«قلب الدين حكمتيار».. مجرم حرب دعم «بن لادن» وأفصحت عنه أمريكا
الجمعة، 05 مايو 2017 09:46 ص
بعد 20 عامًا، عاد وزير الحرب الأفغاني قلب الدين حكمتيار، اليوم الخميس إلى العاصمة كابول، بموجب اتفاق سلام مع الحكومة، في موكب من مئات السيارات تقدمتها آليات مزودة بـ «رشاشات»، يتوجه إلى القصر الرئاسي لملاقاة الرئيس أشرف غني في أول اجتماع بين الرجلين.
زعيم الحزب الإسلامي عقد أول تجمع علني له السبت الماضي في ولاية «لغمان» على بعد ساعتين شرق كابول، مهد لعودته اتفاق سلام بين الحزب الإسلامي مع الحكومة الأفغانية قبل ثمانية شهور، إضافة إلى إطلاق سراح 50 عضوًا من حزبه.
سبق اتهام «حكمتيار» بارتكاب جرائم حرب؛ فهو قد لعب دورًا رئيسيًا في الحرب الأهلية التي أسفرت عن مقتل الآلاف في التسعينات، وعرف عنه أنه أشهر المقاتلين الأفغان.
وفق وكالات دولية، في 26 يونيو 1947 ولد «حكمتيار»، في منطقة تابعة «ولاية قندز»، ودرس في كلية الهندسة التابعة لجامعة كابول، وتأثر الحالة الإسلامية في بداية الستينيات كرد فعل على الحركة الشيوعية التي ازداد تأثيرها في المجتمع الأفغاني في عهد الملك السابق محمد ظاهر شاه ورئيس وزرائه محمد داود.
تم اعتقاله في عام 1972، بتهمة التورط في اغتيال طالب يتبع الخط الماوي في جامعة كابول، وأطلق سراحه في عام 1973.
انضم بعدها حكمتيار إلى «منظمة الشبان المسلمين»، والتي اتخذت منهاجًا فكريًا من جماعة الإخوان، وتأثر قاداتها بأفكار سيد قطب، وازداد نفوذها في أفغانستان نتيجة معارضتها للنفوذ السوفيتي.
في 1974 عمل حكمتيار على إعادة تنظيم الجمعية الإسلامية الأفغانية في المهجر في منطقة بيشاور الباكستانية، على أن يتولى الشؤون الداخلية والعسكرية، لكن سرعان ما دبت خلافات مع رئيسها، فأسس الحزب الإسلامي.
الحزب الإسلامي
أسس حكمتيار الحزب الإسلامي عام 1976 ونجح في اجتذاب أتباع في ولايات كابل وقندز وبغلان وننجرهار، ومع بداية الاحتلال السوفيتي لأفغانستان في عام 1979، شرعت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بتمويل مجاهدي الحزب الاسلامي بواسطة المخابرات الباكستانية، وكان حكمتيار يقيم آنذاك في باكستان.
حصل حكمتيار على مساعدات من دول خليجية وباكستان والولايات المتحدة إبان الغزو السوفيتي لأفغانستان، وبعد الإطاحة بنظام حكم الرئيس الأفغاني نجيب الله في عام 1992، انخرط حكمتيار وغيره من زعماء الحرب الأفغان في حرب أهلية راح ضحيتها 50 ألف مدني في كابول لوحدها ناهيك عن باقي المناطق الأفغانية.
بعدها تم تعين «حكمتيار» رئيسًا للحكومة الأفغانية بين عامي 1993 و1994، ثم لمرة ثانية لفترة وجيزة في عام 1996 قبل أن تتمكن حركة طالبان من الاستيلاء على زمام الأمور في كابول مما أجبره على الفرار إلى العاصمة الإيرانية طهران.
وبعد سقوط نظام حكم طالبان أثر الغزو الأمريكي في عام 2001، توجه حكمتيار الى باكستان، حيث قاد الميليشيا المسلحة التي شكلها حزبه في حملة ضد حكومة حامد كرزاي التي جاء بها الأمريكيون وحلفاؤهم.
على قوائم الإرهاب
تعاون رئيس الحزب الإسلامي مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في أوائل التسعينيات، وعارض الغزو الأمريكي عقب هجمات سبتمبر 2001، بعدها تم طرده من إيران بعد إغلاق مكاتب الحزب.
في 19 فبراير 2003، أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية حكمتيار في قائمة الارهابيين الدوليين، وبدأ بعدها في معاداة الجميع، في مايو 2006، نشر شريطًا بثته قناة الجزيرة اتهم فيه إيران بمساندة الولايات المتحدة في الحرب الأفغانية، وعبر عن استعداده بالقتال إلى جانب اسامة بن لادن.
العفو
في 22 سبتمبر 2016، أصدرت الحكومة الأفغانية عفوا عن حكمتيار، وذلك في اطار اتفاق للسلام أبرمته مع الحزب الاسلامي، ونص الاتفاق على اطلاق سراح المعتقلين من الحزب الاسلامي وعودة حكمتيار الى الحياة السياسية.
وبحسب وكالات دولية، فإن الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية رحبت بعودته إلى الحياة السياسية في أفغانستان، إذ تعتبران ذلك بشيرًا لاتفاق سلام مع حركة طالبان التي تسيطر على مساحات شاسعة من البلاد.