مصر تنافس بقوتها الناعمة في البوكر للرواية وأمير الشعراء
الثلاثاء، 25 أبريل 2017 04:53 م
تنافس مصر اليوم، الثلاثاء، بقوتها الناعمة، في أهم جائزتين عربيتين، وهما الجائزة العالمية للرواية العربية، ومسابقة أمير الشعراء، وذلك في العاصمة الإماراتية، أبوظبي.
ولا تقتصر قيمة الجائزتين على قيمتهما المادية فقط، بل تكتسب أهميتهما من تأثيرهما على الحركة الثقافية سواءً في مصر أو العالم العربي، فالجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» تكتسب أهميتها من قدرتها الكبيرة على تسليط الضوء على روايات القائمة القصيرة، والرواية الفائزة بالجائزة الكبرى، والتى تؤدي في المقام الأول إلى شهرة واسعة تجتاح بها دول العالم العربي، أولاً، والأجنبي، لما تحظى به من ترجمة إلى اللغة الإنجليزية، تقوم بها الجائزة، ولغات أجنبية أخرى تكتسبها من تأثيرها على القراء في العالم الغربي.
أما مسابقة أمير الشعراء، فتكتسب أهميتها من عدة مستويات أولها، مشاركة الجمهور على مدار المسابقة منذ انطلاقها في كل موسم، من خلال تصويتهم للشاعر الذي تحظى قصيدته باستحسان ذائقة الجمهور، وما يحظى به شعراء المرحلة الأخيرة من دعم واهتمام كبير من كافة الجهات المعنية بالشعر في عالمنا العربي.
وتنافس مصر في الجائزة العالمية للرواية العربية، في دروتها العاشرة، ممثلة في الكاتب الشاب محمد عبد النبي، عن روايته «في غرفة العنكبوت» والصادرة عن دار العين للنشر، في القاهرة، وبوصوله إلى القائمة القصيرة، يحصل محمد عبد النبي مع المرشحين الستة في القائمة القصيرة على 10.000 دولار أمريكي، كما يحصل الفائز بالجائزة على 50.000 دولار أمريكي إضافية.
وتأتي منافسة الكاتب محمد عبد النبي، بروايته «في غرفة العنكبوت» بين خمس روايات أخرى، هي: رواية «السبيليات» للكاتب الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل، والصادرة عن دار نوفا بلس للنشر والتوزيع، رواية «زرايب العبيد» للكاتبة الليبية نجوى بن شتوان، والصادرة عن دار الساقي للنشر، رواية «أولاد الغيتو - اسمي آدم» للكاتب اللبناني إلياس خوري، عن دار الآداب، ورواية «مقتل بائع الكتب» للكاتب العراقي سعد محمد رحيم، والصادرة عن دار ومكتبة سطور، رواية «موت صغير» للكاتب السعوي محمد حسن علوان عن دار الساقي.
جدير بالذكر أن محمد عبد النبي، كاتب مصري، ولد في 1977، وحصل على ليسانس اللغات والترجمة٬ قسم اللغة الإنجليزية والترجمة الفورية عام 2002 من كلية اللغات والترجمة٬ جامعة الأزهر ويعمل حاليًا كمترجم حر.
صدر للكاتب محمد عبد النبي خمس مجموعات قصصية ورواية قصيرة بعنوان «أطياف حبيسة» 2000، وروايتان: رجوع الشيخ 2011، والتي وصلت إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية في العام 2013، ورواية «في غرفة العنكبوت» 2016.
وفازت له المجموعة القصصية «شبح أنطون تشيخوف» بالمركز الأول في جائزة ساويرس الأدبية عام 2010 وفازت أحدث مجموعاته القصصية «كما يذهب السيل بقرية نائمة» بجائزة أفضل مجموعة قصصية في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2015.
هذا ويواصل محمد عبد النبي، النشر الورقي والإلكتروني لإبداعاته الأدبية وقراءاته النقدية وترجماته في العديد من الإصدارات ويمارس التدريب على الكتابة الأدبية منذ عام 2009، في ورشة باسم «الحكاية وما فيها»، وصدر له مؤخرًا كتاب عن تقنيات الكتابة السردية بالعنوان نفسه.
أما عن مسابقة أمير الشعراء، والتي تنظمها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، في موسمها السابع، فقد وصل إلى التصفيات النهائية، 6 شعراء عرب من خمس دول، يتنافسون على بردة الشعر، ولقب أمير الشعراء، من بينهم الشاعر المصري حسن عامر.
وقد تمكن 6 شعراء من الوصول للمرحلة الأخيرة من كل من: السعودية، مصر، العراق، سلطنة عُمان، وموريتانيا، ويتنافسون على مسرح شاطئ الراحة بالعاصمة الإماراتية، بحضور حشد من كبار الشخصيات ونجوم الشعر ورموز الفكر والثقافة والإعلام من داخل وخارج دولة الإمارات.
وكانت لجنة التحكيم قد منحت أعلى درجاتها فى الحلقة الماضية، المرحلة قبل الأخيرة، للشاعر السعودى إياد الحكمي، الذى حصل على 28 درجة من أصل 30 درجة، تلاه الشاعر المصري حسن عامر بـ26 درجة، ثم الشاعر السعودى طارق الصميلي بـ24 درجة، وتبعته الشاعرة العراقية أفياء أمين بحصولها على 22 درجة، ثم الشاعر العُمانى ناصر الغسانى بـ20 درجة، وحل أخيراً الشاعر الموريتانى شيخنا عُمر بحصوله على 12 درجة.
وتبلغ قيمة الجوائز للفائزين بالمراكز الخمسة الأولى فى أمير الشعراء 2100000 درهم إماراتى، حوالى 600 ألف دولار أمريكى، بالإضافة إلى بردة الشعر، التى تمثل الإرث التاريخى للعرب، والخاتم الذى يرمز للقب الإمارة، وتبلغ القيمة المادية لجائزة الفائز بالمركز الأول وبلقب أمير الشعراء مليون درهم إماراتي.
فيما يحصل صاحب المركز الثانى على 500 ألف درهم إماراتى، ولصاحب المركز الثالث 300 ألف درهم إماراتى، أما جائزة صاحب المركز الرابع فهى 200 ألف درهم إماراتى، وتبلغ جائزة صاحب المركز الخامس 100 ألف درهم إماراتى.
هذا إضافة إلى تكفل إدارة المسابقة بإصدار دواوين شعرية مقروءة ومسموعة للفائزين، واستمرار التواصل معهم والتعاون فى تنظيم الأمسيات الشعرية لهم.
ولد الشاعر حسن عامر في يناير 1989 فى قرية الحميدات التابعة لمركز إسنا بمحافظة الأقصر جنوب مصر، وفى هذه البيئة الخصبة، التى أنتجت الكثير من المبدعين، نبت الشعر فى قلب حسن عامر كما ينبت النخل وتنبت أشجار السنط على حافة النيل، فحفظت معه الكروم الحكايا وليالى السمر الدافئة، وصنعت به نسمات الريح فى ضل النخيل الذى لعب وكبر تحته صنعها، فعرف الجنوب حق معرفته وكان له حظأ وافرا من مشاعره التى ادخرها ليبنى بها قصائد متماسكة تحكى عن الإنسان وتدعو للإنسانية.
درس حسن الأدب الإنجليزى في كلية اﻵداب جامعة جنوب الوادي، وحصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية عام 2011. وحصل على المركز الأول فى مسابقة «إبداع» التي تنظمها حكومة الشارقة، في نسختها اﻷولى في مجال شعر الفصحى.
ونشر الشاعر الجنوبي الشاب أول دواوينه الذى يحمل عنوان «هكذا أطلعكم على» عام 2013، والذي نبأ بظهور شاعر متفرد في تكوين الصورة وفي صوته الشعري، وكان هذا الديوان خير ما يطلعنا عليه شاعر يقدم للقراء ديوانه الأول.
كما صدر له ديوانه الثاني بعنوان «بياض ملائم للنزيف»، حيث أكد حسن عامر في هذه المجموعة أنه شاعر مهموم بأوجاع اﻹنسان ويسعى إلى تغيير العالم بشعره، فخير ما يمكننا أن نشبه به حسن عامر وإبداعاته ما يقوله الشاعر اليوناني نيكوس كزنتزاكس في كتابه «تصوف منقذو اﻵلهة»: «أنا القروي أقفز على المسرح وأتدخل في مسيرة العالم».
كما صدر لحسن مؤخرا، خلال معرض القاهرة الدولى للكتاب 2017، ديوانه الثالث «أكتب بالدم الأسود» عن دار «بردية» للنشر والتوزيع، وهو الديوان الحاصل على جائزة بيت الشعر.
حصل الشاعر حسن عامر على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته الإبداعية، التى يتمنى كل محب للشعر أن تطول وتدوم، ومن بين هذه الجوائز: جائزة بيت الشعر بيت الست وسيلة عن ديوان "أكتب بالدم الأسود"، وتم تكريمه فى ملتقى الشارقة للشعراء الشباب العرب، ووصل حاليا إلى المرحلة الثانية قبل النهائية من مسابقة أمير الشعراء فى نسختها السابعة.