موسيقار الأجيال بين سطور الفن..
تبناه أحمد شوقى ومنحه السادات رتبة عسكرية وطردته منيرة المهدية من أوبريت كليوباترا
الخميس، 04 مايو 2017 11:00 صكتبت هند محمود
استطاع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب أن يحفر بأنامله العازفة مكانة بين جيل لم ينجب إلا عباقرة فى عالم الغناء، وأذن تعرف من أين تأتى النوت، ليصبح واحدا من أعلام الموسيقى العربية، وفى ذكرى وفاته نخلده بتسليط الضوء على مراحل فى حياته استطاعت أن تبرز بصمته فى التاريخ الفنى.
علاقته بأحمد شوقى:
فى طفولته ألتحق عبد الوهاب بفرقة عبد الرحمن رشدى التى سمحت له بالغناء، وفى إحدى العروض كان الشاعر أحمد شوقى جالسا بين صفوف المستمعين وبمجرد سماعه لعبد الوهاب قام متوجها إلى حكمدار القاهرة الإنجليزى يطالبه بمنع محمد عبد الوهاب من الغناء بسبب صغر سنه، ونظرا لعدم وجود قانون يمنع الغناء أًخذ تعهد على الفرقة بعدم عمل عبد الوهاب معهم.
وفى عام 1924 أقيم حفل بأحد كازينوهات الإسكندرية أحياه محمد عبد الوهاب وحضره رجال من الدولة والعديد من المشاهير منهم أحمد شوقى الذى طلب لقاء عبد الوهاب بعد انتهاء الحفل، ولم ينس عبد الوهاب مافعله شوقى معه فى صغره، وذكره به إلا أن شوقى أكد له أنه فعل ذلك خوفا على صحته.
ومنذ تلك المقابلة تبنى شوقى موهبة عبد الوهاب، وتعتبر السنوات السبع التى قضاها عبد الوهاب مع أحمد شوقى من أهم مراحل حياته، حيث اعتبره مثله الأعلى وقد سعى شوقى لتعليم عبد الوهاب الكثير من الأشياء، فقد كان يتدخل فى تفاصيل حياته وعلمه طريقة الكلام والأكل والشراب كما أحضر له مدرس لتعليمه اللغة الفرنسية، وبدأ نجم محمد عبد الوهاب يبزغ وقد قدمه أحمد شوقى فى جميع الحفلات التى كان يذهب إليها وإلى رجال الصحافة السياسة أيضا.
تعرض عبد الوهاب للهجوم:
تعرض عبد الوهاب لهجوم من المطربين الذين تخوفوا من شهرته، مثل منيرة المهدية التى طردته من أوبريت كليوباترا .
قدم عبد الوهاب العديد من الألحان الموسيقية ذات الطابع العربى الأصيل، مثل دعاء الشرق وعندما يأتى المساء، إلا أنه إتهم "بتغريب" الموسيقى العربية، ورغم أنه قدم العديد من الإيقاعات الغربية إلى الموسيقى، إلا أنه قدم ذلك فى إطار الأشكال المعروفة للأغنية العربية مثل الطقطوقة والمونولوج الغنائى، وأيضا القصيدة.
منح السادات رتبة عسكرية لعبد الوهاب:
فى السبعينات قام الرئيس السادات بعمل تعديلات سياسية بدأت من تغيير اسم الدولة وشكل العلم ووضع دستور جديد يحمل الشعارات الجديدة، ورأى السادات فى حركته التغيرية ضرورة انتقاء لحن جديد للسلام الوطنى يتماشى مع هذه التغيرات، فاختار محمد عبد الوهاب ليضع نشيد وطنى جديد لمصر، فرح عبد الوهاب بهذا التكليف خاصة وأن السادات منحه رتبة عسكرية فخرية هى رتبة لواء، وقد اشترط السادات أن يعيد عبد الوهاب صياغة نشيد مصر الأول "بلادى بلادى" لسيد درويش.
يذكر أن السادات وضع فرقة الموسيقى العسكرية المصرية تحت إمرة عبد الوهاب الذى استطاع توحيد أبناء أمته من خلال إعادة توزيع النشيد بعد نصف قرن من رحيل صاحبه الفنان سيد درويش، ويقود محمد عبد الوهاب الموسيقى العسكرية وهو فى زيه العسكرى ليعزف نشيد بلادى لأول مرة فى التاريخ ويتحول من نشيد شعبى إلى رسمى.