كيف عرفوا؟

الخميس، 27 أبريل 2017 07:15 م
كيف عرفوا؟
مصحف شريف
د.بسمة البحرى

قص علينا القرآن الكريم قصة بدء الخلق، وأظهر موقف الملائكة من خلق آدم وأولاده: (قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء)، ترى ما الذى أخبرهم الله تعالى به عنا قبل أن يخلقنا جعلهم يصلون إلى هذه النتيجة؟
 
فقطعا لا تعلم الملائكة الغيب، وهم لا يقولون ما لا يعلمون ولا يتحدثون إلا بما أخبرهم الله تعالى به، فكيف عرفوا إذن بفسادنا وإفسادنا وسفكنا للدماء؟. 
 
فتساؤلهم هذا كان قبل خلق آدم، وكان أيضا قبل عصيان إبليس ولعنه. 
 
كان قبل أن يتفرق الناس شيعا، وقبل ظهور الأديان والرسالات.
 
وكان قبل الأحزاب والمذاهب والشيوخ وفتاوى التكفير.
 
كان قبل الفقر وغياب العدل، وقبل الجهل وإظلام العقول.
 
و قبل أن تُسفك بالفعل أول دماء على الأرض، ويقتل قابيل أخاه هابيل بدافع الغيرة والحقد، ودون أدنى ذكر لوسوسة الشيطان فى الأمر، فالآية تقول: (فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله). 
 
بمنتهى البساطة طوعت له نفسه القتل ففعل.
 
وحدث ذلك فى وقت كانت فيه الأرض لا يسكنها إلا بضعة أشخاص من بينهم أخوه، فما منعه ذلك من أن يراها على وسعها تضيق بكليهما معا، وقرر محو وجود أخيه من عليها، معتقدا أن الحياة ستكون أفضل دونه! 
 
أيعنى هذا أن سفك الدماء من طبائعنا كبشر؟ وأن سهولة تهيئة النفس لاقترافه لا تستوجب كل هذه الحيرة فى البحث عن الدوافع والأسباب! 
 
وهل يعنى هذا أن نكف عن الأمل فى إيقاف نزيف الدماء الذى أوشك أن يغرق العالم. 
وأن تستسلم قلوبنا لطوفان من فواجع لا تنتهى.
 
اللهم احقن دماءنا وارحمنا وقنا شر أنفسنا.
 
صيدلانية 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق