رضا عبدالسلام محافظ الشرقية السابق: حاربت الفساد فاصطدمت بـ«مافيا رجال الأعمال» (حوار)
السبت، 29 أبريل 2017 12:26 محوار: فيفيان صبرى
"زكى بدر" لا يصلح وزيرا.. واختلفت معه بشكل مباشر
لست "إخوانيا" واسألوا الجهات الرقابية والسيادية فى مصر
لم تشهد الشرقية على مدار العصور محافظا أثير حوله الجدل مثل الدكتور "رضا عبدالسلام" ذلك الرجل الذي قضى أغلب أوقاته في شوارع المحافظة محاربا للفساد والتجاوزات على إخلاف أنواعها وإشكالها، غير مبال بأصحاب السلطات أو النفوذ، فصطدم معهم بشكل مباشر، مما دعاهم إلى تشكيل لوبى لمحاربته، وجه له اتهامات مباشرة بانتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين، ومحاربة خطط التنمية، في حين رشحه رجل الشارع البسيط لتولى منصبا وزاريا مرموقا، وكانت النهاية عودته بعد شهور إلى عمله كأستاذ بكلية الحقوق جامعة المنصورة، وبعد صمت دام لشهور نجحت"صوت الأمة" فى إجراء تلك المواجهة مع المحافظ السابق المثير للجدل.
في البداية ما الصعوبات التي واجهتك عندما توليت منصبك؟
عندما كلفت بالمنصب لم يخطر بذهني عمل شو إعلامي أو منظره، حيث جاءني التكليف في توقيت كان الجميع مشبعون فيه بآمال ثورتين كان هدفهما التغير والارتقاء بالبلاد إلى ما هو أفضل، وإزاحة كثير من صور الفساد والسلبيات التي استفزت الشعب خلال السنوات الماضية، ولذلك أخذت الأمر على انه مهمة قومية لا مجال فيها للراحة، ولذلك كان مكاني الطبيعي الذي اخترته هو العمل في الشارع مع الناس وليس من داخل مكتب مكيف، ولا أخفى أنني اصطدمت كثيرا من أصحاب المصالح ممن تعارض الإصلاح مع مصالحهم، ولم أبالى، فأزلت كل مكل ما وقع أمامي من تعديات على الاراضى الزراعية، والمزارع السمكية الملوثة في سهل الحسينية، والتي كانت توزع اسماك تتغذى على الجيف والحيوانات الميتة إلى جميع أنحاء الجمهورية، وتحقق مكاسب طائلة على حساب صحة الشعب.
كما تصديت لمافيا الدروس الخصوصية وأغلقت كافة مراكزها، وهى سبوبه كانت تدر ملايين الجنيهات على مافيا الدروس الخصوصية في المحافظة، ورغم أن وزير التعليم كان قد أصدر قرار بإغلاق 5 مراكز فقط، إلا أننى أصدرت قرار بتعميم قرار الإغلاق على كافة المراكز، ونجحت خلال أسبوعين في استبدالها بالتعاون مع وزارة التعليم بمجموعات تقوية داخل المدارس،
كما دخلت فى مواجهة مع أصحاب النفوذ مما أقاموا مباني مخالفة وكافتيرات وكافيهات على مجرى بحر موريس، وقمت بإزالتها، ونزلت إلى القرى لرصف شوارعها، وافتتاح الوحدات الصحية المغلقة فيها.
ولكن البعض اتهمك بأنك أرت اصطناع شو إعلامي؟
لست من هؤلاء، ولم انتبه إلى ذلك على الإطلاق، ولو كان هدفي شو إعلامي ما فتحت ملفات كان مسكوت عنها داخل المحافظة لسنوات، ولجلست في مكتبي مثل الجميع، وتفرغت لـ "رش المياه" دون صدام مع أصحاب المصالح والنفوذ، وأعتقد اننى لو كنت فعلت ذلك لكن الأمر مغاير تماما لما هو عليه الآن.
هل معنى ذلك أن مافيا رجال الأعمال بالمحافظة كانت بالفعل وراء إقالتك؟
انا شخصيا لا املك أسباب استبعادي، ولست المسئول عن هذا القرار، من يسأل عنه هو من اتخذ، ففى كل قرار كل انتخذه لم أضع فى اعتبارى صاحب نفوز أو رجل أعمال، بل المصلحة العامة، بدء من قرارات الإزاله على بحر مويس، التى اعقباها قيام البعض بتحضير برنامج تليفزيونى يتهمنى بشكل مباشر بأننى أنتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين، بهدف التشهير بى وازاحتى من موقعى.
وما هى حقيقة انتمائك لجماعة الإخوان التى روج لها البعض؟
أعتقد أن مجرد إثارة مثل هذه الشائعة يعتبر سبه فى جبين الدولة المصرية، فكيف تم تصعيدي فى مناصب قياديه داخل الجامعة وأنا إخواني؟، وكيف تم تعييني ومحافظا وأنا إخواني؟، وكيف لم تستطيع الأجهزة الرقابية والسيادية في البلاد إثبات ذلك قبل وضعي في تلك الأماكن؟، للأسف تلك التهمة أصبحت مدخل كل فاشل يريد الإطاحة بأى انسان ناجح
ليس لى علاقة بالإخوان، لقد جاءت الجهات الرقابية الى فى مكتبى، وتم عرض الأمر على، وقالوا لى:"إنهم يبحثون الآن عن الاشخاص الجادة والمخلصة فى عملها لتتولى الأمور فى البلاد" فباى منطق يقال اننى إخوان، كما أننى فى تلك الفتره كنت أقوم بتشكيل حزب سياسى مع خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، وكنت داخل انتخابات ضد الإخوان عندما كانوا فى السلطة.
ما هى انجازتك داخل المحافظة ؟
أول شيء فكرت فيه هو أن أعطى أمل للناس، وبالفعل قررت أن أكون بينهم فى الشارع، فنزلت إلى القرى وحاولت أن اصلح من السلبيات بداخل قدر إستطاعتى، ونجحت فى إنجاز الآف الملفات فيها فى فتره قصيرة جدا، سواء على مستوى الطرق، وتنظيف الترع، كما أعدت الحياة لـ 200 فدان مكن المزارع السمكية المملوكة للمحافظة داخل منطقة العباسة، وقبل أن اغادر منصبى رأيت كميات الأسماك بداخلها تبشر بخيرات، بعد أن كانت قد تحولت لخرابة
كما شرعت فى إقامة محور مرورى جديد فى خرابه كانت ترتكب فيها الجرائم على أمتداد ترعة كانت تمتد لمسافة 4 كيلو مترات تمتد من المسلمية حتى بحر مشتول، وحولتها إلى جنة، واعتمدت 120 مليون جنيها للرصف الطرق الرابطة بين المراكز، وأخرجت 12 موقفا للسيارات إلى خارج الكتل السكانية.
وخططت للإقامة مدينة الزقازيق الجديدة على مساحة 2000 فدانا جنوب بلبيس، بجوار الطريق الدائرى الاقليمى، وأسست لإقامة كارفور الزقازيق، وأتفقت بالفعل على عمل مول ومركز تجارى وملاهي خلال سنة، وكنت أنوى إقامة نادى قوات مسلحة على مساحة 18 فدانا
ما هى المشروعات التى كنت تحلم بتحقيقها فى الشرقية ولم يمهلك الوقت؟
كنت أتمنى أراه بعيني مشروعات "المسلمية ومشتول" والذى كنت أخطط من خلاله أن أجعل عرض الشارع 100 متر فى طول 4 كيلو مترا، كما كنت أتمنى أن أحول مدينة الزقازيق إلى مدينة خضراء تحوى نوادي وحدائق، وأن أرى مشروع كارفور، وطريق رمسيس، ومدينة الزقازيق التى كنت أخطط لإقامتها على مساحة تتراوح بين 1500 و2000 فدانا، منها 500 فدانا مدينة صناعية
ما حقيقة ترشحك لمنصب وزاري؟
هذا الآمر تم طرحة بالفعل قبل أن يتولى الدكتور أحمد زكى بدر منصب وزير التنمية المحلية، وبعد ذلك عرض على الأمر لتولى منصب محافظ الشرقية.
وهل كان هذا الأمر سببا كما قيل في قيام أحمد ذكى بدر فى استبعادك من منصب المحافظ؟
لا أستطيع أن أقول هذا، إلا اننى أستطيع أن أقول من خلال التجربة، أن المنصب العام في مصر لم يعد مصدر متعة كما يتخيل البعض، ولكنه مصدر للإهانات والتجريح، "وكل واحد فاضي يستلمنا ويجرح فينا دون دراية"
وما حقيقة ما قيل عن الخلافات التى دارت بينك وبين زكى بدر؟
تولى دكتور أحمد زكى بدر لهذا المكان لم يكن خطوة موفقة بالمرة، لأنه منصب وزير تنمية محليه، والتنمية المحلية تحتاج إلى شخص دارس وفاهم اقتصاد ومحليات وقانون وإدارة، والدكتور أحمد "هندسي" وليس "اقتصادي" مكانه بعيد عن هذا نهائيا، ولهذا "مكملش وزى ماجه زى ماراح" ولم يأخذ خطوة واحدة للأمام
وحقيقة ما حدث أن الدكتور أحمد زكى بدر جاء فى أول أسبوع من تولية الوزارة، طلب من جميع المحافظين برنامج شهري "كل يوم أنت هتروح فين وهتعمل ايه" اتصلت بيه فورا، وقلت له: "يامعالى الوزير هذا الكلام ليس صحيح، أنا جولاتي مفاجئة، وأنا لو عملت برنامج كل يوم وأخبرتك بيه، عمري ما هعرف السلبيات والفساد الموجودة فى مدينة أو قرية، والجميع سوف يعلمون بوجودي والدنيا هتبقى زى الفل، والورد هيتحط وبعد خروجي هيتشال وهيرجع الحال كما هو عليه، انا كدة بساعد على الفساد مش بحل وبصلح مشاكل البلد، انا ممكن اعمل جدول لبرنامج الشهر ولكن لم أنفذ منه شئ على الإطلاق"
للاسف هذا الكلام لم يعجب الوزير، فى حين أن وزير التنمية المحلية يجب أن يكون لديه رؤية أولا للبلد، والمزايا النسبية لكل محافظة عن الأخرى، ومن خلالها ابدا بالتخطيط بالمشاريع الذى تقام فى كل محافظة، والبرنامج الذى يمكن أن يقام ويتنفذ، انا دورى أيسر مع الوزارات الأخرى لامكن المحافظين من أداء رسالتهم، هذا شغل تنمية وإدارة ولامركزية، أنا دورى انجح داخل محافظتى، وإذا نجح المحافظون فى كل المحافظات نجح رئيس الجمهورية.
وهل أنت نادم على التجربة؟
أنا اشتعلت بحلم ثورة يناير ويونيو، وبحلم جيل الشباب، وفخور أنى خرجت من هذا المكان ومصر كلها تشهد بعملي ونجاحي، ولكن أصعب شئ وجهته عندما قيل انى مقصر في شغلي وفاشل، ولا اسمح لأحد أن يقول علينا جيل الشباب أننا جيل فاشل، لأن أخطر شيء مر علينا أن يقال علينا أننا لا نصلح لتولى منصب وقيادة، كان الأفضل تخرجني لأى سبب آخر غير انى كنت فاشل فى عملى، لأننا كجيل قادر على تغيير بلدنا للأحسن، ولدينا الفكر والطاقة والثقافة الذى تساعد على ذلك، لابد أن أساعد الشباب على الشغل والحركة وتوليه المناصب، ويخطئ ويتعلم من أخطائه، لأنه وارد الشباب لابد يتولى المناصب ويشتغل عشان يتعلم
وهل تستعد بالفعل لخوض انتخابات مجلس النواب القادمة على أحد مقاعد الشرقية؟
إطلاقا، ولم يخطر على بالى ولا أفكر فى خوض اى انتخابات نهائيا، انا ليس هدفى انتخابات، وإنما هدفى الوحيد هو حال البلد، انا أخدم بلدى فى اى مكان اكلف للعمل فيه مهما كان، وإذا كلفت للعمل فى اى مكان آخر، وهذا شئ وارد فى اى وقت، سوف أخدم بلدى من منطلق حبى لها.
و ما حقيقة اعتزالك للعمل العام؟
آنا لم اقبل على العمل العام، انا كلفت بالعمل العام، ومصر كلها عرفت شغلنا داخل محافظة الشرقية، وهذا يكفى، وعندما خرجت من هذا المنصب عد إلى مكانى داخل الجامعة، ورسالتى الأولى كانت ومازالت داخل الجامعة، من خلال المحاضرات والابحاث العلمية والكتب والمؤتمرات، وعندما يتم استدعائى للعمل لمصلحة البلاد فى أى موقع سألبى ولن أتأخر، وأقدم ما فى وسعى من أجل تقديم ما هو فى خير البلاد.