قلوب من حجر.. أب يلقي ابنته من الطابق الخامس مكايدة في أمها
الأحد، 07 مايو 2017 08:14 ص
وقعت فى حب ابن الجيران، وتعلق قلبه بها، حلمت بدبلة ذهبية تحمل اسمه وتتوج بنصرها الأيسر، واصل الليل بالنهار حتى جمع ثمن الشبكة، وتقدم لخطبتها، وأقاموا فرحًا بسيطًا فى الحارة، جمع الجيران والأقارب والأصحاب، وأرتدت فيه الحسناء فستانها الأبيض الذى طالما تمنته، ومرت الأيام والشهور لتكشف عن الوجه الآخر للزوج، وجه عصبي، شكاك، سليط اللسان، متحكم، فحاولت الهرب منه لكن كان الأوان قد فات، فبعدما رزقهما الله بصغيرتين جميلتين، أصبح قرار الإنفصال صعب، ولم تقدر الأم الحنون على التضحية باستقرار حياة نجلتيها مقابل راحتها الشخصية.
كلما تتابعت الأيام، زادت تصرفات الزوج المريبة، فكان يرافق "أسماء" خلال ذهابها للسوق، ويراقب تعبيرات وجهها؛ ليصيح بها أمام الناس إذا ما نظرت صدفة لرجل أو أبتسمت مجاملة لبائع، فضلاً عن تحديد زيارتها لمنزل عائلتها الواقع فى نفس عقار عش الزوجية مباشرة، وأشتراطه مصاحبتها وعدم الإختلاء بأسرتها بعيدًا عن ناظيريه، ومنعها من الخروج مع صديقاتها أو التحدث إلى الهاتف، وغيرها من أشكال التحكم التى مارسها "سي السيد" على زوجته المسكينة، التى تحملت تعنته وشكه الغير مبرر لحبها الشديد له، وولعها به.
ظنت "أسماء" أن إنجابها سيخفف من حدة تصرفات زوجها، فوضعت "لارا"، و"سجود" إلا أن لا شيء تغير، فكان يستعير هواتف أصدقائه؛ ليرسل لزوجته رسائل غرامية؛ لينظر ردة فعلها، ويطلب منهم محادثتها ومحاولة استدراجها والإيقاع بها ليتأكد من إخلاصها له، وعندما اشتكت له من كثرة الأرقام المجهولة التى تتصل بها، لم يخجل أن يخبرها أنه وراء كل هذا، لشكه فى سلوكها، ولم يكتف بذلك فحسب، بل استدرج شقيقتها الصغيرة فى إحدى المرات، وسألها عما إذا كانت "أسماء" على علاقة عاطفية بأحد أم لا، وعندما نهرته الصغيرة تعدى عليها بالضرب.
ولا يفوت الزوج المجنون فرصة لتوبيخ زوجته، وضربها أمام أطفالهما بل إنه كان يضرب ابنتيه كذلك انتقامًا من "أسماء"، وعندما طلبت الطلاق خوفًا على نفسها، وحرصًا على سلامة طفلتيها، حبسها فى المنزل، ومنعها من زيارة أسرتها أو التحدث إليهم فى الهاتف، فلم تجد بدًا من خداعه، وادعاء أنها تراجعت عن قرارها، ولا تنوى الانفصال عنه إلا أنه لم يثق فى كلامها، وظل على حصاره لها عدة أيام أخرى، حتى تحججت بإحضار ابنتها الصغيرة من عند عائلتها، فتحفظ على الطفلة الأخرى معه لحين عودتها.
مرت ساعة واحدة، قبل أن يقلق الزوج ويرسل نجل شقيقه لاستدعاء "أسماء"، فرفضت العودة معه إلى المنزل مرة أخرى، واحتمت فى أسرتها، فخرج إلى الشرفة، ونادى عليها بصوت عالٍ، فوقفت مع شقيقتها فى نافذة منزل عائلتها تنظر ماذا يريد، لتفاجئ به يحمل بين يديه طفلتهما "لارا"، ويهددها بإلقائها فى الشارع من الطابق الخامس إن لم تعد إليه، وبمجرد أن أنهى كلماته حتى ألقى بالطفلة؛ لتسقط على كومة قمامة، وهو يردد "مراتى خاينة، مراتي بتعرف رجالة، مراتي بتخوني، وهرب".