المسارات الفضائية المختصرة.. اكتشاف أثبت حدوث معجزة الإسراء والمعراج
الإثنين، 24 أبريل 2017 05:53 م
متجددة ومعجزة، وباقية، تجدد بذكراها أحاديث الرحمات والتعطر بنسمات الجنة، في كل عام وبالتحديد بنهاية شهر رجب، وخاصة في يوم السابع والعشرين من الشهر المبارك يدور الحديث حول المعجزة النبوية الإسراء والمعراج، اللتان وقعتا في حق النبي محمد صلى الله عليه وسلم، سرى وصعد بهما إلى الملكوت الأعلى ليرى أفضل ممن فقده في عام الحزن، وكذبه في دعوته الإيمانية.
وحول الإسراء والمعراج، الثابتتين بالكتاب والسنة، تدور شبهات المكذبين ومن يسمون أنفسهم بالعقلانيين الذي يرفضون السمعي وينصبون المعجزتين في ميزان العقل، رافضين حدوثهما لاستحالة جمع الزمن والقدرة لهاتين المعجزتين في ليلة واحدة وهي من يضرب لجزء منها أكباد الإبل.
في خضم التجاذبات ما بين العقل والنقل، دفعت كشوف علمية شبهات عقلية نحو التأكيد لحدوث المعجزة، فبعد الكشف عن ما يسمى بالمسارات الفضائية المختصرة في المجرات والكواكب وهي ما يشبه أنفاق وحفر مظلمة فشل الضوء في دخولها بفعل الجاذبية المانعة والتي تنقلك من مجرة إلى أخرى في وقت يختصر سنين ضوئية دلل بها مؤيدوا المعجزة على وقوعها.
ومن المسارات الفضائية، إلى عالم النقل وتطوراته المذهلة من الطيران بأنواعه إلى الصواريخ بتطوراتها وهي غير المعجزة يدلل مؤيدوا المعجزة وقوعها وقبولها عقلاً بعد التطور المحسوس لأشخاص عاديين، فما بالك بنبي مؤيد يطوي له الزمن بأن يقوم بأفعال كثيرة في وقت قليل بمشيئة الله وخصوصية عبده الذي يتلقى الرسالة، مؤكدين أن الإسراء والمعراج، أمر معلوم من الدين بالضرورة واجب التصديق بهما لمن آمن
و الإسراء والمعراج، يعتبران في العقيدة الإسلامية حدثًا ضخمًا من أحداث الدعوة الإسلامية، سبقته البعثة وجاء قبل الهجرة، وجاء تسرية عن النبي في عام الحزن لموت زوجته المؤيدة له خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وعمه أبو طالب الذي كان يدافع عنه والذي قيل في نجاته من النار الكثير أقله أنه في ضحضاح من النار ترفعه عن قاع النار للتقليل من العذاب عنه، بسبب نصرته لرسول الله.
وهو حادثة جرت في منتصف فترة الرسالة الإسلامية ما بين السنة الحادية عشر إلى السنة الثانية عشر، منذ إعلان النبي محمد أن الله قد أرسل جبريل يكلفه برسالة دينية يبلغها إلى قبيلته قريش ومن ثم إلى البشرية جمعاء، وأن رسالته تتمة وخاتمة للرسالات السماوية السابقة، وحسب التاريخ الإسلامي للفترة هذه والمصطلح على تسميته السيرة النبوية يعد حدث الإسراء الرحلة التي أرسل الله بها نبيه محمد على البراق مع جبريل ليلاً من بلدهِ مكة -المسجد الحرام- إلى بيت المقدس في فلسطين، وهي رحلة استهجنت قبيلة قريش حدوثها، لدرجة أن بعضهم صار يصفق ويصفر مستهزئًا، ولكن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أصر على تأكيدها وأنه انتقل بعد ذلك من القدس في رحلة سماوية بصحبة جبريل على دابة تسمى البراق، أو حسب التعبير الإسلامي عرج به إلى الملآ الآعلى عند سدرة المنتهى أي إلى أقصى مكان يمكن الوصول إليهِ في السماء وعاد بعد ذلك في نفس الليلة، قال الله تعالى في سورة الإسراء« سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ»
بعد أن فقد النبي محمد، عمه أبا طالب الذي كان يؤانسه ويؤازره، ضاقت الأرض بهِ نظرًا لما لاقاه من تكذيب ومقاومة من قبل المشركين، وبعد وفاة عمهِ توفيت زوجته خديجة التي كانت نعم الزوج، ولكن ظلت رعاية الله قائمة له، وكرمه الله تعالى بقدرة إلهية وآنسه بحادثة الإسراء والمعراج، فأي تكريم ومؤانسة أشد وأعظم من تكريم كهذا إذ أتى جبريل عليه السلام ليصحب الرسول عليه الصلاة والسلام في رحلة الإسراء والمعراج، وورد في سورة الإسراء (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير.
المسجد الحرام، أعظم مسجد في الإسلام ويقع في قلب مدينة مكة غرب السعودية.
فبينما كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نائمآ في الحجر أتاه جبريل عليه السّلام، فهمزه بقدمه، فجلس رسولنا الكريم فلم يرَ شيئا، ثمّ عاد إلى مضجعه، فأتاهُ مرّةً ثانية فهمزه بقدمه، فجلس ولم يرَ شيئًا، ثمّ عاد مرّة أخرى إلى مضجعه، فأتاهُ مرّةً ثالثة فهمزه بقدمه، فجلس رسولنا الكريم، وأخذ جبريل بعضده، وحينها قام رسول الله معه، وخرج به جبريل إلى باب المسجد، فإذا رسول الله يرى دابّةً بيضاء بين البغل والحمار، في فخذيها جناحان تحفّز بهما رجليه، ثمّ وضع جبريل يده في منتهى طرف الرّسول فحمله عليه، وخرج معه ومضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بصحبة جبريل عليه السّلام حتّى انتهى به المطاف إلى بيت المقدس، فوجد فيه الأنبياء إبراهيم وموسى وعيسى في نفرٍ من الأنبياء، فأمّهم رسول الله في صلاته، ثمّ أُتى جبريل رسول الله بوعائين، في أحدهما خمر، وفي الآخر لبن قال: فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إناء اللبن وشرب منه، وترك إناء الخمر. فقال لهُ جبريل: هديتَ للفطرة، وهديت أمّتك يا محمّد، وحرّمت عليكم الخمر، ثمّ عاد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى مكّة.
وفي صباح اليوم التّالي، اجتمع الرّسول الكريم في قبيلة قريش وأخبرهم بما حصل معه، فقال أكثر النّاس: والله هذا الأمر لبيّن، وإنّ الرّسول لصادق ٌ آمين، وإنّ العير لتطرد شهرًا من مكّة إلى الشام مدبرة، وشهرًا مقبلة، وقال بعضهم: إنّ هذا القول لا يصدّق أفيذهب محمّدٌ ويرجع إلى مكّة في ليلة واحدة؟! فارتدّ كثيرٌ ممّن كان قد أسلم، وذهب النّاس إلى أبي بكر، فقالوا له: يا أبا بكر إنّ صاحبك محمّد يزعم أنّه قد جاء من بيت المقدس وصلّى فيه ورجع إلى مكّة، فقال لهم أبو بكر: إنّكم تكذبون على رسول الله، فقالوا: بلى، ها هو الرّسول في المسجد يحدّث الناس بما حدث معه، فقال أبو بكر: والله لئن كان قال هذا الكلام لقد صدق، فما العجب من ذلك! فوالله إنّه ليخبرني أنّ الخبر يأتيه من الله من السّماء إلى الأرض في ساعةٍ من ليلٍ أو نهار فأصدّقه، فهذا أبعد ممّا تعجبون منه.