بين جنة المحافظ ونار البلدية.. بنات البرجر واللقمة الحلال

 

مشكلتهما أثارت ردود فعل كبيرة داخل الشارع المصري خلال الأيام القليلة الماضية، تعاطف معهما كل من سمع أو قرأ عن قصتهما، وخاصة الشباب ممن جرفهم تيار البطالة، إنهما ياسمين حسن، وشيماء عبد اللطيف، صاحبتا مشروع عربة تقديم الأطعمة بالنزهة «برجر ستيشن».

 

الفتاتان بعدما سحبت منهما البلدية عربة البرجر التي كانتا تجمعان قوت يومهما من العمل عليها في شارع البحر بمنطقة مساكن شيراتون، لعدم امتلاكهما تراخيص، انتشرت قصتهما سريعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي فتدخل مسؤولون لحل أزمتهما وعلى رأسهم هشام الشريف وزير التنمية المحلية، وغادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي.

 

الوزيران هاتفا الفتاتين ونسّقا لأن يلتقيا من بيده حل المشكلة، وهو المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة، وبالفعل التقيا المحافظ ظهر الأربعاء، وأكد لهما «عبد الحميد»، أن المحافظة لا تتوانى فى تقديم المساعدة والدعم لمشروعات الشباب وتشجيعهم على إقامة المشروعات الصغيرة فى ظل ما يسمح به القانون، وأن ما قام به حى النزهة برفض تواجدهم بالمخالفة بالشارع هو تنفيذ للقانون، ولا يوجد بالقانون ما يسمح بمثل هذه الإشغالات بالشارع، حتى لا يتسبب ذلك فى إعاقة حركة المرور.

 

«عبدالحميد» كشف خلال اللقاء أنه تم اختيار موقع بحي النزهة للبدء به كباكورة لهذا المشروع سيتم تجهيزه من تسوية الموقع وتسويره وتأمينه، ليكون مركزا تجريبيا لتجميع مشروعات الشباب بالحى، ويتم تنفيذه فى أحياء أخرى بعد فترة تقييمه لتحديد إيجابياته وسلبياته لتفاديها، وسيتم افتتاحه خلال أسبوعين أو ثلاثة، وأثنى على روح الفتاتين وتحديهما للصعاب وعدم اعتمادهما على انتظار الوظيفة الحكومية، وتشجيعهما على إدارة مشروعهم الصغير، والعمل على تنميته وتكبيره، ولكن من خلال القنوات الشرعية والحصول على التراخيص اللازمة.

 

حديث المحافظ للفتاتين لم يحل شيئا، بحسب تصريحات ياسمين محمد لـ«صوت الأمة»، حيث قالت إن المحافظ قال إنه سيتم تخصيص مكان لـ15 مشروعًا من الممكن أن تكون عربات برجر لشباب وتكون بنفس المكان، مضيفة «ما يحدث استيلاء على الفكرة والمكان من جانب المحافظة».

 

وأضافت «ياسمين»: «المحافظ قال مينفعش ترجعي بالعربية علشان مفيش تراخيص قولنا له ميرسي ومشينا».

 

وأكدت«ياسمين» أنها ستعود اليوم للعمل بالعربة في نفس المكان؛ لأن وعود المحافظ لهما لم تقدم جديدًا، قائلة: هننزل بالعربية حالا وهنبيع سندوتشات ومش هنمشي من المكان. 

 

وتابعت، أنها تعمل على مشروعها الخاص مع صديقتها منذ ثلاثة أشهر، وتتعرض لمضايقات مستمرة من قبل البلدية، ورغم محاولاتها الكثيرة للحصول على ترخيص، إلا أن المحافظة ورئيس الحي لم يساعداها فى ذلك.