جهود الحكومة لإنقاذ «أهل الرصيف» تكشف عورات المجتمع.. محمود هرب من إيذاء أشقائه بعد وفاة والديه.. ونجل زينب يرفض إقامتها معه.. و«التضامن» تسعى لإنقاذ 2364 مجموعة قبل تقطيع أجساد أفرادها كـ«قطع غيار»

السبت، 29 أبريل 2017 08:00 م
جهود الحكومة لإنقاذ «أهل الرصيف» تكشف عورات المجتمع.. محمود هرب من إيذاء أشقائه بعد وفاة والديه.. ونجل زينب يرفض إقامتها معه.. و«التضامن» تسعى لإنقاذ 2364 مجموعة قبل تقطيع أجساد أفرادها كـ«قطع غيار»
سيدة مسنة تدعى محسبة محمود علي
كتب - محمد محسوب

يملئون الدروب والطرقات، يقتسمون طعامهم وشرابهم مع رفقائهم علي نفس الرصيف من القطط والكلاب، تدهسهم أقدام المارة ولا يشعر بهم أحدا، وفي أغلب الأحيان يتعرضون للخطف والاستغلال وتباع أعضاءهم كـ «قطع غيار» بعيدا عن أعين الجهات الأمنية.
 
مؤخرا ارتفعت ظاهرة «النائمون في الشارع»، وصارت أعمارهم مختلفة، فأغلب كبار السن من قاطني الشارع لجأ للرصيف بعدما طرده نجله العاق أو أحد أسرته من المنزل، أما صغار السن فالأغلبية منهم طرده والده بعدما تزوج على أمه أو بعد وفاتها، لكن السؤال في رقبة من هؤلاء وما دور الدولة في مواجهة تلك الظاهرة.
 
الحكومة بدأت مؤخرا في الإهتمام بقاطني الشارع أو من هم بلا مأوي، حيث شكلت 17 فريقا من الشباب للعمل في الوحدات المتنقلة التي تجوب الشارع في مناطق تمركز الأطفال بحيث تكون مهمتهم هي جذب الأطفال إلى الوحدة التي تتوفر فيها أنشطة غير تقليدية، ثم تسعى إلى تقديم الخدمات الأساسية العاجلة لهم، كما تسعى لدمجهم بمؤسسات الرعاية أو الأسرة، ويتكون من عدد 4 أفراد هم 2 إخصائيين وممرض ومنفذ نشاط، وشخصان لقيادة السيارة والأعمال اللوجستية والفنية وينتشر الفريق بجداول يومية محددة في 10 محافظات وفقا لخريطة للبرامج ويعمل فريق الشارع على مدار أيام الأسبوع بلا توقف، ولمدة 6 ساعات يوميًا تبدأ من السادسة مساء حتى منتصف الليل.
 
فرق الشارع تمكنت خلال الـ20 يوما الأخيرة، من رصد وإنقاذ العديد من الحالات، وما سردته تلك الحالات كشف مدي العوار الذي شهده المجتمع المصري مؤخرا، الحالة الأولى سيدة تبلغ من العمر ثلاثة وخمسين عاما مصابة بحالة نفسية وتفترش الشارع أمام مستشفى ناصر بشبرا الخيمة، تم إنقاذها بعد استقبال بلاغا بشأنها من جروب تكافل الخيري، حيث انتقل الفريق إلى السيدة المشردة وتدعى هدى، وكانت متواجدة أمام مستشفى ناصر بشبرا وتم اصطحابها إلى دار عقيلة السماع بحلوان.
 
وزارة التضامن قامت بعمل الإجراءات اللازمة لتسكينها والإهتمام بنظافتها والإطمئنان إلى استقرار حالتها في الدار، وتم تقديم الدعم والتأهيل النفسي للحالة وتوفير سبل العلاج والرعاية الصحية اللازمة لها.
 
الحالة الثانية، قصتها بدأت عندما استقبل فريق التدخل السريع اتصالا من محمد سامي صاحب جروب تكافل الخيري وأبلغ بوجود حالة لمسنة تدعى محسبة محمود علي، حيث أفاد بوجودها في الشارع وعلى الفور قام فريق التدخل السريع المركزي بالتوجه إلى السيدة المسنة واصطحابها إلى دار للمسنين وإيداعها هناك.
بيانات السيدة المسنة أفادت أنها تبلغ من العمر 84 عاما، حسب ما هو موضح بالبطاقة وليس لها أقارب وتوجه محمد سامي إلى العنوان المذكور بالبطاقة ولم يستدل على شيء.
 
أما الحالة الثالثة فهو الشاب محمود الذي نشرت قصته على مواقع التواصل الاجتماعي، وقامت الوزارة بإنقاذه وتهيئته للتأهيل النفسي اللازم بأحد مراكز الإرشاد النفسي التابعة للوزارة.
 
«محمود»، شاب في الثلاثينيات من عمره وكان يعيش في الشارع في منطقة حلمية الزيتون منذ أربع سنوات، عقب وفاة والديه وتعرضه للإيذاء على أيدي أشقائه، وعقب انتشار قصته نقل مجموعة من المتطوعين، الشاب إلى دار بسمة بالزقازيق لرعايته، وانتقل فريق التدخل السريع المحلي بالزقازيق، إلى الدار للاطمئنان على حالة الشاب.
الحالة الرابعة، طفلًا يبلغ من العمر 12عامًا، أنقذته الوزارة حيث تحرك فريقا من الإخصائيين على الفور بعد بلاغ إحدى القنوات الفضائية بوجود طفل بلا مأوى متواجد أمام مدينة الإنتاج الإعلامي، وتواصل الفريق مع الطفل وإقناعه بالانتقال إلى حياة أفضل من حياة الشارع، وعليه تم مصاحبته إلى مؤسسة الحرية.
كما أعد الفريق دراسة حالة عن الطفل وجاري تأهيل الطفل نفسيًا واجتماعيًا خلال إقامته بمؤسسة الحرية، وتواصلت مع أحد أفراد أسرة الطفل، وتعذر عودته لأسرته في الوقت الحالي فتم تحويله لمؤسسة الحرية لرعاية الأطفال.
 
الحالة الخامسة كشف سيدة مسنة تدعى زينب سيد غنيم سليم تبلغ 80 عاما، وملقاة بشارع الثلاثيني في قليوب المحطة محافظة القليوبية وتلقت وزارة التضامن بالغا من مجلس الوزراء بذلك.
 
العوار الكبير الذي كشفته الوزارة هي أن نجل «زينب» يرفض إيوائها وإقامتها معه وإلقاها بالشارع وقامت سيدة بإبلاغ شكوى لمجلس الوزراء، وتسلم فريق التدخل العجوز المسنة ونقلها على الفور إلى دار نصر الإسلام لرعاية المسنين بشبرا وتم إيداعها الدار، وتم توقيع كشف طبي شامل عليها من خلال مستشفى الفتح، حيث لوحظ عدم قدرتها على الحركة مع مظاهر إعياء.
 
غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى، أكدت أنه يوجد أكثر من 1000 دار رعاية للأيتام والمسنين وذوي الإعاقة والمغتربين بجانب أماكن إيوائية للمتسولين، وكانت مشكلات بعض هذه الدور تتمثل في البنية التحية والرعاية ونظام العمل وأنه يتم حاليا تطوير دور الرعاية، لافتا إلى وجود 27 مؤسسة لحماية أطفال بلا مأوى منهم 6 مؤسسات كبرى في المحافظات المستهدفة التي يوجد فيها 80% من أطفال بلا مأوى إضافة إلى وجود 16 ألف حضانة.
 
وأضافت الوزيرة، أنه تم البدء في خريطة عمل ورصد 2364 نقطة تجمع للأطفال بلا مأوى، حيث يتجمع كل مجموعة من 5 إلى 7 أطفال وتصل إلى 12 طفلا يقودهم الأكبر سنا، الأمر الذي تطلب تكاتف جميع الجهات لحماية هؤلاء الأطفال وجذبهم لمؤسسات الرعاية، لافتة إلى الوزراة تسعى لتطوير الخدمات في مكاتب الاستشارات الأسرية ومكاتب المراقبة الاجتماعية وأندية الدفاع الاجتماعي، إضافة إلى إنشاء مرصدا لتتبع تطور الظاهرة، كما تؤسس وحدة متخصصة لإدارة البرنامج، وتطوير قدرات العاملين وتوفير الأدوات التي تمكنهم من القيام بدورهم في المستقبل حتى تغير الوصمة المرتبطة بالطفل بلا مأوى.
 
وأشارت، إلى أن هذه الاستراتيجية تقوم على عدة محاور، منها عمل 17 وحدة متنقلة تنتشر في 10 محافظات، وهي المحافظات التي تشهد أكبر معدل للأطفال بلا مأوى وفقا للدراسات الاسترشادية عن هذه الظاهرة، وذلك لتقديم مختلف الخدمات الصحية للأطفال وجذبهم من خلال الألعاب الموجودة في الوحدة المتنقلة، بالإضافة لتطوير مؤسسات الرعاية الاجتماعية ورفع قدراتها وعمل نظام للإحالة من خلال مكاتب المراقبة والتوجيه الأسري للتواصل مع الأطفال وأسرهم.
 
لكن السؤال، هل تستطيع الوزارة إنقاذ سكان الشارع قبل أن يدهسهم قطار تجار الأعضاء البشرية وتباع أجسادهم كقطع غيار في سوق تديره مافيا باعت كل شئ.
 
0cf2c00a-68d6-452b-8882-47f301e49c32
 
2cf1d86a-5435-4b55-9f37-30435daf952e
 
3be60aea-76b7-4f11-8bc8-695f779b0b93
 
4e246f7b-3381-4d5d-9238-d5b809d6de51
4e246f7b-3381-4d5d-9238-d5b809d6de51

5dfed124-3040-4264-8828-2b16c40d23b5
 
7d86d719-538a-4bd9-b67d-47284c87c170
 
8f14f56c-703b-49aa-b5bd-5cf60690547c
 
39c7d7dc-6414-4f35-acf9-553196160073
 
84f6a4ce-33f8-42a9-b458-ec91260ee80a
 
085fe7bb-2a6f-4f3b-bf6f-b665081ae86a
 
0565b2ab-6fa1-4c07-b334-7a74333f3bdd
 
189204aa-4b16-494a-900e-1bdd2ddc9b11
 
257957a3-9065-41de-bdb4-e09736ea4a4d
 
38259270-5882-4b81-a626-eb29a5a88184
 
b77d1e39-94c0-4c89-bec0-89613f04c2fb
 
c401b076-6d83-4810-b415-a004627f2495
 
ca52b504-d498-43ce-a66f-4379cba85676
 
cfe6e86c-0a0a-4fd6-9828-f9381b5f2988
 
f4803ce0-e227-4b69-a9f1-84f105d70cd0
 
 
 
اقرأ أيضا:

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق