قبل الانتخابات الإيرانية.. لماذا ظهر «خامنئي» الآن؟

الأربعاء، 10 مايو 2017 02:23 م
قبل الانتخابات الإيرانية.. لماذا ظهر «خامنئي» الآن؟
علي خامنئي
كتب - محمد الشرقاوي

على مدار الأشهر الماضية، كثر الحديث عن تدهور حالة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، وارتفعت إلى الساحة تكهنات كثيرة حول من يخلف المرجع الأعلى لاسيما في ظل تدهور صحته، والذي بات يهدد قدرته بالاستمرار في منصبه وحياته بشكل كامل خاصة مع التقارير الطبية التي كشفت انتشار مرض سرطان «البروستاتا» في جسده، غير أن ظهوره اليوم الأربعاء في عرض عسكري خالف كل التوقعات.

الشاغل الأكبر

خامنئي قال في دورة الضباط في جامعة الإمام الحسين العسكرية، بحسب وكالات إيرانية، إن الانتخابات من المجالات التي يمكن أن تكون مدعاة للرفعة والكرامة أو أن تصبح سببًا للضعف والوهن والمشاكل منوها إلى ضرورة المشاركة بالانتخابات بصورة تراعي النظام العام وتتقيد بالقانون والتعاليم الإسلامية وتعكس عزة إيران.

ورأى آية الله خامنئي أن أي خرق للقانون أو ارتكاب تصرف لا أخلاقي أو عقد الأمل على كلام من وصفه بـ«العدو» من شأنه أن يؤدي بالانتخابات لغير مصلحة البلاد، مضيفًا أن هناك مخططات للإخلال بأمن البلاد وإثارة الشغب والفتنة والإطاحة بالانتخابات باعتبارها مفخرة لإيران.

ظهور خامنئي يعتبر الأول بعد الحديث عن تدهور حالته الصحية، جاء قبل أيام من الانتخابات الإيرانية والمزمع إجراءها في 19 مايو الجاري، غير أن هناك ظهور أخر قبل أيام بتصريحات انتقد خلالها خطة عمل الحكومة الإيرانية خاصة في مجال التعليم، حيث أكد أن الخطة طرحتها الأمم المتحدة من قبل واصفًا الحكومة بأنها متأثرة بـ«الغرب».

ويعتبر هذا الانتقاد للحكومة الإيرانية، هو انتقاد لأداء وسياسات روحاني، حيث يشرف ويعين الرئيس الإيراني على مجلس الوزراء وينسق قرارات الحكومة، ويختار سياساتها قبل إحالتها إلى البرلمان، وهو أمر يراه باحثون متخصصون في الشأن الإيراني أنه يعبر عن موقف المرشد الإيراني من الانتخابات التي من المقرر إجراءها في 19 مايو المقبل.

وذكر موقع خامنئي على الإنترنت، أنه قال لحشد من المعلمين في هذا البلد الأسس هي من الإسلام والقرآن، هذا ليس مكانا سيسمح فيه لأسلوب الحياة الغربي الخاطئ والفاسد والمدمر بنشر تأثيره، وقال خامنئي الذي يعود له القول الفصل في سياسة البلاد: «ليس منطقيا على الإطلاق قبول مثل تلك الوثيقة في الجمهورية الإسلامية»، في إشارة إلى خطة التعليم 2030 التي طرحتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو».

VVVVVV

دلالات

ظهور المرشد الأعلى للثورة الإيرانية في التوقيت الحالي له عدة دلالات تصب جميعها في صالح التيار المسيطر على مفاصل الدولة الإيرانية، يبحث أن يكون الرئيس القادم خليفة للمرشد الأعلى علي خامنئي أكثر من كونه رئيس للجمهورية، وذلك بحسب تقرير نشره تيار الغد السوري.

أولها أن «صحة المرشد» هي الحلقة الأهم في الانتخابات القادمة بالنسبة للتيار المحافظ الساعي لتأمين سلطته المطلقة في البلاد عبر كرسي المرشد، فأتباع ولاية الفقيه يدركون تمامًا خطورة موت خامنئي قبل إعداد خليفة له، لاسيما ما سينتج عن ذلك من قيام صراعات على الصعيد الداخلي، في ظل وجود الكثير من الشخصيات الدينية التي تستعد لخوض صراع وراثة خامنئي، وعلى رأسهم حسن خميني «حفيد الخميني» الذي يعد من أنصار الخندق المواجه للخامنئي والمعسكر الحالي.

المرشد القادم

يضيف التقرير الذي نشره موقع الغد السوري بعنوان: «رئيس إيران أم وريث المرشد؟»، أن خامنئي ورجاله قدموا دعمهم للأصولي المتشدد إبراهيم رئيسي، فالتيار المحافظ يخوض معركة الحفاظ على كرسي المرشد، ليضمن انتقالٍ سلسٍ للصلاحيات من خامنئي لخليفته، من خلال السيطرة على كرسي الرئاسة وتحويل منصب الرئيس بصورة غير مباشرة ولا معلنة إلى منصب مفوض بصلاحيات المرشد، لأن الأمور بأكملها سيتولاها الحرس الثوري، وبالتالي كان دعم المرشح إبراهيم رئيسي في انتخابات الرئاسة لانتشاره في مفاصل الدولة.

وأيضًا بسبب تاريخه القيادي في النظام الإيراني، بالإضافة إلى تلقيه العام الفائت دعمًا كبيرًا وما يشبه رسالة مبايعة من رجالات الجيش والأمن والحرس الثوري «الذين يعتبرون قيادات الدولة العميقة الحقيقية في إيران والرقم الصعب في اختيار المرشد.

وأضاف التقرير  أنه لو وصل «رئيسي» إلى سدة الحكم فإنه لن يكون رئيسًا عاديًا أو تقليديًا، وإنما سيكون فعليًا مفوض بصلاحيات المرشد أو وريث له أكثر من كونه رئيس جمهورية، وأن إيران ستشهد الكثير من التقلبات على الساحة الداخلية فيما لو فاز رئيسي، أبرزها نقل سلس وغير رسمي لبعض صلاحيات المرشد إلى «شخص الرئيس» وليس إلى الرئيس كـ«منصب»، إلى جانب تصاعد عمليات تصفية أو تغييب الشخصيات المؤثرة في عملية اختيار المرشد، والتي قد تعتبر عقبة أمام تنصيبه مرشدًا أعلى.

ابراهيم رئيسي وخامنئي

اقرأ أيضًا
كيف اخترقت إيران التنظيمات الإسلامية في مصر؟

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق