النووي التركي فى مهب الريح.. متاهات أنقره وموسكو
الخميس، 04 مايو 2017 04:00 م
باتت العلاقات التركية الروسية في متاهة واسعة، بعدما شهدت في السنوات القليلة شد وجذب بين التقارب في لحظات والتباعد في أوقات أخرى، ووسط ذلك تاهت فكرة إنشاء تركيا محطتها النووية بالتعاون مع موسكو.
ففي الوقت الذي تشهد فيه العلاقات التركية الروسية تحسنًا يخرج المسئولون الاتراك ليعلنوا البدء في المشاورات الخاصة بإنشاء أول محطة تركية للطاقة النووية، ولكن ما لبثت أن تتدحرج العلاقات وتشوبها التوتر إلا وأثر ذلك على فكرة التعاون النووي التركي الروسي.
وتعد محطة الطاقة النووية «أك كويو» أول محطة للطاقة النووية في تركيا وهو مشروع انطلق مع توقيع اتفاقية بين الدولتين في عام 2010، وتقدر تكلفته بـ22 مليار دولار، ويتضمن بناء 4 مفاعلات بقدرة 1200 ميجاوات، لكن منذ ذلك الوقت ويحوم حول هذا المشروع الكثير من الجدل، حيث أكدت روسيا في نوفمبر عام 2015 فرض قيود وتدابير اقتصادية ضد تركيا قد تشمل مشاريع الطاقة وخاصة محطة "أك كويو" الكهروذرية، وذلك بعدما قامت أنقرة بإسقاط الطائرة الحربية الروسية في سوريا.
ولكن في اغسطس الماضي ومع عودة العلاقات التركية الروسية إلى طبيعتها تحدثت الصحف التركية عن توجه أخر حيث أكدت أنه يجري التعاون الاستراتيجي على قدم وساق مع شركة الطاقة النووية التركية روساتوم لبناء أول محطة تركية للطاقة النووية في مرسين جنوب تركيا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وفي أعقاب لقاء جمع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وصف رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم محطة "أك كويو" بأنها قاعدة استثمارية إستراتيجية يمكن اتخاذ الخطوات الأولى فيها، مضيفًا أنه سيتم مناقشة الحوافز التي ستُقدّم إلى روساتوم.
ولكن بدا واضحًا ارتباط العمل في هذا المشروع بالعلاقات التركية الروسية، عندما قلت التصريحات عنه في الشهور القليلة الماضية بعدما شهدت العلاقة توترًا آخر على واقع الأزمة السورية ، وتوسع الاشتباكات في قضايا المنطقة.
واليوم عندما اتفق الجانبان بشأن الملف السوري على إنشاء مناطق أمنة، بدأ التحدث مرة أخرى عن المشروع النووي التركي، حيث قال وزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكجي، اليوم الخميس، إن من المنتظر أن تبدأ أعمال بناء أول محطة تركية للطاقة النووية خلال شهر.
وكانت تركيا قالت من قبل إنها تتوقع بدء تشغيل أول وحدة من محطة أكويو النووية، التي تبلغ قيمتها 20 مليار دولار بحلول نهاية عام 2023، على أن يتم بنائها بالتعاون مع روسيا.