المليشيات السورية.. «مسكوا في بعض وسابوا بشار»
الإثنين، 01 مايو 2017 08:19 م
اقتحم مسلحو جيش الإسلام أحد أكبر الميليشيات السورية منزل أمير «هيئة تحرير الشام» في الغوطة الشرقية أبو عاصم العبداني، في محاولة لاعتقاله، ضمن القتال الدائر في المنطقة السورية بين مسلحي الجبهتين، أصيبت زوجته بالرصاص.
ونشرت مواقع سورية أن القتال يتواصل بين «جيش الإسلام» من جهة، و«جبهة فتح الشام» و«فيلق الرحمن» من جهة أخرى في محور بلدة «حزة» بـ«الغوطة الشرقية» شرقي العاصمة «دمشق»، باستخدام القذائف والأسلحة الثقيلة.
البداية
بدأت الاشتباكات العنيفة بين الفريقين الجمعة الماضية، اليوم الذي صادف الذكرى السنوية الأولى لمعارك العام السابق بين نفس الفصائل، التي انهزم فيها «جيش الإسلام»، وكأنها محاولة للثأر.
وأعلن جيش الإسلام بدء هجومه للقضاء على فصيل «هيئة تحرير الشام» الذي تمثل جبهة فتح الشام - النصرة سابقًا أكبر فصائله- في الغوطة الشرقية، التي تعد أكبر تجمع لمقاتلي الهيئة.
وتركزت المواجهات في عدة بلدات يتواجد فيها مقاتلو «تحرير الشام»، وتمكن جيش الإسلام من إحكام سيطرته على مدينة «عربين وحزة» وسط انهيارات كبيرة في صفوف مقاتلي «هيئة تحرير الشام».
وفي بيان لجيش الإسلام نشره محمد علوش رئيس المكتب السياسي، قال إن الهجوم جاء ردًا على قيام «فتح الشام» التي يرأسها أبو محمد الجولاني، بالاعتداء على رتل مؤازرة لـ«جيش الإسلام» متوجه إلى أحياء دمشق الشرقية لقتال قوات الجيش السوري.
جيش الإسلام
شيوخ الميليشيات
استجابة لبيان طالب فيه «جيش الإسلام»، فإن هناك العشرات من مقاتلي الهيئة سلموا أسلحتهم في ظل الهزائم التي تتعرض لها الهيئة، كما تزامن ذلك مع عدة فتاوى أصدرتها قيادات شرعية بتلك الميليشيات وصفوا فيها جبهة الجولاني بالخوارج، وأنه يجب قتالها، فقد اعتبر أسامة الرفاعي رئيس ما يسمى «المجلس الإسلامي السوري»، في كلمة له «النصرة فصيلًا مارقًا ودعا المنتسبين إليها أن ينشقوا عنها وعن قائدها الخارجي».
لم يقتصر تدخل شيوخ بفتاويهم في المعارك الدائرة، بل دعا أبو محمود الفلسطيني أكبر رجال تيار «السلفية الجهادية» جبهة فتح الشام، لفتح الجبهات في الشمال إنقاذًا لمقاتليها في «الغوطة».
مقاتلو فتح الشام
الاشتباكات تتوسع
وأفادت مواقع سورية أن مقاتلي جيش الإسلام نجحوا في طرد مقاتلي «فتح الشام» من نسبة 70 % من الغوطة الشرقية.
وفي الوقت الذي تتصارع فيه الميليشيات القاعدية في الغوطة الشرقية، فإن جبهة فتح الشام، دفعت بأرتال عسكرية إلى الشمال السوري والمتاخم للحدود التركية، حيث مناطق سيطرة «جيش الإسلام»، الأمر الذي دفع فصيل «أحرار الشام» أكبر الميليشيات السورية، إلى إعلان الاستنفار بالمنطقة لمنع أي اصطدام في تلك المناطق.
الأمر ازداد سوءًا بمقتل القائد العسكري لتنظيم «فيلق الرحمن» في الغوطة الشرقية، وهو أحد قيادات الهيئة، غير أن قيادات جيش الإسلام خاطبت ميليشيا الفيلق بأنه ليس هناك صدام معها وأنه من الواجب الانحياز للجيش.
معارك في سوريا - أرشيفية
وثيقة حرب
ونشر محمد علوش رئيس المكتب السياسي لجيش الإسلام، على حساه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، نصت على خطة تحركات جبهة فتح الشام ضد جيش الإسلام إضافة إلى تسويق الأعمال الانتحارية التي تنفذها فتح الشام على أنها من صنيعة داعش.
صراع إقليمي
مواقع سورية قالت إن اتفاق المدن الأربع الذي أشرفت عليه «قطر»، أثار مخاوف «جيش الإسلام» خشية أن يصبح صيغة مقبولة يجري العمل على استنساخها لحل ملف الغوطة الشرقية.
وتضيف المواقع أن الجهات الدولية الداعمة لجيش الإسلام، لديها رغبة في امتلاك ورقة قوة قرب العاصمة، ورغبة جيش الإسلام بتقديم أوراق اعتماد دولية بأنه فصيل يحارب «الإرهاب» وله حق التفاوض في أي اجتماعات تعقد بخصوص الأزمة السورية وأهمها مفاوضات «آستانة».
قادة جيش الاسلام في مؤتمر الاستانة
الجيش السوري يتقدم
من المؤكد أن تلك الاشتباكات بين الميليشيات المتصارعة تصب جميعها في صالح الجيش السوري، وهو ما كشف عنه تقرير مركز الدفاع الوطني السوري، بأن هناك تقدم ملحوظ أحرزته قوات الجيش في حي «القابون» من الجهة الجنوبية، وتعتبر هذه المدرسة معقلًا مهمًا لـ«جبهة النصرة».
وقال المرصد السوري في بيان له إن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش السوري والمسلحين في محور حي تشرين وأنّ الجيش قصف مناطق في الحي صباح الاثنين بأكثر من 10 صواريخ.
الجيش السوري