عايز واحدة تهزأنى تهزأنى تهزأنى
الأحد، 30 أبريل 2017 07:13 م
جلست أنتظر تلك المرأة التى ضربت لها موعدا بأحد الفنادق الكبرى بوسط المدينة، أدخن سيجارة وراء أخرى ويسرح خيالى فيها وقد طالت أظافرها المطلية بالأحمر النارى لتنغرس فى لحمى وتخرج وهى تقطر بالدم، أستعد لشهوة كبيرة ولذة ما بعدها لذة، لابد أنها ستوافق على عرضى.
بعد لحظات تصل ونتناول القهوة سويا، ثم أفاتحها فى الموضوع فيبدو من أحاديثنا التى استمرت طوال أسبوع على الشات أنها «متودكة» وفاهمة، ربما على الأقل تعلم أننى أرغب فيها جنسيا وهى بداية طيبة لكى أفاتحها فيما أريده من شكل لعلاقتنا الجنسية، تخيلتها وهى تجلد ظهرى العارى بحزامى الجلدى، كنت أتأوه بلذة لم تستطع زوجتى على مدى عامين من زواجنا أن تتفهمها.
ميولى كرجل ماسوشى كثيرا ما ألمحت لها ولم أستطع التصريح
فحكايتى يا سيدتى تبدأ منذ الطفولة وسأرويها بكل أمانة:
ولدت فى أسرة جيدة ماديا، حيث إن والدى طبيب ووالدتى مدرسة محترمة ومربية أجيال، وكانت هنالك مشاكل بين والدى، ولكن لم تكن مشاكل صعبة، إلى أن أصبح عمرى عشرة أعوام، بدأت تظهر لدى تخيلات ماسوشية، مثلاً أن أهلى سافروا، وأنى أعمل خادما عند جيرانى، وأن بنتهم تذيقنى أشد المهانات، وأستمتع بهذه التخيلات، إلى أن وصلت البلوغ، فتنامت التخيلات أكثر فأكثر، حتى وصلت لدى أن أتخيل بأنى أشرب البول، وفى الوقت نفسه كنت أثار جدا إذا نظرت إلى امرأة بالملابس الداخلية فقط، ولكن هذا الشعور سرعان ما اندثر، وكنت أقبل الملابس الداخلية، إلى أن نفرت من هذه العادة، وكنت أحيانا أدلك أقدام أصدقائى، فأشعر بشهوة بالغة، ولكنى وحتى بلغت الـ18 سنة، لم أكن أعلم أن هذه التخيلات مرض، ولم أكن أعرف كيف يتم الزواج! وبعد أن علمت كيف يتم الزواج، فوجئت كثيرا، حيث إننى لم أجد الشهوة الكافية لإتمام العادة السرية بالتخيلات الطبيعية، أنهيت دراستى بتفوق فأنا حريص علی دراستى ومستقبلى، وأيضا خطبت ابنة عمتى، ولكنى ظللت متوترا جدا من الجماع، إلى أن جاءت ليلة الدخلة وتم الموضوع على خير وسعدت زوجتى بى، ولكنى لم أشعر بالسعادة الجارفة التى كانت تمنحنى إياها تخيلاتى العنيفة الماسوشية.
حاولت أن أفتح حوارا مع زوجتى التى أحببتها كثيرا وتعلقت بها لحنانها وعقلها الراجح، فهى فى الحياة العادية بعيدا عن السرير امرأة رقيقة حالمة، وهو ما أريده فى الحياة اليومية، لكنى لا أريده على السرير، فهناك أحب أن أعذب وأهان كما أرى فى الأفلام الإباحية، أحب أن تلسعنى زوجتى بالسيجار وتربط يدى وراء ظهرى وتعضنى، أحب أن تضربنى بالحذاء، أتمنى أن تشعرنى أننى عبدها ولو لدقائق معدودة، لكنى أخشى الفضيحة، أخاف أن أنزل من نظرها أو أن تنشر الموضوع فى العائلة، لذلك لجأت إلى مشاهدة أفلام جنسية أصحابها مثلى ماسوشيون ولجأت إلى مصادقة نساء ساديات أتعرف عليهن ليشبعن رغبتى فأحظى بسعادة بالغة، لكننى أتعذب أولا بسبب اقتراف الحرام، وثانيا لأننى أخون زوجتى العفيفة الجميلة التى لو بحثت عن مثلها شرقا وغربا لما وجدت.
سيدتى أكره نفسى بعد كل ممارسة جنسية مع امرأة غير زوجتى، بل أكاد أنتحر لولا أنها أنجبت لى مؤخرا طفلا كالقمر.
لا أريد أن أستمر فيما أنا عليه، وأتمنى من الله أن يرحمنى إما بالعلاج أو الموت.
ذهبت إلی طبيب نفسى، ولكنه لم يتفهم الحالة، فأحبطنى جدا، فأرجو أن تصفى لى خطوات وأدوية أتبعها، لكى أتخلص من المرض، لأنه أرهقنى جدا، واستحوذ علی تفكيرى.
أرجو أن تعطينى بعض النصائح حتى أطبقها الآن، لأنه لا يوجد طبيب نفسى متمكن فى مدينتى، فأنا من خارج القاهرة.
المعذب ز.عبد الله
عزيزى ز
تصنّف الماسوشية «Massochism» فى جملة الاضطرابات النفسية المتعلقة بالانجذاب الجنسى غير الطبيعى، حيث يثار المصاب جنسيا من خلال تعريضه للتعذيب المادى أو النفسى، أو الإهانة، أو عندما يعرّض نفسه لمثل هذه الأعمال، ويمكن أن تكون هذه الأعمال فى الواقع أو الخيال، كما يحدث معك.
بعض هؤلاء يمكن أن ينجذب للجنس الآخر، أو لنفس جنسه، وعندما يكون عنده اضطراب ثنائى، انجذاب غير طبيعى مع الشذوذ الجنسى، والغالب أن ينشأ هذا الميل فى سن مبكرة.
ونحمد الله أنك مصاب بالماسوشية تجاه الجنس الآخر، وليس نفس الجنس، فلدينا مشكلة واحدة.
وليس هناك اتفاق على أسباب هذا الانحراف، إلا أن المقبول أنه سلوك مُتعلم مُكتسب، ومن المعروف أن الاستمرار فى هذه الممارسات فى الواقع أو الخيال يؤدى مع الوقت إلى تأصل هذا الميل، مما يجعل تغييره صعبا.
ومن النظريات: أن المصاب ربما تعرض فى الماضى لسوء المعاملة الجنسية أو الجسدية، والتى ترافقت بالإثارة الجنسية، مما يجعله يطلبها من بعد، وأن صاحب هذا الانحراف إنما يقوم به هروبا من الواقع من حوله.
نعم العلاج ممكن، إلا أن تغيير وتعديل هذا الميل وهذه الرغبة ليس بالأمر السهل، والأمر أسهل عندما لا يصل الأمر لمرحلة الممارسة، وعندما يدرك الشاب بأنه على خطأ، وأنه يرفض الاستسلام لهذا التوجه المكتسب والمُتعلّم، ويرغب بالتغيير كما يبدو من سؤالك، ولله الحمد.
اطمئن، فسوف يخفّ عندك هذا الميل، ما دمت أنت تريد هذا وحريصا عليه، ومادمت تريد أن تبتعد عن الاستسلام لهذه الأفكار والخيالات، كما ترى أن فى خيانتك لزوجتك جرم عظيم، ولكن عليك أن تثابر على الرغبة فى ترك هذا والابتعاد عنه، وخاصة مع وجود الزوجة المتفهمة، التى تعينك على الممارسة الزوجية المرضية لكليكما، يمكنك أن تفاتحها بشكل عقلانى بأنك فى حاجة إلى زيارة مستشار علاقات زوجية فى القاهرة وقد أدبر لكما موعدا مع واحد من الأطباء النفسيين المهتمين بالعلاقات الزوجية.
وفى هذه الحالة قد يستطيع الطبيب التقريب بينكما فتتفهم هى حالتك وتساعدك على العلاج مع ضمان سرية الأمر عندما تعلم أنه اضطراب نفسى يحتاج لعلاج.
ومما يعين كثيرا: الابتعاد عما يمكن أن يثير هذه الرغبة من الميل، عن طريق تقليل الخيالات، وعدم الاسترسال معها، أو عن طريق الابتعاد عن صور الإنترنت وعلاقاته التى قد تدمر حياتك وسمعتك وغيرها، فهذه الخيالات والصور والعلاقات كلها لا تساعد على التخلص من هذا التوجه وهذه الرغبة، وإنما تزيدها شدة.
وأخيرًا: اعتبر نفسك مدخنا شرها يعانى حب السجائر وخطورتها وانتظر من الطبيب أن يضع يدك على أصل الداء ويعينك على تجاوز الأمر.