صالح سليم.. الرجل الذي هز عرش الجميع

السبت، 06 مايو 2017 06:49 م
صالح سليم.. الرجل الذي هز عرش الجميع
صالح سليم
كتب أحمد مسعود

تحل اليوم السبت، 06 مايو 2017، الذكري الـ 15 لرحيل المايسترو صالح سليم، لاعب ورئيس وأسطورة النادي الأهلي السابق، والذي ولد يوم 11 سبتمبر عام 1930 ووافته المنية 6 مايو عام 2002.

321496-صالح-سليم-(10)

 

تميز صالح سليم بقوة شخصية لم تعرفها إدارة أي مؤسسة كروية أو غير كروية منذ زمن بعيد، حتي عرف أنه رئيس جمهورية الأهلي، الذي كان علي استعداد لخوض أي معركة تحت لافتة الأهلي ويثق في الانتصار فيها في النهاية، فضلا عن ترسيخ مبدأ الأهلي نادي المبادئ، لاسيما مع القرارات التي كانت تحكم النادي مهما كانت تكلفتها انتصارا لمبدأ كون الأهلي نادي الاحترام والمبادئ.

 
757292-صالح-سليم-(5)
 

 


2967053-صالح-سليم-(6)

 

يعتبر صالح سليم أكثر رئيس نادٍ حصدا للبطولات، حيث تولى رئاسة الأهلي 18 عاما (خلال فترتين الأولى من ديسمبر 80 إلى ديسمبر 88، والثانية من فبراير 92 حتى وفاته في مايو 2002).

1268983-صالح-سليم-(2)

 

خلال تلك الفترة تمكن الأهلي من حصد عدد كبير من البطولات، جعلت "المايسترو" أكثر رؤساء النادي حصدا للبطولات، ومن بين تلك الألقاب، بطولة الدوري (13 مرة)، وبطولة الكأس (9 مرات) ودوري الأبطال الإفريقي (3 مرات)، والسوبر الإفريقي (مرة واحدة)، وبطولة أفريقيا أبطال الكأس (4 مرات)، ومرة واحدة لبطولات، الآفروآسيوية، وكأس الكؤوس العربية، وكأس أبطال العرب، وكأس النخبة العربية (مرتين)، كما توج النادي في عهده بلقب نادي القرن في إفريقيا.

1644997-صالح-سليم-(1)

 

لكن أيضا تعرض الأهلي لمواقف كان يجب فيها أن يكون لرئيسه موقفا إما بالصمود ورفع الرأس أو «المشي جنب الحيط» فكان رد صالح سليم.


 صالح سليم في وجه مبارك

 

قبل وفاة صالح سليم بشهور قليلة، عام 2002، رفض صالح سليم لعب الأهلي مباراة أمام الزمالك لصالح ضحايا قطار الصعيد، والذي اشتغل وخلف مئات القتلي.

1492954-صالح-سليم-(3)

وكانت مصر مع حادث حزين، في هذه الأثناء، عندما شهدت حادثة قطار الصعيد وحينها اتفق  الرئيس المخلوع مبارك، حينذاك مع إبراهيم نافع، رئيس مجلس إدارة الأهرام في ذلك الوقت، على إقامة مباراة بين الأهلي والزمالك لصالح ضحايا الحادث، ولكن كانت المفاجأة برفض صالح سليم إقامة المباراة والسبب، هو عدم إبلاغه وأخذ رأيه، وتم الإعلان عن المباراة ونشر الخبر في جريدة الأهرام ووقتها عرف "صالح" الخبر فرفض إقامة المباراة.

2967053-صالح-سليم-(6)

 

وصلت تهديدات إلى صالح  من رئاسة الجمهورية فكان رد رئيس الأهلي :"لو حسني مبارك مصمم يلعب هذه المباراة يكلف 11 موظفًا من رئاسة الجمهورية للعب أمام الزمالك، ولو أصر إبراهيم نافع على إقامتها فليأتي بـ 11 صحفيًا من الأهرام للعب أمام الزمالك، طول ما صالح سليم عايش الأهلي مش هيلعب هذه المباراة".

و تصدى صالح سليم لمبارك في عز سطوته وللأهرام في عز قوتها، ولم يهتز ولم يلعب هذه المباراة.


 صالح سليم بين الوجع علي الأخ والجرح من الصديق

"المعيار الحقيقي والدائم الذي يستند إليه صالح سليم في الحكم وتقييم كل من حوله من رجاله هو حب النادي الأهلي، ولذلك كان أقرب الناس اليه هو حسن حمدي،  رئيس النادي الأهلي السابق".

 

كان المايسترو دائما ما يؤكد أن حسن حمدي هو أكثر من حوله حبا للأهلي وهو الذي لا يريد شيئا من النادي.

 

وكانت المفارقة الغريبة والتى تعد من المواقف التى يظهر فيها المايسترو  قوته وحبه للقلعة الحمراء أنه فى الوقت الذى  تسبب فيه حسن حمدى بجرح كبير بقلب صالح سليم  عندما قرر الإطاحة بطارق سليم  الشقيق الأصغر للمايسترو من إدارة الكرة بالنادي الأهلي" يؤكد الكاتب الصحفى ياسر أيوب فى كتابه قائلا "كنت مع صالح في بيته وحدنا يوم اجتمع مجلس إدارة الأهلي - بدون صالح - ليقرروا الإطاحة بطارق سليم ،وقتها بقى صالح سليم وحتى اللحظات الأخيرة في انتظار أن يعدل المجلس عن قراره بألا يقيلوا طارق سليم. لكن ذلك لم يحدث".

 

ويقول أيوب "توالت الاتصالات الهاتفية من الجميع إلا أن صالح لم يجيب على أحد وفجأة ألقى بهاتفه أرضا ووقف أمام مكتبة الموسيقى الخاصة به وأخرج سليم من المكتبة أسطوانة موسيقى التانجو التي يعشقها ثم طلب مني أن أجلس على الأرض لأنه سيعطيني درسا في رقص التانجو وبدأ صالح بالرقص وبدأت الدموع تظهر في عيناه".

 

وتابع أيوب "لم أر في حياتي طيلة معرفتي بصالح سليم دموعه إلا عندما كان يتحدث عن والدته والآن رأيتها بسبب حسن حمدي وعلى الرغم من ذلك لم يفقد صالح حبه واحترامه وصداقته مع حسن حمدي بل أوصاني قبل أن يموت بأن أبقى في صف حسن حمدي في أي انتخابات أو حرب يخوضها".


 المشير عبد الحكيم عامر والمايسترو وجها لوجه

صالح سليم ابن "الأشراف" الذي صنع المجد للأهلي والدته السيدة زين الشرف من العائلة الهاشمية ووالدها من أشراف مكة المكرمة، يعد واحد من الرجال الذين وقفوا ضد التيار فى أوقات كثيرة حيث كان المايسترو  يكره المعسكرات التى يقيمها الجيش للاعبى المنتخب.. فكان يرى أن نجوم الكرة المصرية تتحول إلي أسرى حرب فى تلك المعسكرات.

وفى الوقت الذى كان يخاف الجميع من المشير عبد الحكيم عامر -أقوى رجل فى مصر وقتها- شريك جمال عبد الناصر فى الحكم والقائد العام للقوات المسلحة ورئيس اتحاد الكرة.. وفى أحد هذه المعسكرات التى تقرر إقامتها فى ليمان طرة.. لم يخشى صالح  المشير  ورحل عن المعسكر

وتتطور الأمر واشتكى حسين مدكور، مدير المنتخب حينذاك من تصرف صالح للمشير.. فتم استدعاء صالح للقاء المشير عامر فى مكتبه.. ووجه المشير سؤال للمايسترو قائلا له لماذا لا يضحى صالح سليم من أجل مصر ومنتخب مصر؟ .. فقال صالح للمشير إنه يلعب كل المباريات الدولية مع المنتخب.. ولكنه أيضا يلعب للنادى الأهلى ولجامعة القاهرة.. وهو موظف فى بنك الإسكندرية.. وإلى جانب ذلك كله هو رجل متزوج.. ولزوجته حقوق كثيرة مثل أى زوجة فى العالم.. فقال المشير لصالح إن أفضل الحلول هو أن يترك وظيفته فى بنك الإسكندرية.. ولم يقبل صالح لأنها كانت وظيفة تدر عليه 23 جنيها كل شهر.. فضحك المشير وقال لصالح إنه سيقوم بتعيينه ضابطا فى الجيش وسيتقاضى من الجيش أكثر من 23 جنيها كل شهر.. ورفض صالح أن يكون ضابطا فى الجيش.. وتساءل المشير فى دهشة واستياء.. مالهم بقى الضباط؟.. فقال صالح إنه لا يحب الأوامر ولا يحب أن يأتى ضابط أقدم منه بساعة ليعطيه الأوامر.. فعاد المشير للضحك، وقال لصالح إنه سيعينه فى الشئون المعنوية بـ25 جنيها فى الشهر، وسيعينه أيضا فى هيئة قناة السويس دون أن يكون مطالبا بأى أعباء وظيفية وأن يعتبر أنه سيتقاضى مرتبا من الجيش والهيئة مقابل اللعب لمنتخب مصر والانتظام فى معسكرات المنتخب ، ووافق صالح وأصبح يعمل فى الشئون المعنوية وفى هيئة قناة السويس.. لكنه بعد تسعة أشهر صدر قانون عدم الجمع بين وظيفتين.. فترك صالح الجيش وبقى موظفا فى الهيئة.


 صالح سليم يتحدى قرار الوزير "عمارة"

وقف صالح سليم رئيس النادى الأهلي وقتها فى وجه الدكتور عبد المنعم عمارة رئيس المجلس الأعلي للشباب والرياضة عندما أصدر الأخير قراراً بمنع أي سيارة لأي رئيس نادي أو أعضاء مجلس إدارته من دخول استاد القاهرة، فى الوقت الذى سمح فيه بدخول سيارات الوزراء فقط ، ليمتثل كل روؤساء الأندية عدا صالح سليم الذي رفض القرار مقررا عدم حضور أي مباراة في استاد القاهرة حتى تلك التي كان يحضرها وزير الرياضة نفسه، وعند استعلام الوزارة عن سر موقف سليم أرسل لهم برقية مقتضبة كتب فيها "الوزير هو ضيف للنادي صاحب المباراة، فكيف يمنع الضيف صاحب البيت؟".


 رئاسة الجمهورية ترضخ لطلبات صالح سليم

ظهرت شخصية صالح سليم القوية فى تصرفه الحازم عندما تعرض لموقف محرج من المسؤولين عن تنظيم مباراة نهائى البطولة العربية للأندية بين اﻷهلي والرجاء البيضاوى المغربى حيث تم حجز مكان لرئيس القلعة الحمراء فى الصف الخلفى لمحمد حسنى مبارك رئيس الجمهورية وقتها و عبد المنعم عمارة رئيس المجلس اﻷعلي للشباب والرياضة وعثمان السعد اﻷمين العام للاتحاد العربى لكرة القدم، ولكن رفض صالح هذا التصرف وغادر اﻻستاد فى تصرف صادم للمسؤولين عن تنظيم اللقاء، وعلم المسؤولين عن مؤسسة رئاسة الجمهورية بمغادرة صالح سليم ليتم اﻻتصال به بشكل سريع ليعود للاستاد مرة أخرى ويجلس بجوار رئيس الجمهورية. 

 

جماهير الأهلي تهدد صالح سليم بالقتل

عرض عبدالحميد أبو بكر، سكرتير عام هيئة قناة السويس، على صالح سليم أن يترك الأهلى ويلعب للقناة مقابل أن تمنحه الهيئة فيلا خاصة للسكن ومرتبا شهريا يصل إلى مائتى جنيه، الإ ان المايسترو رفض  العرض، لأنه لم يتصور أن يلعب لأى ناد آخر غير الأهلى.

لم يكن العرض الأول الذى يرفضه صالح سليم للرحيل عن الأهلي .. ولكن هناك قصة غريبة فى حياة أسطورة القلعة الحمراء عندما أنتشرت شائعة عام 1966 بانتقال صالح سليم إلي الترسانة للعب بجوار بدوى عبدالفتاح والشاذلى ومصطفى رياض .. فكانت المفاجأة بتلقيه تهديدات بالقتل من جماهير الأهلي التى لم تتخيل فريقها بدون المايسترو.


 سر رفض صالح استكمال مشواره بالسينما

ما ﻻيعرفه الكثيرون أن صالح سليم رفض استكمال مشواره  فى السينما المصرية بعد تجربته فى الفيلم الشهير "الشموع السوداء" بسبب  رأى الكاتب الصحفى الكبير لويس جريس، والذي ترأس فيما بعد تحرير مجلة صباح الخير، حيث كان من أشد منتقديه، إذ كتب بعد عرض الفيلم مباشرة يقول: «نجم الكرة اللامع أصابته الخيبة في مجال السينما، المسكين جذبته الأضواء حتي صرعته وتركته للجمهور، والذي استرعي انتباهي ليلة الافتتاح، أن الجمهور من معجبيه الكرويين، لم يحاسبه علي هفوته، بل استقبله بالهتاف والتصفيق، ولكنهم همسوا لبعضهم بأنه «ممثل فاشل».

 

فشل المايسترو، والكلام مازال بمقال "لويس جريس"، دارت حوله الحوارات أكثر مما دار عن قصة لطيفة الزيات الممتازة، أو تمثيل العظماء فاتن حمامة ومحمود مرسي وحسن يوسف أو المخرج العبقري بركات، ففشله السينمائي تأكد للمرة لثانية، ولكنه فشل الرجل الناجح، فشل نجم مشهور أُطلق عليه لقب المايسترو. ولعل الكثيرون من أصدقائه سينصحونه بالابتعاد عن السينما، لأنه لا يصلح لها، وكفاه أنه لُدغ من جحر واحد مرتين، ولذلك عمل المايسترو بنصيحة لويس جريس وترك التمثيل السينمائى.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة