كيف نصرتم الإسلام بقتل لوسيندا؟
الأحد، 07 مايو 2017 03:44 م
لم تعلم لوسيندا ذات الثلاثة أعوام، أن ملك الموت بانتظارها أمام كنيسة الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، فبعدما انصرفت هي ووالدتها من الصلاة، تمنت من والدتها العودة مرة أخرى لشراء السعف لتلعب به مع الأطفال، غير أن انفجار الحزام الناسف أحال بينها وبين قرنائها.
منفذ الحادث ادعى أن ذلك نصرة للإسلام، حسب معتقده، وأنا صاحبة الدين المسيحي أعلم أن دينه لا يقول ذلك، بل يقولون في كتابهم القرآن الكريم: «مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً (المائدة:32)
كيف نصرتم الإسلام بقتل لوسيندا ذات الثلاث سنوات؟، الله سبحانه وتعالى لم يقل ذلك في القرآن الكريم، وإنما حرم القتل بأن جاء أمره صريحا ومباشرا بأن الدم كله حرام، وهو أمر لا يمكن أن نغفله في قضيتنا في محاربة التطرف والإرهاب، ولكن المتطرفين أغفلوه بكل وقاحة، فقد اتخذوا من الدين سيف ومحراب لقتل الأبرياء باسمه، وأغلقوا أعينهم الغادرة عن آيات القرآن الكريم وجعلوا منه أداة حل لقتل الأطفال والنساء والمدنيين العزل والعجائز الغير قادرين والإسلام منهم براء.
استغل الدواعش، ومن على شاكلتهم، مبررين القتل لكل من خالفهم ولو مسلمًا، بعض الآراء الفقهية والتفسيرية لبعض الأئمة كـ «ابن تيمية» و«ابن باز» ، لشن حروب دينية تبيح الدماء باسم الدين.
الأحداث التفجيرية واحدة، لا تختلف كثيرًا عن بعضها البعض ولا يوجد شيء مختلف، حتى التوقيت متشابه فإنهم يستغلون الأعياد لكي يحشدوا أكبر عدد من الضحايا، فماجي أصغر شهداء «البطرسية» لا تختلف كثيرًا عن «لوسيندا» أصغر شهداء طنطا، والسؤال العالق دائمًا دون إجابة كيف نصرتم الإسلام بقتل الأطفال والنساء والأبرياء، كيف حولتم الدين والرحمة والسلام لقتل ودم وبطش، كيف جعلتم جزاء الاختلاف القتل؟، سؤال لا نجد إجابة له، وثمن تأخرنا في الإجابة عليه هو دماء الأبرياء التي تسفك من آن لآخر، ولا نختص بضحايا الأقباط، فالكثير من المصريين من مسلمين ومسيحيين دفعوا ضريبة التطرف كاملة دون فهم أو إدراك لسبب قتلهم دون ذنب.