في محبة إبراهيم رجب
الإثنين، 01 مايو 2017 11:34 م
الشعر والشعراء هما من جمع الاثنين.. فالشيخ سيد مكاوي ضرير كما تعلمون ولا مفر من قارئ للإشعار حتى يقوم بصياغتها لحنا.
تشبث الواعد بالفرصة و تتلمذ على يد الشيخ شعرا و موسيقى و لقد كانت صداقته للشيخ فاتحة كاشفة، فإلى جوار أوتار الشيخ و نغماته طالع الكثير مما كتبه الشعراء فاحتفى بالكلمة أولا قبل أن تستحيل على أوتاره نغما و كذا أيضا كان لصداقته بصلاح جاهين منذ البدايات دورا كبيرا، فجاهين صاحب الصورة الآسرة (واللي هيهرب من الميدان عمره ما هيبان في الصورة) شغله الغناء الجماعي وعلى إثر ذلك اتخذ صاحبنا من الميدان مسرىً و معراجا، حيث معلمه الأول الشيخ سيد درويش فلقد أدرك على يديه أن الغناء الجماعي هو الوقود.
اتخذ منه عقيدة و حافظ عليها طوال رحلته - انظر إلى استخدامه للكورال حتى في ما لحن من أغنيات فردية.. لكن الغناء الجماعي يظل حلما وهما وبضاعة.. تعرفتُ بموسيقى الرجل في أول مرة لي على مسرح السلام في العام 83 84 وسط كتيبة من الموهوبين تفرقوا تباعا (يا قله العطشان يا بلدنا) ساهم هذا اللحن البديع في تشكيل وجداني ووجدان الكثيرين تجاه الوطن بل قل كان النواة. وأصبحت موسيقى الرجل وألحانه قبلة لنا منذ ذالك اليوم.
عن إبراهيم رجب الحي أتحدث صاحب التيمات الآسرة، المعجون بالفولكلور الشعبي و الشغوف لنداءات بائعيه (لما تقرب هاله قولولها رشي الضلة و ماتحماشي إلا غزال البر صابح ماشي) ملحن البسطاء- الطيبون- ملح الأرض... رغم الظلم الشديد و الغبن الأشد ضراوة يقف إبراهيم رجب ثالث ثلاثه احتفوا بالموسيقى المصرية الخالصة (سيد درويش- بليغ حمدي) و على كثره تعاونه مع العظام ك حداد- جاهين- الأبنودي- حجاب، وصولا إلى محمد العجمي إلا أننى بداخلي يقين لا يتزعزع أن المطرب الفرد ممثلا في شخص عبد الحليم حافظ ساهم كثيرا في غبن الرجل و ظلمه رغم تعاونهما في لحن أو اثنين و تلك حكاية ربما أفردت لها كتابة أخرى.
من منا لا يضبط روحه وقد تلبست بصوت العندليب الأخضر ماهر العطار في الأغنية الرائعة و الشهيرة (ياما زقزق القمري على ورق الليمون، أو أنا عايز صبية لـ محرم فؤاد).
أعرف أن سطوري لن توفي مبدعا كهذا حقه ولن تعدل وزنه الحقيقي و لا يتسع المجال لذكر أعماله، مسرحيه كانت أو تليفزيونية فمما لا شك فيه أنها لم تزل في علبها أو سربها عمال ماسبيرو إلى حيث البعيد.
أكتب عن المبدع الحي بأعماله و موسيقاه و شراكته في الهم العام مستعيرا قولته الشهيرة الغناء الجماعي (ظهير الغلابة).. بحق نحتاج لأكثر من إبراهيم رجب لنتوحد و نصير جماعه بحق نتشارك الأفراح والاتراح و العمل كي تستفيق هذه البلد من سباتها ومن ثم تقف على قدميها.
فلا أمة عظيمة دون موسيقى تدل عليها.. إبراهيم رجب الحي و الراسخ في الوجدان.. والذي وضعته دوله بكاملها في علبة من قطيفة لابد أن يخرج إلى النور.. وأقصد هنا بالدولة وزارة الثقافة.. وأصحاب ماسبيرو.. والعاملين عليهما.
من منا لا يسمع وجيب قلبه بأذنيه وحمام يبكي السويس في عزة ومهابة.. أو في رائعته والله لبكرة يطلع النهار يا خال.. كلمات الأبنودي والتي كانت نشيدا قوميا في ثورة يناير العظيمة.. الأمثلة كثيرة في حبه للوطن وانشغاله به «يا بلدنا لاتنامي. والتي نتغنى بها جميعا. مع أنها كانت سببا مباشرا في اتساع الهوة بين الرجل والمطرب الفرد.. على حد قول صاحبها «قد فقدت حماسها المنتظر».
لم يكن إبراهيم رجب ملحنا وفقط، بل كان ملهما «للكثيرين علي الدرب منهم حمدي رؤوف علي سبيل المثال لا حصرا. وربما جيلي بكامله أيضا.
إبراهيم رجب لمرة أخري ثالث ثلاثة كان شاغلهم الأكبر هو الموسيقي المصرية الخالصة والتي يغنيها البسطاء في النجوع والكفور.. بطول مصر وعرضها.. والتي بها وحدها نستطيع المقاومة في ظل العبث والعته الذين نغط فيهما ليل نهار.
وسلاما علي المغبونين أحياء