قراء vip يأمرون الناس بالزهد وينسون أنفسهم: 35 ألف جنيه سعر قراءة العزاء في دولة التلاوة

الإثنين، 24 أبريل 2017 04:39 م
قراء vip يأمرون الناس بالزهد وينسون أنفسهم: 35 ألف جنيه سعر قراءة العزاء في دولة التلاوة
عزاء - أرشيفية
كتب – إسماعيل رفعت

مفارقة عجيبة غربية، بين الأمر بالبر وتركه من قبل نفس الشخص، يأمر الناس بالزهد في الدنيا تاليًا آيات الذكر الحكيم وينسى نفسه ليتقاضى عن تلاوة آيات الزهد مبلغ 35 ألف جنيه في ثلاثة أرباع من القرآن الكريم في ليلة واحدة.

 

 

بورصة مفتوحة، في سوق نخاسة المتكسبون بالقرآن الكريم، الذي ما نزل إلا ليعتبر به الناس، أملًا في حياة سعيدة في الآخر، ما حول الأمر إلى تجارة لمن يتباهون بأسماء القراء وكأنها ليلة فرح، وليست مصيبة فقدان عزيز.

 

قديما رفض الشيخ محمد صديق المنشاوي التلاوة أمام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بوساطة أحد الوزراء بعد أن أكد له الوزير أنه سيتشرف بأن يتلو أمام الرئيس قائلًا بل هو من سيتشرف بقرائتي، واصفا الوزير برسول السوء، والآن يبيع القراء أنفسهم في سوق النخاسة في امتهان للقرآن الكريم الذي نزل ليعتبر به لا ليتاجر به.

 

 

عادات خاطئة للتباهي أفقرت من لا يحسنون التفكير ليغتني من يجيدون الانتهازية على حساب كتاب الله، لتصنع ما يسمى دولة التلاوة، التي جعلت نقيب القراء محمد محمود الطبلاوي الذي يعتبر اسمه ماركة مسجله يشترط ألا يقرأ في الأرياف، وأن يصطحب معه نجله الشاب، ليساعده ويخفف عنه، حيث السن المتقدم لكونه مواليد عام 1934، ليتاقضى 20 ألف جنيه ونجله من 5 إلى 7 آلاف جنيه، ويتعداه الأمر إلى الشيخ حلمي الجمل الذي يتقاضى ما يصل إلى 35 ألف جنيه.

 

وفي أجيال الوسط من المشاهير تتراوح الأسعار في محيط مبالغ 20 ألف جنيه وأبرز الأسماء هي القارء الطبيب أحمد نعينع الذي طاف العالم لقراءة القرآن، ومنه إلى الشيوخ طه النعماني والحجاج الهنداوي و عبدالفتاح الطاروطي ليتقاضوا مبلغ 13 ألف جنيه يروجون لأنفسهم من خلال اعتمادهم في إذاعة القرآن الكريم، وتلاوتهم في محافل الدولة الكبري أمام الرئيس والوزراء.

 

ومن جيل الوسط إلى رعيل الشباب الذي تسبب في إشعال الساحة وزيادة أسعار التلاوة ولا سيما نجلي الشيخ الشحات محمد أنور، محمود وأنور اللذان يتقاضيان 13 ألف جنيه في السهرة.

وفي أدنى حد للشهرة يتقاضى اللواء طارق عبدالباسط محمد عبدالصمد، والشيخ محمدي بحيري 10 آلاف جنيه في تلاوة العزاء والمآتم، وتحت هذا الحد يتحرك باقي القراء كل حسب العرض والطلب.

 

 

وحينما يوجد الماء تجد المرعى والدواب والطيور، وعلى غرار ذلك خلقت بورصة التلاوة سماسرة للقراء يحصلون على قليل من المال من القراء يصل حده الأعلى إلى 300 جنيه، بينما يحصلون من الأهالي على مبالغ قد تتعدى ألف وألفي جنيه بزعم أنه أعطاها للقارئ.

وتخلف هذه الحالة من حب المظهر والمباهاة والانتهازية والسمسرة أجواء مباهاة ودعاية وضجيج ومحاولة إثبات الذات وتحليل المبالغ التي أنفقت للمباهاة فتجد محاولات استعراض حسن الصوت وإقرار بطانة الشيخ بحسن صوته من خلال التهليل والتكبير من قبل السماسرة والمصاحبين للقارئ بشكل فوضوي وأجواء فرح في حالة حزن كان يتطلب فيها الحزن والاعتبار، ما جعل المروجين للقراء يسجلون هذه القراءات باسم حفلة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق