بين التهديد بالتصفية والاختطاف.. هكذا يتعامل «أردوغان» مع معارضيه في الخارج

السبت، 06 مايو 2017 06:54 م
بين التهديد بالتصفية والاختطاف.. هكذا يتعامل «أردوغان» مع معارضيه في الخارج
أردوغان
كتب - محمود علي

يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدأ حملة واسعة ضد معارضيه في الخارج، وخاصة الذين يتبعون حركة الخدمة التركية التي يتزعمها فتح الله كولن، فبداية من التهديد بالقتل والتصفية مرورًا بالترحيل وصولًا إلى الاختطاف استخدمت السلطات التركية كافة أساليبها للحد من انتشار الحركة في الخارج.

وتمر تركيا داخليًا بأجواء مشحونة، بعد تنفيذ السلطات العديد من الإجراءات العقابية ضد المعارضة بتهمة الانتماء إلى حركة الخدمة، التي تمثلت في طرد واعتقال الآلاف الموظفين في المصالح الحكومية والجيش والشرطة بموجب قانون الطوارئ الذي أصدره أردوغان في اعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو الماضي، ومدده في الشهر الماضي بعد تمرير الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي شكك في نتيجته المعارضة ووصفه بأنه مزور.

اردوغان ومعارضية (2)

ووسط هذه المعارك الداخلية، بدا واضحًا في الفترة الأخيرة إصرار الرئيس التركي على استهداف المنتمون للحركة في الخارج، بزعم أنهم يهددون حكمه.

أول تحركات أردوغان ظهرت في التهديد حيث أكد المدير الإقليمي لصحيفة «زمان» التركية في الشرق الأوسط الصحفي التركي تورغوت أوغلو، أنه تعرض لتهديدات مستمرة له ولأسرته من بعض العناصر ذات الصلة بالحكومة التركية التي تعمل في مصر.

وكتب أوغلو على صفحته الشخصية بموقع «فيس بوك»، أنه تعرض لتهديدات بالاغتيال والقتل من قبل أنصار أردوغان، ولهم صلة بالسلطات التركية مضيفًا أن شخصًا آخر يستخدم اسمًا مستعارًا استهدفه واتهمه الكفر والفسوق والعصيان.

وتزامنت هذه التهديدات مع معلومات نشرها الإعلام التركي عن ترحيل السلطات السعودية بعض الأتراك إلى البلاد، حيث قالت وكالة الأناضول التابعة للحكومة التركية أن السلطات السعودية أوقفت 16 شخصًا بتهمة الدعم المالي لمنظمة فتح الله كولن التي تصفنها أنقرة على إنها إرهابية عبر تنظيم رحلات حج وعمرة، وقامت بتسليمهم إلى تركيا، وقالت إن الاستخبارات التركية لعبت دورًا فعّالًا في الكشف عن المشتبهين الذين يعملون ضمن تكتل المنظمة التركية بالسعودية.

اردوغان ومعارضية (1)

وفي مكان آخر وتحديدًا بماليزيا، استخدمت تركيا نفس الأسلوب حيث تم اختطاف تركيين على طريقة المافيا بحسب ما ذكرت صحيفة زمان التركية، أحدهما مدير مدرسة دولية تابعة لحركة الخدمة تورجاي كارامان (43 عاما) والآخر رجل أعمال إحسان أرسلان (39عاما)، لكن كشفت الجارديان اليوم في تحقيق لها أن كارمان جرى إيقافه بسبب صلاته المزعومة بتنظيم داعش.

 وكشفت صور نشرتها صحيفة «الغارديان» البريطانية، أن رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق، اجتمع في وقت سابق مع كرامان، عندما كان الأمين العام لجمعية الحوار الماليزي التركي، قبل أول زيارة رسمية له إلى تركيا في عام 2011، وتظهر واحدة من عدة صور جرى التقاطها خلال اللقاء، رئيس الوزراء جنبا إلى جنب مع كرامان، الذي يرتدي بدلة ويبتسم.

وقالت شبكة سكاي نيوز، إن كرامان تم ايقافه الثلاثاء، بموجب قانون الجرائم الأمنية، الذي يجيز للشرطة توقيف المشتبه بهم لمدة 28 يوما، في ما أثار قلقا من أن تكون ماليزيا ترضخ لضغوط من تركيا، وأوردت وسائل إعلام محلية نقلا عن قائد الشرطة خالد أبو بكر أن كرامان أوقف لأنه يشكل تهديدا للأمن القومي، بينما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية التركية أن تورغاي كرامان مرتبط بالداعية فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة والذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الاقلاب الفاشلة في يوليو الماضي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق