سامح حمودة.. المفصول صاحب الفتاوى الشاذة
الثلاثاء، 02 مايو 2017 01:00 م رضا عوض
فتوى شاذة من فتاواه التى تنهال بشكل يومى كانت سببا فى طرد سامح حمودة من حزب النور، بعد أن أفتى بعدم جواز تعيين المرأة فى المناصب القيادية، وأن تعيينها مخالف للشريعة الإسلامية، تعليقا على تعيين الدكتورة نادية عبده، كمحافظ للبحيرة وهو ما استدعى قيام حزب النور بإصدار بيان بفصله نهائيا من الحزب.
وجاء فى نص قرار فصل «حمودة»: « بعد الإطلاع على اللائحة الداخلية للحزب وبعد الإطلاع على مذكرة اللجنة المركزية لشئون العضوية بالإضافة إلى التحقيق مع سامح عبدالحميد مليجى حمودة، وبعد أخذ رأى الهيئة العليا للحزب قررنا الآتى: «المادة الأولى فصل الأستاذ سامح عبدالحميد مليجى حمودة من عضوية الحزب اعتبارا من تاريخ القرار».
التصريح الغريب أثار حالة من الغضب فى الأوساط الشعبية، وهو ما أدى إلى حدوث اجتماع سريع لقيادات حزب النور التى قررت فصله من الحزب، ليلجأ هو إلى ساحات القضاء، قبل أن يتفرغ لإطلاق وابل وسيل من الفتاوى الشاذة الهدف منها الظهور الإعلامى فقط والتواجد فى دائرة الضوء والجدل سواء على مواقع التواصل الاجتماعى أو فى القنوات الفضائية، فكان من فتاواه الشاذة، مطالبته وزيرى التربية والتعليم والتعليم العالى بإلزام الطالبات بالحجاب والحشمة، وفصل الذكور عن الإناث فى مختلف مراحل التعليم، والاستفادة من التجربة الناجحة فى جامعة الأزهر، وذلك بتخصيص كليات للطلبة فقط وأخرى للطالبات فقط، وهو ما سيضع حلا من وجهة نظره لمشكلات التحرش فى الجامعة، بل إنه برر جريمة التحرش بفتاة الزقازيق، بأن الفتاة ملابسها ضيقة، كما تبنى مبادرة «اللى عنده بنت يحجبها» ردا على التسجيل الصوتى للمشادة التى وقعت بين أولياء أمور إحدى المدارس الخاصة لقيام تلميذ بتقبيل تلميذة فى المدرسة واعتراض والدتها.
وواصل «حمودة» فتاويه المثيرة للجدل، عندما أفتى بعدم جواز بيع الفسيخ للمحتفلين بشم النسيم حيث قال نصا: «شم النسيم هو ذكرى فرعونية ثم ارتبطت بالنصرانية والمسلمين لا يحتفلون بمثل هذه المناسبات ولا تجوز المشاركة فى هذا اليوم بأى مظهر من مظاهر الاحتفال».
لم يتوقف حمودة عند هذا الحد، بل وصل شذوذه الفكرى للإفتاء بحرمانية الاحتفال بعيد الأم، لأن أن الشريعة الإسلامية لم تذكر سوى الاحتفال بعيدى الفطر والأضحى فقط، وادعى أن جميع المؤسسات الدينية فى مصر تقيم شكليات لعيد الأم فى احتفالات تقام وتصرف عليها الأموال، ومع ذلك لم يحدد الإسلام يوما معينا لإقامة عيد للأم ولذلك فالاحتفال بعيد الأم بدعة.
وحاول الاحتكاك بوزارة الداخلية، عندما اقترح وضع كاميرات مراقبة فى ملابس زى الشرطة لمتابعة عملهم وتوثيق أى حوادث والإشراف على سيرهم وسلوكهم، أما عن الفتوى الأكثر استفزازا هى تلك الفتوى التى تطرق فيها للاحتفال بيوم اليتيم، حيث أفتى بأن الاحتفال به إثم كبير، لأن هذه الأعياد للبهرجة الفارغة، مشيرا إلى أنه رغم أن النبى - صلى الله عليه وسلم - نشأ يتيما إلا أنه لم يحتفل بيوم اليتيم، ولم يحتفل به الصحابة ولا التابعون ولا العلماء، والشرع يحضنا على المعاملة الطيبة لليتيم فقط، ولم يحضنا على عمل عيد لليتيم وكل هذه تقاليد غربية ليست من الإسلام فى شيء.
كما تطرق حمودة إلى فكرة الطلاق الشفهى حيث أكد بأن من يقولون بعدم وقوع الطلاق الشفوى لا يملكون أى دليل بل كلامهم يخالف الأدلة الصحيحة الصريحة، ويخالف الأئمة وأهل العلم مشيرا إلى أن التوثيق عند المأذون مهم ولكنه مجرد تدوين للطلاق الذى وقع بالفعل شفويا.
ولم ينس سامح حمودة فى غمار تصريحاته وفتاواه الشاذة أن يدخل فى معارك جانبية هنا وهناك حيث هاجم وزير الثقافة حلمى النمنم، وطالب بإقالته واتهمه بإهانة الأزهر مطالبا بإقالته من منصبه بسبب تصريحاته التى أكد فيها أن انتشار التعليم الأزهرى تسبب فى زيادة العنف والتطرف، كما دخل فى معركة كلامية مع الدكتور آمنة نصير عضو مجلس النواب، بعد أن طالبت بإلغاء قانون ازدراء الأديان حيث كتب تدوينة قال فيها هل مهمة آمنة نصير فى البرلمان إلغاء قانون ازدراء الدين، وإلغاء النقاب وإلغاء الختان للبنات، وادعاء أن الفقه الإسلامى أصبح ذكوريا وإعلان الحرب على السلفيين، وفى الوقت نفسه تشجع عيد الحب ومظاهر التسيب وهو ما قابلته نصير بهجوم عنيف عليه.