بعد انتهاء أزمة سر المعمودية.. تفاصيل الخلاف بين الطوائف المسيحية.. على رأسها وراثة مريم للخطيئة والروح القدس والاعتراف

السبت، 29 أبريل 2017 12:12 م
بعد انتهاء أزمة سر المعمودية.. تفاصيل الخلاف بين الطوائف المسيحية.. على رأسها وراثة مريم للخطيئة والروح القدس والاعتراف
المعمودية
عنتر عبداللطيف

وقع بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس، مع البابا تواضروس الثاني، بطريرك الكرازة المرقسية بابا الإسكندرية اتفاقًا وصفه البعض بالتاريخي لإنهاء أزمة خلاف سر المعمودية وهى وثيقة حول إعادة سر المعمودية لينتهي بذلك الخلاف بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية على الرغم من أن للبابا الراحل شنودة الثالث رأى هام في قضية سر المعمودية فقد قال: يجوز تعميد شخص مرة أخرى طالما لم يعمد بطقس أرثوذكسي.

الأرثوذكسية ترى أن المعمودية: سر يحصل به المعمد على نعمة الميلاد الجديد، وهو باب كل الأسرار، ويتم بالتغطيس للصغار والكبار، ومادة السر الماء. أما الكاثوليك فيقولون: يجوز العماد بالرش أو السكب فيما يرى البروتستانت أنه ليس سرًا مقدسًا بل علامة يجوز ممارستها بالرش أو التغطيس. والمعمودية التي يعترفون بها هي معمودية الروح القدس بدون ماء.

الفروق العقائدية بين الطوائف.. متى بدأت وكيف انتهت؟

الأرثوذكسية، الكاثوليكية، البروتستانتية - الإنجيلية - .. ثلاث كنائس كبرى بالعالم، يقدر عدد إتباعها بالمليارات، وقد لا يعلم البعض أن بينها اختلافات عقائدية اندلعت بسببها حروباً سابقة ذهبت بأرواح الآلاف في معركة دفاع كل فريق عما يعتقد أنه صواب من وجهة نظره. في السطور التالية نوضح الاختلافات الجوهرية العقائدية بين الطوائف الثلاث:

بعد مجمع خلقيدونية سنة 451 حدث أن آمن بعض المسيحيون بأمور جديدة لم تكن من ضمن الإيمان القويم القديم السابق فانشق المسيحيون قسمين: الأرثوذكس «أي التقليديين»، وهم مَنْ استمروا على السابق، وحافظوا على نفس التقليد القديم، والإيمان الأول والكاثوليك، وهم مَنْ آمنوا بما هو جديد- حسب موقع الأنبا تكلا هيمانوت الكنسي - أما البروتستانت، فقد انشقوا على الكاثوليك في القرن السادس عشر وهم يُعتبروا مسيحيون في الإجمال، لأنهم يؤمنون بالعقائد الأساسية ولكنهم لا يؤمنوا بالعديد من الأسرار الكنسية، والطقوس، والصلوات المرتبة من الكنيسة، والمعمودية، والتقليد. ورفضوا بعض أسفار الكتاب المقدس، والعديد من العقائد والتقليد المقدس، مع أخطاء في صُلب العقيدة المسيحية مثل بدعة الطبيعتين والمشيئتين، وبدعة الملك الألفي. وقضوا على الأصوام والرهبنة والشفاعة وإكرام القديسين. وتركيزهم على موضوع الإيمان، وتجاهل الأعمال. إلى آخره من القائمة التي تطول. وأصبحوا هم protestants أي معترضون.

الميرون

فالأرثوذكس يقولون أن الميرون سر ينال به المعمد نعمة الروح القدس ومادة السر الزيت. ويرشم به أعضاء الجسم 36 رشمة. أما الكاثوليك فيتفقون مع الأرثوذكس إلا أن ممارسته تكون في السن بين 7- 12 سنة. لكن عند البروتستانت لا تؤمن به إلا بعض طوائفها ولا يتم بالزيت بل بوضع اليد.

سر الاعتراف

وفيما يخص سر الاعتراف فالأرثوذكس يقولون أنه سر ينال به المعترف الحل من خطاياه إذا تاب عنها واعترف بها. فيما يقول الكاثوليك: كانت هناك صكوك غفران تباع وتشترى عن الخطايا السابقة والحالية في العصور الوسطى. ويتم السر وراء الستار. ويقول البروتستانت: لا اعتراف إلا أمام من أخطأ المؤمن له أو أمام الكنيسة كلها أو الله مباشر.

التناول

فالأرثوذكس يقولون أن التناول: جسد ودم حقيقيان للسيد المسيح بعد حلول الروح القدس على الخبز والخمر. ولا يجوز استخدام فطير مختمر ولا يجوز إقامة أكثر من قداس على مذبح واحد إلا بعد مرور 9 ساعات. ويشترط الصوم الانقطاعي قبل التناول.

أما الكاثوليك فيؤكدون: منذ القرن 11 بدؤوا استخدام الفطير ويمنع الشعب من تناول الدم ويمكن عمل أكثر من قداس على مذبح واحد ولا يشترط الصوم قبل السر". فيما يقول البروتستانت: يكون السر للذكرى فقط وليس هو تحول من الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه.

وفى مسألة الشفاعة فالأرثوذكس تؤمن بشفاعة السيد المسيح الكفارية عنا لدى الآب. وتؤمن بشفاعة القديسين عنا لدى ربنا يسوع المسيح. نكرمهم من خلال الأيقونات وحفظ أجسادهم وعمل التماجيد لهم. والكاثوليك: مثل الأرثوذكس، إلا أنهم يكرمون القديسين من خلال تماثيل بالإضافة إلى الأيقونات.فيما يؤمن البروتستانت بشفاعة السيد المسيح الكفارية فقط، وينكرون شفاعة السيدة العذراء والقديسين.

الروح القدس

فالأرثوذكس تقول أن الروح القدس: منبثق من الآب، "وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ، رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِي" إنجيل يوحنا 15: 26 ويقول الكاثوليك أنه: منبثق من الآب والابن.أما البروتستانت: فيروا أنه منبثق من الآب والابن. وفى قضية طبيعة السيد المسيح يقول الأرثوذكس: طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد "لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي" (إنجيل يوحنا17 :20).أما الكاثوليك فيؤمنون بطبيعتين للسيد المسيح. ويقول البروتستانت بطبيعتين للسيد المسيح. وفى معتقد التقليد فالأرثوذكس تؤمن بالتقليد "تَجَنَّبُوا كُلَّ أَخٍ يَسْلُكُ بِلاَ تَرْتِيبٍ، وَلَيْسَ حَسَبَ التَّعْلِيمِ (التقليد) الَّذِي أَخَذَهُ مِنَّا" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل تسالونيكي 3: 6)، "وَمَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِشُهُودٍ كَثِيرِينَ، أَوْدِعْهُ أُنَاسًا أُمَنَاءَ، يَكُونُونَ أَكْفَاءً أَنْ يُعَلِّمُوا آخَرِينَ أَيْضًا." (رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 2: 2) فيما تؤمن الكاثوليك بالتقليد أيضاً ولكنها تضيف قوانين نسبتها إلى الرسل وآباء الكنيسة الغربية والمجامع المحلية. أما البروتستانت فلا تؤمن بالتقليد.

المجيء الثاني

وفى معتقد المجيء الثاني تقول الأرثوذكس: "مجيء ثاني علني في الدينونة". وتوافقها الكاثوليك الرأى لكن البروتستانت تؤمن بالمجيء الثاني على دفعات منها مجيء السيد المسيح ليملك ألف سنة على الأرض ثم الدينونة التي تقول عنها الأرثوذكس: أبدية للأبرار في الملكوت، وللأشرار غير التائبين في الجحيم "تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ، فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ" (إنجيل يوحنا 5: 28-2).

أما الكاثوليك فيعترفون بالمطهر الذى يتعذب فيه المؤمن على قدر خطاياه ثم يدخل الملكوت.ويوافق البروتستانت الأرثوذكس على هذا الطرح

العذراء مريم

وفى مسألة العذراء مريم فالأرثوذكس يقولون: وارثة لخطية آدم مثل سائر البشر وتحتاج لخلاص المسيح ولكنها ولدته ولها كرامة عظيمة. "تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي" إنجيل لوقا1: 46، 47". والكاثوليك يقولون : مولودة دون أن ترث الخطية الأصلية ولا تحتاج لخلاص السيد المسيح ويكادوا يعبدونها (أي يبجلونها بصورة قد تكون زائدة، وليس عبادتها كإله، فكل المسيحيون يؤمنون بإله واحد).أما البروتستانت فإنهم ينكرون لقب والدة الإله وشفاعة السيدة العذراء وينكرون دوام بتوليتها.

 

موضوعات متعلقة

لماذا بابا الفاتيكان.. في هذا التوقيت.. والعائد؟

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق