السوبر هيومن
الجمعة، 28 أبريل 2017 02:03 م
السوبر هيومن: مش هو الإنسان اللي بيطير.. لا
ده الإنسان اللي إتبرمجنا على أنه (النموذج الأمثل) اللي مفروض كلنا نكون عليه..
السوبر هيومن مينفعش يقول على حاجة:
-أيوه أنا معرفهاش!!
لأنه لازم يكون عارف (كل) حاجة.. ماهو (سوبر) بقي!!
وإنت صغير..
أكيد قابلت حد برمجك إنك (لازم) بالتشديد على اللام تخبي ضعفك.. ولو راجل يبقي لازم برضه تخبي دموعك لأن دموعك بتعكس ضعفك
عيوبك ديه (نقص فيك)، مينفعش توريها للناس.. وعند البعض ولا حتي توريها لنفسك.. لأنها نقص.
ومين يحب يبقي فيه (نقص)؟؟
فخبيتها ومن كتر ما خبيتها نسيتها.. واعتبرت أنها ولأنها بتضعفك (لّازم) تلغيها من قاموسك.. تفعصها من وجودك..
-ها وأيه الأخبار قدرت تلغيها؟!
وإنت صغير ..
غالبا اتصنفت في واحد من إتنين:
يا أما المثالي.. السوبر هيومن.. بتكريماته ومدح إللي حواليه الزايد في شخصه
يا إما اللي (مش مثالي).. وطبعا النموذج القدوة إللي نفسك تكون عليه هو (السوبر المثالي)
ولو كنت من إللي بيرفضوا ده.. رفضك نفسه برمجك أكتر جوه عقلك اللاواعي، على نفس المفهوم
إن (ضعفك = نقص)
أما عن مشاعرك السلبية مينفعش تبان.. داريها.. اخفيها هيه كمان
- ها أخبارك إيه حاسس بإنك سعيد؟!
والنتيجة..
في كل الأحوال واحدة.. ولأن (ضعفك ضعف).. ولأنه (لازم يستخبي)، فلما كبرت بقي لازم بنفس (الحتمية المؤلمة) أنك تركب الماسك الخشب.
أدام موظفينك.. ولادك.. مراتك.. اهلك.
والكارثة لو حد إكتشف المنطقة الضلمة اللي جواك ديه.. وقتها بتبقي يا ثور هايج رافض بكل قوته الإنسان اللي لمس ضعفه.. يا أما عصفور مكسور الجناح منهارة تماما كل قوته.
مع أن الإنسان اللي إكتشف منطقة ضعفك ده، ممكن يبقي رزق ربنا لك عشان يطبطب ويطيب لك وجعك اللي متراكم جواك عبر السنين من شيء لا يمكن تلغيه أبدا.. وجعك من ضعفك
ووصلت لأيه؟؟..
إنك تعبان.. جواك إنسان غير تماما اللي بتظهره للي حواليك..
أنت مضطر تزور دكتور نفسي لانك نسيت وأنت بتدفن في ضعفك سنة ورا سنة، ضحكتك.. نسيت أمانك النفسي.. فتاهت منك نفسك..
نسيتها لما قررت إنك متعترفش جوه نفسك بإنك في النهاية.. إنسان زي ما له مواطن قوته له برضه مواطن ضعفه.. زي ما جواه أحاسيس إيجابية.. جواه أحاسيس سلبية.. تقبلك للجزء ده منك هو أحد أهم اسرار سعادتك.. وقوتك النفسية.
وتسألني وليه أتقبل ضعفي وإزاي هو قوتي؟؟
بداية..
العلاقة بينك وبين نفسك علاقة عميقة جدا.. ومفروض تكون ليك قعدة معاها يومية مش أقل من ساعة لو أنت في تلاتيناتك وبتزيد كل ما زاد عمرك.. وبتقل كل ما بيقل عمرك
ديه أهم رحلة في حياتك.. وعمقها بيزيد، كل ما زادت تجاربك في الحياة وإجراء إنعكاس مستمر على نفسك بإيه اللي استفدته من كل تجربة مريت بها
طيب لو متعرفتش علي نفسك؟
إجابة السؤال ده يؤلف فيها كتبا.. لكن في جملة واحدة تحمل الكثير من المعاني والمفاهيم..
(عمرك ما حتكون سعيد أبدا)
خوفك من لمس ضعفك.. حيمنعك إنك تخوض رحلة إكتشاف ذاتك
متخافش من نفسك.. تقبلها زي ما هيه.. حتى لو مليانة سواد.. السواد ده حتتطهر نفسك منه لما بإيدك أنت بس تملك شجاعة مواجهته
لكن طول ما أنت بتهرب منه حيفضل يجري وراك ويدمر لك حياتك.. ومين عارف يمكن تغرق فيه وينتهي بك العمر نزيل لاحد المصحات النفسية
أصل كل ما تجري من ضعفك، حيجري وراك.. وفي النهاية هيهزمك.. لأنه جزء منك.. من تكوينك.
وأنت أصلا شايف نفسك أضعف منه لأنك رافضه
اقبله.. كلنا ضعفاء.. كلنا إنسان
وتقبله ليه ؟؟
1- عشان تكون إنسان واثق من نفسك
- العلاقة بين قدرتك على مواجهة ضعفك وبين ثقتك بنفسك علاقة طردية.. كل ما قدرت علي مواجهة ضعفك، كل ما بقيت أكثر قوة وثقة في نفسك لقدرتك وقتها على التعامل مع نفسك وتقبلها زي ما هيه
2- عشان تكون إنسان مبتكر
- العلاقة بين قدرتي علي مواجهة ضعفي وبين الإبتكار علاقة برضه طردية
- مافيش إبتكار من غير خروج بره دايرة الأمان
- ومافيش خروج بره دايرة الأمان إلا لما تبقي قادر تواجه ضعفك
ضعفك بيشدك بقوة وبيقولك:
- خليك جوه دواير أمانك.. أوعي تخرج منها أبدا
لما تواجهه جوه نفسك.. و تقول له:
- الجزء ده مني أيوه ضعيف بس أنا متقبلني زي ما أنا
3- عشان تقدر تتحكم في ردود أفعالك
من غضب.. قلق.. خوف.. ألخ
ضروري تتقبل إنك شخص جواه المشاعر ديه
«أي شيء تقاومه حيقاومك» لأن فيه قاعدة بتقول: «أي ضعف جواك مش قادر تتقبله.. فبترفضه حيقاومك وغالبا حيغلبك».. مافيش مثالية كلنا لنا نقاط ضعف
4- عشان تنجح في شغلك كقائد
سواءا في شغلك ..أو في حياتك الاسرية
الإنسان اللي مش شايف لنفسه نقاط ضعف.. هو حاجة من اتنين:
يا الكبر تملّك منه تماما.. ووقتها هو في قمة ضعفه الإنساني زي اللي بيجري بأسرع سرعة تجاه منحدر عالي جدا حياخده ويقضي عليه لا محالة
أو أنه ضعيف جدا جدا لدرجة إنه مش قادر يواجه نفسه بضعفه ده ولا قابل أن اللي حواليه يقولوا له عليه وده إنسان مسجون جوه قضبان حديد وقافل على نفسه بأقفال خوفه من ضعفه اللي ملهاش أي مفاتيح إلا معاه هو بس
ملحوظة جانبية:
عشان كده كل ما نقدر نخللي ولادنا يبعدوا عن فكرة المثالية.. ويجربوا حاجات كتير ويفشلوا فنتقبل إحنا فشلهم ونعلمهم يتقبلوا فشلهم على أنه جزء من نشاطات حياتهم كل ما بقوا أكثر قوة وأكثر صحة نفسية.. وللنقطة ديه تحديدا مقال منفصل إن شاء الله.
مافيش قائد حقيقي إلا لما يكون بيجمع بين الصفات اللي فاتت كلها
ممكن يكون مدير ناجح.. والفرق بين المدير والقائد كبير
المدير بيدي أوامر وبس ومبيعرفش النقاش.. أما القائد الملهم فده اللي بيقدر يتعامل مع التحديات والظروف المختلفة بمرونة وإبتكار الواثق من نفسه
المدير مبيخرجش من الفريق بتاعه أي مواهب جديدة.. إنما القائد دايما بيدي فرصة لللي شاطر من فريقه، أنه يترقي بل ويبقي أعلى منه في السلم الوظيفي
أهم فرق بين الاتنين هو:
إن المدير ضعيف ومن كتر ضعفه عمره ما قدر يواجه ضعفه
وإنت كموظف جوه فريقه واثق من نفسه مبتكر مبدع بيشوف فيك اللي نفسه يقدر يكون عليه واللي عمره ما حيقدر يكون عليه إلا بمواجهته لضعفه هو
أما القائد الملهم فلأنه إنسان قوي قدر يواجه ضعفه بشجاعة ..فبقي أكثر ثقة في ذاته ..وبالتالي قدر يشجع فريقه علي النجاح
5- عشان علاقاتك بالناس تبقي قوية
العلاقة بين مواجهة الضعف والقدرة على التعاطف مع الآخر وفهمه علاقة كبيرة جدا.. لأن اللي مش قادر يواجه ضعفه عمره ما حيقدر يتعاطف مع ضعف الآخرين
عمره ما حيقدر يخلع حذائه ويرتدي حذاء الآخر
عمره ما حيقدر يخلع نضارته الشخصية ليرتدي النظارة التي يري بها الآخر العالم
سيعيش وحيدا.. ويموت وحيدا.. ولو كان حوله كل الناس.. لأنه أبدا لم يتواصل مع دواخلهم
6- عشان تبقي إنسان سعيد
ولأن كل ما سبق بيؤسس للسعادة.. فاكيد من غير تقبلك لضعفك عمرك ما حتكون سعيد.
وفي النهاية
ولأن هدفي الأكبر هو مجتمع متحد علي إختلافه.. يتقبل بعضه بعضا
فالحقيقة أنه لا وجود لمجتمع متحد إلا عندما يتدرب افراده علي مواجهة نقاط ضعفهم
فقدرتك على مواجهة ضعفك، هو جزء كبير من صحتك النفسية
من كونك إنسان سعيد محب للحياة.. قادر على التعامل مع تحدياتها.. وعلى التواصل مع المختلفين من حولك.. وعلى بناء علاقات صحية وناجحة
عزيزي الإنسان:
المس ضعفك وأوعى منه تخاف أو تخجل
في لمسك لمنتهي ضعفك، وصولك لمنتهي قوتك
وصولك للنسخة المتفردة من (السوبر هيومن) الخاصة بك أنت وحدك
كن دوما (نفسك)