في ذكرى تحرير سيناء..الرائد شريف عرب بطل المهمات الصعبة
الإثنين، 24 أبريل 2017 07:27 م كتب: إسلام ناجى
تلقى التعليمات بتدمير موقعي صواريخ «هوك» في مطاري الجدي والمليز، في تمام الواحدة ظهرًا يوم 6 أكتوبر، فاستعد للتنفيذ، وتفحص طائرات سربه الستة عشر بنفسه، وكشف على محركاتها حتى تأكد من جاهزيتها للمهمة، ووقف إلى جانب زملائه يصلى ويبتهل لربه، ويسأله الشهادة صائمًا قبل أن يصعد على متن طائرته الميج 17، وهو يردد الشهادتين، ويرتل ما تيسر من أيات القرءان الحكيم، وقلبه يفيض بالإيمان والإنتماء للوطن.
بعد الإقلاع بثوان معدودة، حدث ماس كهربائى غير متوقع أدي لسقوط خزانات الوقود الاحتياطية المعلقة في جسم طائرة الرائد طيار شريف محمد عرب، مما يستلزم عودته إلي القاعدة لإصلاح الأعطال، وإعادة فحص الطائرة، إلا إنه رفض ترك سربه، والتخلف عن مهمته، حتي لايصاب جنوده بالخوف والقلق بعد عودة قائدهم للمطار، وتثبط عزيمتهم ما يهدد فشل أول طلعة وأهمها في حرب أكتوبر، وأكمل مهمته، وحقق السرب هدفه، وعاد مرة أخرى إلى القاعدة.
وفي الساعات الأولى من صباح 8 أكتوبر، أمر قائد الجيش الثالث الميدانى «عرب» بتنفيذ طلعة جوية بقوة 12 طائرة، لوقف تقدم إحدى كتائب العدو، وتدميرها إثر محاولتها التقدم علي بعد 20 كيلو متر شرق القناة على المحور الجنوبي، وبالفعل قاد الطائرات إلى تنفيذ مهمتها، وعلى ارتفاع منخفض وصل السرب إلى هدفه، وتمكن من تدمير 14 مدرعة إسرائيلية، وعادت القوة إلى القاعدة مرة أخرى سالمة، لتخرج ثانيةً بعد أقل من ساعتين لضرب لواء مدرع في ممر متلا.
وفور وصول «عرب» وسربه إلى الهدف، لاحظ أنه صغير ولا يستدعى كل تلك الطائرات، فأمرهم بالانقسام، وبينما كان النص الأول يتعامل مع الهدف،اتجه النصف الآخر إلى جبل أم خشيب لضرب مركز القيادة وإعاقة العدو، ونظرًا لأهمية المركز أحاطته دفاعات العدو لحمايته إلا إن الرائد شريف عرب تسلل داخل الوديان، وشن هجومًا مفاجئًا، ومن اتجاه غير متوقع ما أربك العدو، وتسبب في خسائر كبيرة له، وعقب انتهائه، وعودته إلى القاعدة، هاجمته ثماني طائرات فانتوم إسرائيلية، فتمكن البطل من إسقاط إحداها، لتهرب الأخريات.
وبعد أحد عشر يومًا، صدرت الأوامر ل«عرب» بقيادة ثمانى طائرات محملة بالقنابل والصواريخ بضرب كوبرى إسرائيلي عند الدفرسوار، وعلى الرغم من خطورة المهمة، وشدة كثافة وسائل الدفاع الجوي المعادي سواء من الصواريخ أو المدفعية المضادة للطائرات أو من المظلات الجوية المعادية، إلا أنه قبل الطلعة بشجاعة وبسالة، وتأكد من اختيار أكفأ الضباط معه حرصًا على نجاح المهمة، والثأر من القوات الإسرائيلية واسترجاع الأرض.
وقبل وصول الطائرات المصرية إلى شمال مطار فايد بخمسة كيلومترات، اعترضتها مظلة جوية للعدو بقوة 12 طائرة ميراج، فأصدر «عرب» أوامره لقائد الرف الثانى المكون من أربع طائرات بالانطلاق إلى المعبر المحدد، وتدميره، بينما اشتبك الرائد شريف عرب والرف الأول مع طائرات الميراج، وبالرغم من عدم تكافؤ المعركة إلا إن السرب تمكن من أداء مهمته على أكمل وجه، وعادت الطائرات إلى قواعدها منتصرة بعدما استشهد أحد الطيارين فى سبيل إنجاح المهمة.
وفي 22 أكتوبر، كلفت القيادة الرائد طيار شريف عرب بالتعامل مع مدرعات العدو داخل مطار فايد، وبالفعل أقلعت ثمانية طائرات تحت قيادة البطل، ونجحت القوة في تدمير 6 مدرعات للعدو، كما تمكن «عرب» من إسقاط طائرة إف 4، والتي كانت تعرف وقتها بالشبح؛ لصعوبة ضربها، بطائرة ميج 17، ليحصل على نجمة سيناء وهي أعلي وسام عسكري.