دول الشرق الأوسط تستبق زيارة ترامب بـ«حملات تجميل»
الخميس، 11 مايو 2017 02:29 م
فيما يبدوا أنه محاولة لاستباق زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط، ونزوله ضيفا على الرياض، وتل أبيب، لجأت عدد من دول المنطقة، إلى ما يمكن وصفه بأنه «حملات تجميل»، من أجل تخفيف حدة الصدام المتوقع في عدد من القضايا، وعلى رأسها ملف مكافحة الإرهاب.
وتحاول دول المنطقة، وبوجه خاص السعودية،ابراز دورها فى الحرب ضد الإرهاب، واظهار مجهوداتها فى مجال حقوق الإنسان، وذلك عبر حملة استعانت خلالها بأحد أشهر الكتاب الأمريكيين، وهو دباك شبرا، الذي يزور المملكة حاليا بدعوة من هيئة الترفيه بها، والذي أكد خلال زيارته أن السعودية أنجزت خطوات مهمة في طريقها الإصلاحي اجتماعيا، واقتصاديا، مشيرا إلى جهود الأمير محمد بن سلما، في مجال تحسين أوضاع المرأة.
ويرى الدكتور ناجي هدهود، الخبير في الدراسات الآسيوية، ورئيس قسم الحضارات بمعهد الدراسات والبحوث الآسيوية بجامعة الزقازيق، أن موعد زيارة الكاتب الأمريكي المذكور، مناسبة جدا لاستباق أي حديث للرئيس ترامب في هذه الملفات خلال زيارته الراهنة للمملكة.
وأشار إلى أن زيارة كاتب بحجم شبرا، إلى المملكة، قبيل حضور الرئيس الأمريكي إلى الرياض؛ تشير إلى تحول نوعي في تعاطي القيادة السعودية مع الأحداث، وإدراكها أهمية الإعلام وأثره في تخفيف الضغوط المصاحبة لمثل هذه النوعية من الزيارات، التي يكون لها نتائج تحول مسار الاحداث.
ولفت هدهود إلى أن أهم الملفات التي سيناقشها الرئيس الأمريكي، مع العاهل السعودي، هو سبل القضاء على داعش، وتجفيف منابع تمويله، ووسائل الاستفادة من قدرات المملكة الدعوية، باعتبارها أهم بلد إسلامي في العالم، بالإضافة إلى مناقشة مصير بشار الأسد، في ضوء الإصرار الروسي على دعمه.
وأشار إلى أن التدخلات الإيرانية في الشأن العربي، وما ترتب عليها من حرب مستعلة في اليمن، بالإضافة إلى الملف النووي للملالي، وتأثير الأحداث الدولية على مجريات الانتخابات في طهران، لن تغيب عن المناقشات السعودية الأمريكية.
أما الأكثر إثارة فهو ما يتعلق بالملف الإسرائيلي، في ظل ما يتردد عن أن ترامب سيعلن خلال زيارته لتل أبيب، عن نقل سفارة بلاده إلى القدس، وهو ما يعني اعترافا أمريكيا تأجل لعقود بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، ما يمثل هدما لأهم ثوابت مبادرات السلام بشأن القضية الفلسطينية.
ويرى الخبير السياسي، الدكتور إكرام بدر الدين، أن إقدام ترامب على هذه الخطوة؛ سيؤدي إلى تقويض تام لعملية السلام، وسيضع الدول العربية، والإسلامية في مأزق خطير، يتعين عليها معه أن تتخذ موقفا حاسما، للرد على محاولات اختطاف القدس.
وأشار بدر الدين إلى أن ملف عملية السلام، لابد أن يكون حاضرا على المائدة بين الملك سلمان، والرئيس ترامب، مطالبا العاهل السعودي، بضرورة إفهام الرئيس الأمريكي، أن قراره بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيكون بمثابة قبلة الحياة للعناصر المتطرفة، وفي مقدمتها داعش، باعتبار أن هذا القرار، سيمثل لهم بمررا لبدء جولة جديدة من نشر التطرف، وكسب الأتباع، الذين سيكون معظمهم من الشباب الغاضب، والمحبط نتيجة تراجع فرص السلام، وكذلك المندفعين لا شعوريا، وراء دعوات حماية المقدسات الإسلامية.
الأخبار المتعلقة
وثيقة للتعاون بين الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي