هل يجعل «بن سلمان» من مدينة «جازان» دبي جديدة؟

خطف الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، الأضواء مبكرا، خلال حواره مع الإعلامي السعودي داوود الشريان، وبدوره استعرض عدد من الملفات الاقتصادية للمملكة، وإعادة هيكلة بعض القطاعات، مما برز طموحه الاستثماري برؤية 2030، وظهر ذلك جليا حين أختار مدينة جازان لضخ الاستثمارات المختلفة فيها، من خلال صندوق الاستثمارات العامة، فهل يستطيع بن سلمان أن يجعل من المدينة دبي جديدة؟.

مدينة جازان

تطل مدينة جازان على ساحل البحر الأحمر من الجهة الغربية للملكة، وتبلغ مساحتها الإجمالية 13 ألف كلم، وتبعد عن جزر فرسان بمسافة 45 كم، وتضم المدينة مطار الملك عبد الله الإقليمي، بلا شك أن حديث بن سلمان عن «جازان» تكشف عن نواياه لجعل المدينة منطقة استثمارية ضخمة تضاهي قوة دبي، بل من الممكن أن تسحب البساط منها.

لي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان

وأكد الأمير محمد بن سلمان، أن المملكة لم تعتمد على استثمار البحر الأحمر بشكل أساسي كمورد مهم خلال الفترة الماضية، خصوصا أن نسبة كبيرة من التجارة العالمية تتجاوز الــ«15%» تمر على البحر الأحمر، مما دفعه القول أن الاستثمار الساحلي يساوي صفر خدمات من المملكة، وبالتالي بادر بالتنسيق مع دول كبري أبرزها الصين من خلال مبادرة ضخمة لتأسيس مدينة صناعة بــ«جازان».

ويسعى «بن سلمان» إلى زيادة موارد صندوق الاستثمارات العامة، والتقليل من شراء الصفقات العسكرية، من أجل الاستثمار والتنمية، حيث أكد خلال لقاءه علي التليفزيون السعودي، أن حجم إنفاق السعودية خارجيا بلغ 230 مليار دولار سنويا، في حين بلغ الإنفاق العسكري وحده نحو 60 مليار، مما أضطر إلى بيع جزئي لشركة «أرامكو» للبترول السعودية، بقيمة 100 مليار دولار ووضعه في خزينة الصندوق، للبدء في تنفيذ رؤية 2030.

تمثل مدينة «جازان» المطلة على ساحل البحر الأحمر أهمية إستراتيجية قوية، يجعلها تنافس دبي بقوة بل سيجعل دورها ثانويا، يأتي ذلك تزامنا مع الرغبة الملحة لولي ولي العهد، في تطوير الموانئ السعودية على البحر الأحمر، وتأسيس مدن صناعية صغيرة بــ«جازان» خصوصا أن صادرات دول الخليج إلى أوروبا ستقطع مسافات طويلة، تمتد من الخليج العربي إلى مضيق هرمز إلى بحر العرب إلى باب المندب إلى البحر الأحمر مما يشكل تكلفة ومخاطر أمنية فجاء دور المدينة المستقبلية.

دبي

تطل على ساحل الخليج العربي، وهي واحدة من الإمارات التي تشكل الدولة، وتبلغ مساحتها 4 الالآف كلم، وهي وجهة اقتصادية استثمارية ضخمة، بسبب عدم اقتصار اعتمادها علي النفط فحسب،  بل لرغبة مسئوليها في تنويع موارد الاقتصاد، وجعلها منطقة تجارة حرة، مما حولها إلى مركز عالمي للتجارة والاستثمار والسياحة.

موضوعات متعلقة

محمد بن سلمان.. الخليفة القادم (بروفايل)