هل تنهي الترابين داعش سيناء؟

الخميس، 04 مايو 2017 03:54 م
هل تنهي الترابين داعش سيناء؟
الترابين
ابتسام أبو الدهب ومحمد الشرقاوي

شهد شهر أبريل الماضي، تغييرًا جذريًا في الحالة الأمنية بشبه جزيرة سيناء خاصة في البؤر الأشد خطرًا بشمال شبه جزيرة سيناء، بعدما أعلنت القبائل السيناوية وقوفها بجوار الدولة في القضاء على تنظيم أنصار بيت المقدس الموالي لداعش.

في منتصف أبريل وبالتحديد في يوم 16، وقعت اشتباكات عنيفة بين عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس التابع لتنظيم «داعش» وقبيلة «الترابين» بقرية «البرث» في حيز مدينة الشيخ زويد، وانتهت الاشتباكات باختطاف عنصرين من التنظيم، أثناء محاولتهما الفرار من «البرث»، بعدما حاصرهم عشرات الشباب في سيارات دفع رباعي، وفتحوا عليهما النار من أسلحة نارية.

الاشتباكات جاءت بعدما نسف التنظيم منزل أحد عواقل قبيلة الترابين، بالبراميل المتفجرة، على خلفية اتهامه بمعاداة التنظيم والإبلاغ عن عناصره، في فترة تلت خلافات تضمنت حرق سيارات لأبناء القبيلة القاطنين في قرية البرث، وتفجير منزل أحد رموز القبيلة.


الترابين تساوم

أكبر القبائل السيناوية أكدت احتفاظها بالعنصريين واشترطت الإفراج عنهما مقابل الإفراج عن كافة المخطوفين لدى أنصار بيت المقدس من كافة القبائل والعائلات مقابل إطلاق 3 من أفراد التنظيم المخطوفين لديهم، وهو ما أكده الشيخ إبراهيم المنيعي، أحد عواقل قبيلة السواركة، في تدوينة له، إن قبيلة الترابينن استطاعت اختطاف 3 عناصر من تنظيم «أنصار بين المقدس» التابع لـ«داعش» في الشيخ زويد بشمال سيناء.

حاول تنظيم داعش الرد، بتنفيذ عملية انتحارية، بسيارة مفخخة ضد مدنيين ينتمون إلى قبيلة الترابين، الأمر الذي دفع القبائل للرد.


حرق الدواعش

انتقمت قبيلة الترابيين بشمال سيناء من داعشي على طريقة داعش بحرق أحد المنتمين للتنظيم الارهابي حيًا.

وحصلت «صوت الأمة» من أهالي سيناء على فيديو خاص لمشاهد الحرق والذين رووا التفاصيل حيث قالوا إن عددا من العناصر التكفيرية فخخوا سيارة استقلها أحد الانتحاريين وفجرها وسط مجموعة من السيارات التي يستقلها أبناء قبائل ترابين بجنوب رفح، ما أسفر عن مصرع شخصين وإصابة 3 آخرين منن أبناء القبائل بجانب مقتل الانتحاري قائد السيارة المفخخة وتحطم عدد من السيارات الخاصة بأبناء القبائل.

الترابين2

داعش يهدد

في 26 أبريل، بث تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي الموالي لداعش، رسالة تهديد لأهالي «قبيلة الترابين»، وذلك ردًا على انتقام عددًا من أبناء القبيلة من «داعشي» بحرقه حيًا.

وجاء نص الرسالة التي تداولتها اللجان الإليكترونية للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك وتويتر»: «إلى قبيلة الترابين.. إن الحرب لم تبدأ بعد ولسترون أكثر من ذلك والباقي أدهى وأمر، لقد فتحتم على أنفسكم بابًا لن تستطيعوا أن تغلقوه إن ما ترونه الآن ليس إلا البداية».

وتابعت: «لقد عذرنا إلى الله عز وجل فيكم أكثر من مرة ولكنكم لا تفهمون ولا تتدبرون فانتظرو منا ما تحذرون ووالله الذى لا إله غيره لقد جئناكم برجال يحبون الموت كما تحبون أنتم الحياة فلا تظنون أن سكوتنا عنكم لضعف ولعلكم تنتهون».

 

تهديد داعش.

اتحاد القبائل  

في 29 أبريل، دعت قبيلة «الترابين» في بيان لها جميع القبائل للاتحاد من أجل مواجهة خطر الإرهاب الذى يهدد الوطن، وأكدت القبيلة، على أنهم ليسوا بعاجزين عن الرد بقوة على دعاة التخريب من الإرهابيين والمتطرفين، وأن علاقة القبائل البدوية فى محافظة شمال سيناء علاقة دين ووطن ودم، لن تسقطهاا الأقنعة والبنادق المأجورة، أو أى جهات خارجية شغلها الشاغل تنفيذ مخططات أعداء الدولة المصرية.

 

وفور الإعلان قبيلة الترابين خوض المعركة ضد التكفيريين، استجابت 4 قبائل و6 عائلات لتلك المبادرة المصيرية لمواجهة التكفيريين، وتم عقد اجتماعات بين رموز من قبائل السواركة والرميلات والتياها والفواخرية و6 عائلات من سكان مدينة الشيخ زويد ورفح والعريش، التقت مع رموز قبيلة الترابين، واتفقت على التوحد فيما بينها لمواجهة العناصر التكفيرية بخطط جديدة من نوعها، والتأكيد على أن المنضمين من أبناء القبائل للمجموعات التكفيرية المسلحة جميع قبائلهم وعائلاتهم منهم براءة، ومؤازرة قبيلة الترابين لمنع تسلل العناصر التكفيرية لأراضيها الكائنة برفح والشيخ زويد والحسنة ونخل، واعتبار تلك المناطق هى نقاط التقاء للقبائل فى معركتها القادمة ضد العناصر التكفيرية المسلحة.


أسر القيادات 

أعلنت قبيلة الترابين القبض على أخطر عناصر داعش الإرهابية في شمال سيناء.

 

وقالت القبيلة في بيان لها، «قامت مجموعة من شباب القبيلة ليلة أمس وفجر اليوم بعملية نوعية ناجحة في عقر التنظيم الإرهابي بمنطقة المهدية ونجع شبانة جنوب رفح أسفرت عن القبض على أحد أخطر قيادات ما يعرف ولاية سيناء التابع لتنظيم داعش الإرهابي المدعو (أسعد العمارين) 37 عاما بجنسية أجنبية،، و99 أفراد من أتباعه دون إراقة قطرة دم واحدة».

 

وأضافت القبيلة في بيانها «كان العمارين يتولى جانب الإمداد والتمويل في التنظيم الهالك، وسبق وجند كثيرين، ويحظى بمكانة كبيرة عندهم، وهو صهر القيادي الإرهابي شادي المنيعي (زوج أخته) ويقيم معهم منذ أكثر من 4 سنوات، ويتمتع في تحركاته بحراسات مشددة من قبل الإرهابين، ولكن رجالنا كانوا لهم بالمرصاد وحين دخل وكره الآمن كانت المفاجأة».

 

هل ينتهي «داعش سيناء»؟

تشهد سيناء الفترة الأخيرة تصاعد حدة التوترات والاشتباكات العنيفة بين قبائل المنطقة وتنظيم ولاية سيناء التابع للتنظيم الإرهابي داعش، جنوب مدينة رفح، مما دفع القوات الأمنية تشن حملات عسكرية موسعة ضد الجماعات المسلحة في سيناء، وانضمت لهم مؤخراً قبيلة الترابين (أحد أكبر القبائل في شمال سيناء)، التي نادت بتوحيد الجهود لمواجهة خطر الإرهاب.

وتعمل قبيلة الترابين على تصفية العناصر الإرهابية، سواء بالخطف والقتل أو الحرق، كا آخرها اليومين السابقين، ففي يوم الثلاثاء الماضي، أعلنت القبيلة عن قتلها ثمانية عناصر من واحتجاز ثلاثة آخرون، حسب ما ذكر المتحدث باسم القبيلة، الشيخ موسى الدلح. كما أسرت القبيلة، أمس، 10 عناصر إرهابية من داعش.

موسى الدلح
 

وعلى الجانب الآخر يهاجم داعش القبيلة بسبب تعاونها مع الجيش المصري والقوى الأمنية، بالإضافة إلى نشاطها في تجارة السجائر التي يراها التنظيم المتشدد محرمة ولا يجوز التجارة بها، حسب ما ذكر موقع روسيا اليوم.

وتلك الصدامات المسلحة بين العناصر الإرهابية وقبيلة الترابين أسفرت عن مقتل نحو 27 داعشي، واختطاف 15، ومقتل 7 من أبناء القبيلة .

والعداء المتواجد على أرض سيناء لا يقتصر فقط على قبيلة الترابين إنما القبائل الأخرى أيضاً مثل قبيلة الفواخرية، التي اختُطف زعيمها الشيخ حمدي جودة على يد داعش، حسبما ذكر مقال كتبه المحلل السياسي الإسرائيلي يوني بن مناحيم في موقع نيوز وان العبري.

والمقال الذي نُشر بعنوان «داعش يتورط في سيناء»، يشير إلى أن التنظيم الإرهابي على وشك الهزيمة بعدما زادت فرص الجيش المصري في الانتصار بعدما توحدت القبائل البدوية وانضمت لمساعدته.

وأضاف المقال، كان الجيش المصري يواجه مشكلة رئيسية في عملياته العسكرية ضد داعش، وهي عدم وجود معلومات استخبارية دقيقة عن أماكن عناصر التنظيم، ولكن الأمر سيتم حله بمساعدة القبائل ولاسيما قبيلة الترابين.


الحل في يد القبائل

الباحث في شئون الحركات الإسلامية مصطفى زهران، أكد في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، على أن القضاء على البؤر الإرهابية في سيناء يأتي بإعادة الدولة لهيبة القبائل ومشاركتها لصناع القرار، حتى تخلق من قبلهم صحوات سياسية تقف بشدة أمام المد المسلح في شبه جزيرة سيناء.

يضيف الباحث أن لسيناء طبيعة خاصة يجب على الدولة المصرية مراعاتها، فلا يمكن القفز فوق المكون الاجتماعي وغض الطرف عن نسق متجذر في هذه البنية تلعب «العشيرة والقبيلة» دورًا كبيرا في استقراره وتثبيت دعائمه.

وتابع أن الاقتصار على الحل الخارجي  - الذي لا يراعي ديمغرافية وسيكولوجية المكان من خلال تفعيل الممارسة الأمنية فحسب، ودون أن يكون الحل من داخل المكون القبائلي والعشائري ذاته - سيدفع نحو تضخم الحالة الجهادية المسلحة هناك، وخلق مجموعات ثأرية غير منظمة بدافع المظلومية تتقاطع أهدافها ومصالحها مع الأخرى الجهادية المنظمة، مما ستنتج عنه مشاهد كارثية لن تقف صورها عند حادثة سيناء الأخيرة.

واستشهد بتجربة الصحوات في العراق، أكمل: لقد نجحت الصحوات التي تكونت من القبائل العراقية السنية عام 2007 عقب صعود تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، وأدت دورًا مهمًا وقويًا في ارتداد هذا التنظيم إلى الوراء، قبل أن تعود على هيئتها الداعشية الحالية، بعدما استفحلت معطيات جديدة كرست لقدومها مجددًا واتشاحها بثياب أكثر تطرفًا.

الترابين
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق