طنط صباح

الأحد، 07 مايو 2017 09:30 ص
طنط صباح
ستات في عزاء
مدحت جاد الكريم

فى وسط عشرات الرجال والنساء سمع أصوات نسائية تناديه باسمه بإلحاح، تحول نظره إليهن وذهب يسلم عليهن بوصفهن القريبات اللاتى انتهزن فرصة وجوده فى العزاء ليرينه بعد طول غياب، الدنيا تلاهى ولم يعد يرى أحداً سوى فى مناسبتين إما الفرح أو المأتم.
اقترب من صاحبات زليخة وحياهن وألقى إليهن بكلمات العزاء المحفوظة.
لكن شيئاً ما كان غريباً كن يبتسمن ابتسامات تكاد تتطور إلى ضحك صريح لم يمنعهن منه جلال الموت وهيبته بل ضبط النفس والترقب.
سلم عليهن.. بعضهن يعرفهن وبعضهن لم يرهن من قبل، إحداهن اتسعت ابتسامتها أكثر من الجميع وهى تسأله ألا تعرفنى؟
حدق فى وجهها قليلا ثم سكت، استغاث بمحرك البحث داخل ذاكرته وحاول جاهداً مقارنة صورتها بما خزنه فيها من صور.
من الواضح أنها تعرفه جيداً، لا بد أنها قريبة ومن الواضح أنها قريبة من بعيد من عائلة ناسبت أو صاهرت أحداً من أسلافه.
المهم كانت تشبه أحدا ما من تلك العائلات التى تظهر فى المآتم وهى تكبره سناً ولا يعرف لماذا أسماها صباح فقال لها وحروف الكلمات تخرج بالكاد مرتبة ترتيبا صحيحاً: طنط صباح؟
المرأة احمر وجهها خجلا ووجمت صاحباتها وبعضهن ضحك معاتباً ألا تعرف من؟
إنها فاطمة.. بطة!
فاطمة مين وبطة مين منك لها؟
رأى أن الاستعباط سيكون مكشوفاً وهو لا يجيده عموما، وحتى إن كان يجيده فالموقف لم يترك لهذه المهارة الفرصة لكى تعمل بشكل صحيح.
المهم شرحن له من هى وما علاقتها بصاحب المأتم، عرف الأحمق من هى بطة وعاد بالزمن أكثر من عشرين عاماً.
بطة كانت جميلة الجميلات، ثمرة مانجو ناضجة تمشى على قدمين، قوام ملفوف وجه صبوح شعر مقصوص على الموضة أناقة رشاقة،
وكان من الطبيعى أن يعجب بها كل الفتية فى جيله.
وكان يحث الخطى وراءها فى الطرقات محاولا لفت نظر العيون الغزلانى له، ولكنها تزوجت حتى قبل أن ينطق بكلمة واحدة خلاف التحيات والسلامات.
أهذه الأم المثالية «البركة» الممتلئة حتى ضاقت عيناها والتى بدت أكبر منى بعشرة أعوام.. على الأقل هى بطة إذن؟
تبا لك من أيام.
مدير حسابات

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق