكونجرس الأمريكي للتحقق من درجة ضعف أنظمة التشغيل المستخدمة في المستشفيات في الولايات المتحدة، على خلفية الهجمات على المرافق الطبية في بريطانيا.
وكتب سنودن في تغريدة: «في ضوء هجمات أمس يجب على الكونجرس معرفة ما إذا كانت وكالة الأمن القومي الأمريكية تعرف نقاط الضعف المحتملة في أنظمة التشغيل المستخدمة في مستشفياتنا».
التعاون في مكافحة الهجوم الإلكتروني
وتتزامن الهجمات الإلكترونية الواسعة مع اجتماع لمجموعة السبع الأمر الذي استدعى إصدار بيان للمجموعة السبع، بالتعهد في توحيد الجهود فى سبيل مكافحة تفاقم خطر الهجمات الإلكترونية الدولية، ودعت مسودة البيان إلى ممارسات مشتركة لرصد أى نقاط ضعف فى النظام المالى العالمى سريعا، وأكدت على أهمية اتخاذ الشركات المالية والقطاعات فى الدول إجراءات فعالة لتقييم وضع الأمن الإلكترونى.
ما الدول الأكثر تضرًا من الهاكرز خلال الأعوام السابقة؟
صنفت تقارير دولية لشركات متخصصة في أمن المعلومات الشرق الأوسط من بين أكثر المناطق تعرضا للهجمات الإلكترونية، حيث احتلت الكويت المركز السادس على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا وتركيا بنسبة20.7%، على الرغم من تراجع معدل الهجمات الإلكترونية من «الهاكرز» مؤخرا، وبحسب موقع صحيفة القبس الكويتية فإن الهجمات الإلكترونية على الشرق الأوسط والعالم تراجعت في الربع الأول من العام الجاري، التي تستهدف عادة شركات القطاع المالي، لا سيما الصرافة والبنوك.
وأوضح تقرير «كاسبرسكي» لأمن المعلومات، أن دول مجلس التعاون الخليجي في مصاف أكثر دول الشرق الأوسط تعرضا لهجوم إلكتروني، ووصلت نسبته في قطر إلى 29.7%، والسعودية 24.2%، بينما كان نصيب الإمارات 23.6%، وهي الدول الأكثر تعرضا للأخطار خليجيا، أما دول المغرب العربي، فتحتل نسبا مرتفعة في التقرير، حيث وصلت إلى 38.1% في الجزائر، و32.4% في تونس، و26.1% في المغرب، و23.5% في مصر.