إنجازات داخلية وخارجية.. ماذا قدم الأزهر فى عام تجديد الخطاب الدينى؟

الثلاثاء، 09 مايو 2017 01:00 م
إنجازات داخلية وخارجية.. ماذا قدم الأزهر فى عام تجديد الخطاب الدينى؟
الازهر
طلال رسلان

«الحفاظ على الوسطية وتجديد الخطاب الديني».. كان هذا شعار الأزهر لمواجهة التطرف والإرهاب، من أجل ذلك قدم عددا من الجهود والإنجازات منها تطوير المناهج التعليمية، ومواجهة الإرهاب والفكر المتطرف، ومخاطبة العالم الخارجى من خلال مرصد الأزهر باللغات الأجنبية، وأدوات الأزهر الإعلامية وقوافله الدعوية والإنسانية، والجولات الخارجية لفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب.
 
أولا: إنجازات الأزهر الداخلية: 

1 - استراتيجية شاملة للإصلاح والتطوير
طرح الأزهر الشريف خلال عام 2016، استراتيجية شاملة للتطوير والإصلاح وتجديد الخطاب الدينى، وأول ما حرصت عليه الاستراتيجية هو تطوير كل المناهج الدراسية فى التعليم قبل الجامعى، وتحقيق انطلاقة قوية على صفحات التواصل الاجتماعى تستهدف الملايين حول العالم، وإطلاق عدة برامج تليفزيونية دينية واجتماعية لأوَّل مرة خلال شهر رمضان الماضى، كان على رأسها برنامج «الإمام الطيب» لفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب.
 
2 - تطوير التعليم الأزهرى
شهد عام 2016 صحوة تعليمية أزهرية فى كثير من المجالات، حيث ضبط الأزهر الشريف العملية التعليمية والقضاء على ظاهرة تسريب الامتحانات، ومنع محاولات الغش تماما، وتم تدريس مادة الثقافة الإسلامية التى تعالج القضايا المعاصرة وتصحح المفاهيم المغلوطة، كما توسع الأزهر فى افتتاح فصول رياض الأطفال بالمعاهد الأزهرية النموذجية والعادية، واعتبار هذه المرحلة مرحلة أساسية فى التعليم الابتدائي. 
 
3 - نشاط مكثف وزيارات رسمية لـ«مرصد الأزهر» لمواجهة الفكر المتطرف
شهد عام 2016 نشاطا كبيرا ومكثفا لمرصد الأزهر باللغات الأجنبية؛ وفى ضوء ذلك أطلق المرصد حملتين توعويتين تحت عنوان «يدّعون ونصحح» و«مفهوم الجهاد فى الإسلام»، لتصحيح المفاهيم المغلوطة وتفنيد ما تستند عليه جماعات التطرف والإرهاب، كما شارك المرصد فى العديد من المؤتمرات والفعاليات كان من بينها الملتقى الدولى الأول للشباب المسيحى والمسلم، والمؤتمر الوطنى الأول للشباب، بمدينة شرم الشيخ تحت شعار «ابدع.. انطلق»، والمؤتمر الدولى لوقاية الشباب من التطرف والإرهاب. 
 
4 - مساعٍ علمية جادة لتجديد الخطاب الدينى
طرَق الأزهر الشريف أبواب تجديد الخطاب الدينى - انطلاقا من مسئوليته الدعوية والتعليمية - بهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة، ومحاربة التطرف، وضبط العمل الدعوى، ومواكبة العصر، وقد سلك الأزهر الشريف كل السبل لتحقيق هذه الأهداف، فرحب بالنقد فى إطار الحفاظ على الثوابت، وأقام حوارا مجتمعيا بهدف تحقيق التواصل مع كل فئات المجتمع وخاصة فئة الشباب، وشرع فى إنشاء أكاديمية للدعاة لضبط العمل الدعوى وصقل مهارات الدعاة، كما يستعد لافتتاح مركز عالمى للفتوى الإلكترونية لوقف فوضى الفتاوى وفتاوى الدم. 
 
5 - الاهتمام بقضايا الشباب وترسيخ فكرة الحوار المجتمعى
أَوْلَى الأزهر الشريف فئة الشباب اهتماما كبيرا، وشهد عام 2016 نشاطا متزايدا للأزهر الشريف فيما يتعلق بقضايا الشباب، حيث التقى الإمام الأكبر فى يناير مع مجموعة من الشباب المثقف وشباب الإعلاميين وشباب الرياضيين، وأجرى حوارا مفتوحا معهم، كما عقد الأزهر العديد من الندوات واللقاءات ضمن سلسلة لقاءات المرحلة الخامسة من مبادرة الأزهر يجمعنا تحت عنوان «عشها صح»، لتحذير الشباب من مخاطر الهجرة غير الشرعية، كما عقد لقاءً مع بعض شباب الجامعات تحت عنوان «التحرش مش من أخلاقي» بهدف مواجهة الظواهر السلبية التى يتعرض لها المجتمع.
 
6 - دعم قضايا المرأة
لم يغفل الأزهر الشريف وفضيلة الإمام الأكبر، قضايا المرأة والدور المهم الذى تلعبه فى بناء الأسر وحماية المجتمع؛ فنادى فى كل المناسبات الخاصة بالمرأة بتمكينها واهتم بقضاياها اهتماما كبيرا، مطالبا العالم أجمع بتعزيز حقوق المرأة، ودعم دورها فى بناء المجتمع.
وحرص فضيلة الإمام الأكبر خلال عام 2016 على استقبال السيدة زينب حوا بانجورا، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، والدكتورة أمل القبيسى، رئيسة المجلس الوطنى الاتحادى بدولة الإمارات، للتأكيد على وقوف الأزهر بجانب المرأة ورفضه لأى ممارسات خطف أو عنف أو جرائم ترتكب بحقها، كما عقد الأزهر فى أكتوبر مؤتمرا دوليا للمرأة تحت عنوان «المرأة ومسيرة التطور التنويرى الواقع والمأمول». 
 
7 - أنشطة مكثفة لبيت العائلة المصرية ولجنة المصالحات لوأد الفتن وتحقيق السلام المجتمعي
شهد عام 2016 جهدا متواصلا لبيت العائلة المصرية، ولجنة المصالحات بالأزهر، وذلك برعاية فضيلة الإمام الأكبر، للحفاظ على التعايش السلمى ووأد الفتن وتحقيق سلامة البناء المجتمعى، وقد توجه البيت مناديا بسرعة إدانة ما وقع من أحداث مؤسفة بين عائلتين إحداهما مسلمة والأخرى مسيحية بقرية الكرم بالمنيا، وقام بترميم وإعادة بناء ما تضرر من جراء تلك الأحداث. 
 
8 - قوافل إنسانية وإغاثية لرفع المعاناة والتوعية الدينية
أرسل الأزهر الشريف خلال العام العديد من القوافل الإنسانية الطبية والإغاثية داخليا وخارجيا، رغبةً منه فى رفع المعاناة عن أبناء الشعب المصرى، وتعزيزا لدوره الإنسانى والدعوى، فداخليًّا أرسل الأزهر قافلة دعوية وتكافلية وطبية إلى أهالى محافظة مطروح، وقافلة أخرى إلى محافظة أسوان، وعقب السيول التى ضربت محافظتى سوهاج والبحر الأحمر فى نوفمبر، وجّه فضيلة الإمام الأكبر قافلتين لحصر أعداد المتضررين من السيول، وتم صرف تعويضات بمبلغ 14 مليون جنيه، كما عمل بيت الزكاة والصدقات على تحمل تكاليف العمليات الجراحية لقائمة الانتظار بمستشفى أبو الريش للأطفال.
 
9 - هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف
هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف التى يرأسها شيخ الأزهر، وتتألف من كبار علماء الأزهر فى جميع المذاهب الفقهية الأربعة، تواجدت فى عام 2016 بشكل قوى معبرة عن مواقفها بوضوح تجاه القضايا التى تهم الأمة الإسلامية، وعن الإرهاب وجرائمه كان موقف الهيئة ثابتا ورافضا لكل أنواع القتل بغير الحق وكان أبرزها إدانة هيئة كبار العلماء لمحاولة الاغتيال الفاشلة للدكتور على جمعة مفتى الجمهورية الأسبق.
 

1 - زيارات للإمام الأكبر لمواجهة التطرف والإرهاب
حرص فضيلة الإمام الأكبر خلال العام على نشر ثقافة السلام، مكثفا جهوده لتعميق لغة الحوار مع العالم والمؤسسات الدينية، فقام الإمام الأكبر بعدد كبير من الجولات الخارجية، بدأها فى 21 فبراير بزيارة تاريخية إلى إندونيسيا، ناقش خلالها عددا من القضايا والتحديات الراهنة التى تمر بها الأمة الإسلامية، وأطلق دعوة للتصالح والتسامح بين علماء الأمة.
فى زيارة ألمانيا منتصف مارس، أكد فضيلته على سماحة الإسلام وحرمة سفك الدماء، وأجرى حوارا تاريخيا مع أعضاء البوندستاج الألمانى على الهواء مباشرة على مسمع ومرأى من المسلمين وغير المسلمين فى جميع أنحاء العالم.
فى العاصمة النيجيرية أبوجا، ناقش الإمام الأكبر سبل مواجهة الإرهاب، كما عقد لقاء قمة هو الأول من نوعه مع البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، وذلك فى زيارة تاريخية غير مسبوقة لشيخ الأزهر إلى الفاتيكان، بهدف تحقيق السلام للبشرية جمعاء، وتم خلاله الإعلان عن استئناف الحوار بين الأزهر الشريف والفاتيكان والإعداد لمؤتمر عالمى للسلام برعاية الأزهر والفاتيكان خلال منتصف عام 2017 فى العاصمة المصرية القاهرة.
وتوجه «الطيب» فى زيارة إلى العاصمة الفرنسية باريس، والتقى خلالها الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، وفى أغسطس توجه الإمام الأكبر إلى العاصمة الشيشانية جروزنى لحضور مؤتمر «مَن هم أهل السُّنة والجماعة»، إضافة إلى جولة خارجية شملت البحرين وسويسرا، وذلك لتنسيق الجهود فيما يتعلق بنشر ثقافة السلام. 

2 - قوافل سلام تجوب العالم لتصحيح المفاهيم وتعزيز قيم الإسلام
واصل الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين إيفاد قوافل السلام الدولية لقارات العالم، بهدف نشر ثقافة السلام وتعزيز القيم النبيلة، وفى أبريل 2016 أوفد مجلس حكماء المسلمين قافلة السلام إلى نيجيريا، وقامت بعدد من الأنشطة والفعاليات والندوات الجماهيرية التى عملت على إرساء قيم التسامح والسلام ومناقشة آليات مكافحة الفكر المتطرف، كما تم إيفاد قافلة السلام إلى فرنسا والتقت عددا من أعضاء الجمعية الوطنية الفرنسية، بالإضافة إلى زيارة الجامعة الكاثوليكية بباريس، وأجرت حوارا مفتوحا نظمه المركز الوطنى الفرنسى للعلاقات مع المسلمين، بمقر منظمة «مؤتمر الأساقفة الفرنسيين» وذلك لمناقشة آليات نشر ثقافة السلام والتعايش المشترك وقبول الآخر.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق