عن ملهمتى جابرييلا أندرسن
الأحد، 30 أبريل 2017 07:24 ممدحت جاد الكريم
الزمان: 5 أغسطس 1984
المكان: ليس مهما
كانت نتيجة الثانوية العامة قد ظهرت، حصل الطالب المتفوق دائما على 60% بالكاد.
تبخر حلمه بالالتحاق بكلية الهندسة وألقاه مكتب التنسيق على كلية الآداب قسم اجتماع.
أحس بالمرارة والانكسار والخزى أمام أبيه الذى كان يفخر به وأمام الجميع.
فكر فى إعادة السنة من المنزل وتردد فى ذلك، خصوصا وقد عارضه الجميع ونصحوه أن يرضى بقدره.
فى ذلك اليوم شاهد جابرييلا أندرسن تشيس العداءة السويسرية ذات الثمانية والثلاثين عاماً وهى تشارك فى الدورة الأوليمبية المقامة فى لوس آنجلوس.
كان السباق يقترب من نهايته، سباق ماراثون زمنه حوالى ساعتين ونصف الساعة كان السباق قد حسم وعرف الجميع أصحاب المراكز الثلاثة الأولى.
فجأة انتقلت الكاميرا لتصور جابرييلا خارج الاستاد وهى تجر قدمها جراً وتترنح يمنة ويسرى، كما لو كانت سكرى أو زومبى يتجول، الحقيقة أنها لم تكن كذلك لقد أصيبت بجفاف فى عضلات الساق نتيجة الحرارة كانت فى آخر أربعمائة متر.
تقضى قواعد اللعبة أنها لو لامست أحدا ولو بغرض المساعدة الطبية أو وقفت أو جلست للراحة فستخرج من السباق!
واصلت جابرييلا المشى وليس العدو، فذلك كان أقصى ما تستطيع الارهاق كان باديا عليها والتحكم فى العضلات معدوم، وهو ما يفقدها التحكم فى الاتجاه كذلك.
كانت صعوبة بالغة ولكنها ما أن دخلت الاستاد حتى وقف الثمانون ألف متفرج يصفقون لها واستمرت جابرييلا ووصلت إلى خط النهاية من الصعب جدا أن يتذكر من شاهد السباق أن يذكر من فاز به لكن لا أظن أن جابرييلا سوف تنسى. الطالب المتردد أخذ قراره فى تلك اللحظة وأعاد الثانوية وكلما أحس بتعب أو ملل أو وهنت عزيمته قفزت إلى مخيلته جابرييلا تأخذ بيده وتزيح عنه الكسل.
ونجح الطالب وحصل على 72% ولم يدخل كلية الهندسة، ولكنه رد اعتباره أمام الجميع.
جابرييلا ذلك الطالب لن ينساك ما حيا.
مدير حسابات