بعد صفقة الخيانة.. التقارب القطري الإيراني على حساب مصالح الخليج
الخميس، 27 أبريل 2017 06:06 م
أثار اتفاق تم برعاية قطر وإيران بين فصائل المعارضة والمسلحة والحكومة السورية، استهدف إنهاء الحصار عن 4 قرى سورية، جدلًا واسعًا داخل الأوساط الخليجية والعربية، فبينما وصفته صحيفة الحياة السعودية بأنه طائفي. أكدت الدوحة بأنه «إنساني» ولا يتعارض مع المفاوضات والمسارات السياسية، ولكن بين تصنيفاته المختلفة وضح هذا الاتفاق بما لا يدع مجالًا للشك قوة العلاقة بين طهران والدوحة الأمر الذي قد يؤثر في العلاقات القطرية الخليجية.
وقالت صحيفة الحياة السعودية، في تقرير لها 13 إبريل الماضي، إن هناك مقايضة بين شيعة من الشمال السوري بسنة من الجنوب، اقترحتها إيران قبل سنتين، بدأ تنفيذها في الفترة الأخيرة بعد تدخل الدوحة بالضغط على ما تعرف بـ«هيئة تحرير الشام» التي تضم «فتح الشام» -النصرة سابقًا- ووعود بمساعدات مالية لقبول هذا العرض.
وأضافت الصحيفة أن الصفقة تدخل ضمن «التغير الديموغرافي» حيث تعهدت طهران بعودة قطريين مخطوفين من ميليشيات شيعية في العراق، مقابل فك حصار المسلحين عن كفريا والفوعة في ريف إدلب.
ويبدو أن الصيغة التي كتبت بها التقرير في الصحيفة السعودية توضح الخلاف الدائر بين قطر والدول الخليجية حول الصفقة القطرية الإيرانية، فدائما ما خرجت الدوحة عن الصف الخليجي فيما يخص علاقاتها مع طهران، فتحت عنوان اتفاقية المدن الأربع تكشف عن دور قطري في خطط تهدد بتقسيم سوريا، تناولت صحيفة العرب اللندنية المهتمة بشئون الخليج خطوط عريضة لدور قطري يسهل خطط إيران في سوريا، ونقلت عن باحثون أمريكون معلومات تفيد أن لقطر علاقات خاصة مع إيران على الرغم من الموقف الخليجي الموحد الذي يعبر عنه مجلس التعاون الخليجي.
ويوضح اتفاق المدن الأربع الذي ابرم مؤخرًا حول سوريا أنه لم يكن لينفذ لولا العلاقات القطرية الإيرانية الواسعة، والتنسيق المباشر بين الجانبين، فعلى الرغم من المواقف المتناقضة في الملف السوري إذا تدعم الدوحة الجماعات المسلحة السورية بينما تدعم طهران الحكومة، إلا أن يظهر هذا التنسيق أن هناك خطوط متواصلة ظلت مفتوحه بين الدوحة وطهران لتبادل المنافع والمصالح وتمرير الرسائل بين البلدين.
واستطردت صحيفة العرب حديثها عن توظيف قطر لعلاقتها مع الجماعات الإرهابية كجبهة النصرة وفتح الشام الدوحة لتبادل المصالح مع طهران، حيث ذكرت أن لدوحة تواصل السير في ركاب إيران غير مبالية بمخاطر ذلك على علاقتها الإقليمية، وخاصة التزاماتها كعضو في مجلس التعاون الخليجي، فضلًا عن مساهمتها في تهيئة المناخ المساعد لتقسيم سوريا، مشيرة إلى أن قطر تواطأت على تشريد مئات الآلاف من المواطنين السوريين وتسليم قراهم إلى الحرس الثوري الإيراني، مستفيدة من علاقتها بجبهة النصرة، وهي ذراع تنظيم القاعدة في سوريا.
وتزامن هذا التقارب القطري الإيراني مع هشتاج خليجي تصدر أول أمس موقع التواصل الاجتماعي تويتريدعى «لماذا يا قطر؟»، بعدما تناول عدد من الانتقادات الموجهة لسياسات قطر التي من شأنها التدخل في شؤون الدول العربية، وأيضا بعض من دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب دعمها للجماعات الإرهابية مثل «داعش والقاعدة والإخوان»، الأمر الذي ربطه مقربون بالتحركات القطرية الأخيرة اتجاه طهران وتوسع العلاقات معها.
ولم تكن الصفقة الأخيرة بين الدوحة وطهران هي المؤشر الوحيد على وصول العلاقات القطرية الإيرانية إلى مستوى عالي جدًا، ففي مارس من العام الجاري زار وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قطر التقى خلالها بنظيره القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، كما التقى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في قصر البحر بالدوحة، واستعرضا خلال اللقاء العلاقات الثنائية، إلى جانب تبادل وجهات النظر بشأن الأوضاع في المنطقة، وما طرأ عليها من مستجدات، الأمر الذي فسر حينها بأنه تغريد قطرى خارج السرب الخليجي.
وفي عيد الأضحى الماضي، أجرى الأمير «تميم» اتصال هاتفي، بالرئيس الإيراني حسن روحاني، لتهنئته واصفًا العلاقات القائمة بين قطر وإيران بـ«الحميمية»، معربًا عن ترحيبه بتعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات، مؤكدًا على سعيه إقامة علاقات متميزة مع طهران.
وفي موقف أثار الكثير من الجدل وعكس حدة تعليقات المغردين الخليجيين اتجاهه، وقعت إيران وقطر في اكتوبر عام 2015، اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بين الدوحة وطهران، حيث جاء توقيع الاتفاقية على هامش، لاجتماع الـ 13 لقادة حرس الحدود في إيران وقطر، بالعاصمة طهران، كما رحبت قطر في عام 2015 بالإتفاق النووي الإيراني الذي اغضب الخليج كثيرا وخاصة السعودية.
إقرأ ايضًا
زيارة «ظريف» للدوحة.. محطة جديدة في تاريخ العلاقات القطرية الإيرانية