عادل السنهورى يكتب: رسالة «الحوار الحضاري» من دبى والقاهرة إلى العالم.. ومنتدى الإعلام يطالب بـ «التأثير الإيجابي» لوسائل الإعلام العربية

الجمعة، 05 مايو 2017 07:06 م
عادل السنهورى يكتب: رسالة «الحوار الحضاري» من دبى والقاهرة إلى العالم.. ومنتدى الإعلام يطالب بـ «التأثير الإيجابي» لوسائل الإعلام العربية
منتدى الإعلام العربي في دبي

هل هي صدفة أن يتزامن شعار منتدى الإعلام العربي في دبي ومناقشات جلساته وحوارات ضيوفه مع أجواء زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس إلى القاهرة ولقاءه مع فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بعد قطيعة دامت 10 سنوات كاملة بسبب تصريحات البابا السابق بيندكت السادس ضد الإسلام. ولقاءه أيضا- أي الباب فرانسيس- مع الرئيس السيسي والبابا تواضروس.

منتدى الاعلام العربي في دبي في دورته السادسة عشرة وعلى مدار يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين انطلق تحت شعار «الحوار الحضاري» برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وافتتحه الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، بحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وأحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، وبمشاركة نخبة من القيادات الإعلامية وكبار المفكرين والكتاب وصناع الرأي في مختلف أنحاء العالم العربي.

النقاشات دارت حول استحقاقات التواصل والحوار الحضاري مع الآخر في الشرق والغرب واستحقاقات هذا الحوار وكيفية خلق الجسور للتواصل وتوضيح الحقائق للمفاهيم المغلوطة بين الجانبين عن الآخر. وتصحيح صورة الشرق العربي والإسلامي لدى الذهنية الغربية التي تحاول الصاق تهمة الإرهاب والعنف بالإسلام.

وفي القاهرة وقبلها بأيام معدودة كان بابا الفاتيكان يلتقي الرئيس السيسي وشيخ الأزهر والبابا تواضروس لوضع أسس الحوار السليم والتلاقي بين الأديان والدعوة للحوار الحضاري وإعلاء مفاهيم التسامح والتعايش والمحبة والسلام.

من القاهرة إلى دبى جاءت الرسالة بأن العالم العربي والإسلامي يمد يده على استطالتها لطي صفحة الماضي البغيض والعداء وفتح صفحة جديدة تؤسس على الحوار والتواصل بعيدا عن مقولات ودعاوى تدعو للفرقة بين الشرق والغرب مثلما قال ذات يوم المفكر الإنجليزي جوزيف كبلنج (1865-1936) إن «الشرق شرق، والغرب غرب، وهما ثقافتان ومفاهيم لن يلتقيا»، الرسالة بأن العرب والمسلمين دعاة سلام وتسامح لا دعاة حروب وإرهاب وعنف وتعصب.

سألت السيدة منى المري رئيسة نادي دبي للصحافة ورئيسة اللجنة التنظيمية لمنتدى الإعلام العربي، عن سر اختيار شعار المنتدى في دورته الحالية وهل هو مصادفة حميدة مع زيارة بابا الفاتيكان إلى مصر، قالت، إن دولة الإمارات اختارت أن تكون رسالتها إلى العالم هي دعوة لإفشاء السلام بين الناس وإرساء أسس التعايش السلمي والتفاهم من أجل ضمان حياة أسعد للناس ينعمون فيها بأسباب التقدم والرخاء بعيدا عن الصراعات والأزمات التي لا طائل من ورائها سوى تفويت الفرص والابتعاد عن طموحات التطوير والتنمية، موجهة دعوة صريحة للإعلاميين العرب لبدء حوار حضاري جاد يبحث فيما يتوجب على الإعلام القيام به خلال المرحلة المقبلة لمساعدة المنطقة على تجاوز التحديات الحالية وصولا إلى اكتشاف الفرص وتحديد أفضل سبل الاستفادة منها بما يدعم توجهات التنمية ويعين شعوب المنطقة على اللحاق بركب التقدم العالمي.

وأضافت المري «دولة الإمارات اختارت أن تكون رسالتها إلى العالم رسالةَ سلامٍ وتعاونٍ قائمٍ على أساسٍ راسخٍ من التعايشِ والتفاهمِ والاحترامْ، ومن الإمارات ندعوكم لإقامة حوار جاد حول ما يجب أن يتبناه الإعلام من خطوات تسهم في تجاوز التحديات الراهنة»، فالإمارات كانت وستظل دائما جامعة للحوار البنّاء الرامي إلى إيجاد السبل الكفيلة بسعادة الناس وتمكينهم من تحقيق آمالهم.

وحول دور الاعلام لبناء جسور التواصل ونبذ قيم العنف والتعصب والإرهاب، قالت: «يجمعنا اليوم هدف واحد وهو إيجاد تصورات واضحة للأدوار المنتظرة من الإعلام خلال المرحلة المقبلة، وما تمليه من التزامات مهنية وأخلاقية» لكن هناك أمام  الإعلام العربي في الوقت الذي تنتشر فيه الصراعات والانقسامات التي باتت تهيمن على جنبات عدة في الساحة العربية، وهو ما يضع على كاهل الإعلام مزيد من المسؤولية للمساعدة على تخطي تلك الأوضاع.

وقالت: «ربما علينا الاعتراف أن هذه المهمة ليست سهلة في ظل الأوضاع التي شهدها عالمنا العربي خلال السنوات الماضية، حاملةً معها تحديات ضاعفت من حجم مسؤولية الإعلام والإعلاميين، والإعلام أصبح مطالباً أكثر من أي وقت مضى أن يكون عوناً على استيعاب تلك المؤشرات بقراءة موضوعية وطرح واع يسهم في رسم أطر واضحة لمتطلبات العمل خلال المرحلة المقبلة».

وأشارت منى المرّي، إلى أن الوقت لم يفت بعد وأن الفرصة لا تزال قائمة لاسترداد الإعلام لدورة في إحداث تأثيرات إيجابية في حياة المجتمعات العربية وقالت: «لدينا الفرصة كي نضعَ الإعلام في مقدمة قوى التأثير الإيجابي في حياة الناس، بحوار حضاري أساسه رقي الخطاب ووضوح الرؤية لتجاوز التحديات إلى اكتشاف الفرص وتحديد كيفية الاستفادة منها».

جلسات المنتدى باءت ساخنة في بعض نقاشاتها، فاالدكتور مأمون فندي، مدير برنامج الشرق الأوسط وأمن الخليج بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، وصف المشهد الإعلامي العربي بإعلام الأزمة، الذي تسبب بمزيد من الضبابية امام الشعوب العربية، كما تسبب بحالة من الانسداد أمام فهم المواطن العربي حقيقة ما يحدث من حوله، مؤكداً أن الإعلام العربي هو «إعلام الرأي» ولكن ليس «إعلام الرأي ورأي الاخر».

وأضاف، أن شبكات التواصل الاجتماعي ساهمت في الانغلاق على الآخر، وليس على الانفتاح كما يعتقد الكثيرون، ومن السهل ملاحظة أن شبكات التواصل الاجتماعي، تعج بالحسابات الشخصية لأناس لا يقبلون في صفحاتهم التحاور مع فئات لا تتوافق معهم بالرأي. مشيراً إلى أن ما سمي بثورات «الربيع العربي» تسببت بحالة من العقم الحواري بين شعوب العربية، وبطبيعة الحال لقد عرقلت الحوار في المنطقة.

وأكد مأمون فندي أنه على الرغم من هذا الوضع العربي المأزوم والمتأخر عن ثقافة الرأي وثقافة المعلومة وثقافة الحوار، توجد ثمة نماذج مضيئة في العالم العربي، تحيي الماضي كما المستقبل وقال بدون شك إن هذه النماذج تدفع الشعوب العربية إلى المزيد من الأمل بما هو قادم، ولن أجامل عندما أقول إن دبي هي احدى هذه النماذج المضيئة في مستقبلنا، حيث أصبحت هذه المدينة عاصمة إعلامية بحسن التنظيم، والانفتاح، والإدارة.

الإعلامي السعودي تركي الدخيل، مدير عام قناة العربية، رأى أن الحوار الحضاري ثقافة كونية إنسانية تعكس ثراء الوجود الإنساني وتلعب دوراً مهماً في عملية التواصل الفعال بين البشر.

وشدد الدخيل على ضرورة الاعتراف بالطرف الآخر قبل بدأ الحوار والاقتناع بحق كل انسان في اعتناق الأفكار التي يراها صواباً، مستشهداً بمقولة الناشط الحقوقي الأمريكي الشهير مالكوم إكس «احترم اقتناع كل انسان بما يقوده إليه عقله».

ويرى الإعلامي السعودي أن الحوار الحضاري يقوم على التفاعل بين البشر بكافة مكوناتهم الاجتماعية والدينية والسياسية وذلك بغرض التوصل إلى أسس مشتركة يمكن من خلالها تجنب الصراعات، لافتا إلى أن الفيلسوف الفرنسي روجية جارودي هو صاحب فكرة حوار الحضارات، التي بلورها في ثمانينات القرن الماضي، ودعا المنتمين إلى الحضارة الغربية بعدم التعالي على الآخرين، وتقبّل كافة الحضارات.

وعن معوقات الحوار الحضاري وكيف يمكن تفاديها، أكد الدخيل أن الايغال والتمادي في الاعتقاد في نظرية المؤامرة والدور الخفي للقوي الاستعمارية يمثل عائقاً قوياً أمام قدرة الانسان على إقامة حوار متحضر وهادف، وبطبيعة الحال يعلم الجميع أن هناك مؤامرات تُحاك طوال الوقت ولكن لا ينبغي أن يُترك العنان لمثل هذه الأفكار بل يجب التعامل معها بحرص حتى لا تصير دافعاً يقتل الحوار، ووسيلة يلجأ إليه الكثيرون لتبرير الفشل.

فى الأخير.. يمكن القول بأن الرسالة التي انطلقت من دبي وقبلها القاهرة  تؤكد أن العرب دعاة سلام لا حرب و تعايش ومحبة لا عنف وإرهاب وتعصب وأن على الغرب أن يمد بدوره يد التواصل والحوار، حتى يتجنب العالم ويلات الحروب والإرهاب.

بقى أن أقول أن هناك جهدا كبيرا بذله جنود مجهولون لإخراج حدث المنتدى وجائزة الصحافة العربية على أحسن مايكون بشهادة الحضور وهو شيئ لم يعد بجديد على دبي التي أصبحت مرادف النظام والانضباط والإبداع بفضل قيادة رشيدة لحاكمها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

 

18193712_10155263648696182_2735209171811519457_n
18193712_10155263648696182_2735209171811519457_n

 

18238124_10155263550811182_9149523225054575190_o
 

 

18268226_10155267380116182_3505200327425904149_n
 

 

18278262_10155263550466182_53119507209418068_o
 

 

image (1)

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق